يعاني رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء من صعوبات في انجاز المفاوضات الجارية مع شركائه الرئيسيين لتشكيل ائتلاف واعلان الحكومة المقبلة. وتعثرت المحادثات التي يجريها نتانياهو زعيم حزب الليكود مع كل من يائير لابيد زعيم حزب يش عتيد (وسطي) ونفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي (قومي متشدد)، وهما زعيما الحزبين المتحالفين اللذين يمتلكان 31 مقعدا في الكنيست من اصل 120، حول حقيبتي التعليم والداخلية بحسب ما اوردت الاذاعة العامة. ويشارك وزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان الذي يتزعم حزب اسرائيل بيتنا (يمين قومي) وحليف نتانياهو في القائمة الانتخابية المشتركة في المحادثات التي ستتواصل الثلاثاء. وتشير وسائل الاعلام الى ان لابيد يصر على الحصول على حقيبة التعليم التي يبدو ان نتانياهو حجزها للوزير المنتهية ولايته والمقرب منه جدعون ساعر، بالاضافة الى حقيبة الداخلية المتنازع عليها بين الليكود ويش عتيد. وتم في المقابل التوصل الى اتفاق حول الخطوط العريضة لبرنامج الحكومة وكذلك عدد الوزراء الذي يفترض ان يكون محددا كما يطالب لابيد ب21 وزيرا مقابل 30 في الحكومة المنتهية ولايتها. من جهة اخرى، سيتم تعيين ثمانية نواب وزراء لكن الحكومة لن تضم اي وزير بدون حقيبة، بحسب وسائل الاعلام. وبدأ نتانياهو الاحد مفاوضات الاسبوع الاخير لتشكيل حكومة جديدة وعرضها على الكنيست قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الاميركي باراك اوباما الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية في 20 اذار/مارس الجاري. وحصل نتانياهو على مهلة ثانية واخيرة من الرئيس شيمون بيريز لتقديم حكومته قبل 16 اذار/مارس والا فانه يجوز لبيريز تكليف مرشح اخر لتشكيل حكومة تحظى باغلبية في الكنيست. وهذا السيناريو غير وارد بسبب عدم وجود مرشح اخر يستطيع حشد الاغلبية البرلمانية لتشكيل ائتلاف ولكن الوقت بدأ ينفد امام نتانياهو. وقالت صحيفة هارتس اليسارية بان "هذا انجاز كبير ليائير لابيد ولحزبه يش عتيد الذين طالبوا بحكومة اقل عددا". وبموجب الاتفاقية، لن يكون هنالك اي وزير بدون حقيبة للمرة الاولى منذ عام 1951، مما سيسمح بتوفير "عشرات ملايين الشواكل" بحسب الصحيفة. وحقق لابيد نجاحا اخر بعد ان استبعد ممثلي الاحزاب الدينية المتشددة وهما حزبي شاس (لليهود السفارديم الشرقيين) الذي حصل على اثني عشر مقعدا وحزب يهودية التوراة الموحدة (لليهود الاشكناز الغربيين)الذي حصل على سبعة مقاعد، وهما لطالما لعبا دورا هاما في كل ائتلاف حكومي. حيث شاركت شاس في كل الحكومات منذ عام 1984 باستثناء فترات قصيرة. واعلن نتانياهو انه سيستبعد حلفاءه "الطبيعيين" اي الاحزاب الدينية المتشددة من الائتلاف الحكومي بسبب رفض يائير لابيد لذلك. ويسعى لابيد الى تمرير قانون لفرض خدمة عسكرية او مدنية على الشبان اليهود المتشددين والمعفيين في الغالب من الخدمة.