فى عيد ميلاده الخمسين،أصدر القاص والروائى ،محمود عبد الوهاب ،أحدث مؤلفاته" أحلام الفترة الانتقالية" ، التى صدرت عن دار آفاق للنشر ،والتى تمثل تجرية جديدة، لكاتب قضى عمره موزعا،بين ذكريات الاسكندرية الكوزموبوليتانية،وأسرته الممتدةالتى تمثل وجه الاسكندرية الحميم،وبين وقائع وأحداث الألفية الجديدة التى انتقلت فيها حياته كليا إلى القاهرة بكل متناقضاتها،مع تقطعات مكانية مثلتها أسفاره فى الخليج وكينيا وجنوب أفريقيا وجزر الكاريبى،ثم رؤيته للحدث الأكبر وهو ثورة يناير الشريفة كمشارك وكمتابع. قسم عبد الوهاب الكتاب إلى خمسة أجزاء هى على التوالى: الفترة الانتقالية، الأصدقاء، الزملاء، النساء، والعائلة. وتتكون المجموعة من أكثر من مائة حلم تشغل الفترة الانتقالية منها القسم الأكبر وهى الأحلام المتعلقة بأحداث الثورة وما بعدها خلال الفترة الانتقالية. محمود عبد الوهاب كان شجاعا ومتحديا حين عنون مجموعنه ب " أحلام الفترة الانتقالية" دون خوف من شبهة التأثر ب "أحلام فترة النقاهة" لنجيب محفوظ وهو أول ما يتبادر إلى الذهن لمجرد قراءة العناوين،كما أن مظنة التماهى مع الكاتب الكبير تتلاشى فورا عند التقدم فى قراءة نصوص عبد الوهاب ،التى نبدو فيها حيرة خمسينيات العمر مع حكمتها مع التهور الذى لم يعد يليق بعمره إلا فى "الأحلام" التى جاءت أحيانا كمواز للواقع وغالبا كمحاولة للانتصار عليه،ودائما كتحد له. وتعد أحلام الفترة الانتقالية العمل الرابع للكاتب بعد مجموعتيه "على قيد الحياة" الصادرة فى 2011 عن دار أرابيسك، و"كل شئ محتمل فى المساء" 2008 عن دار الدار، بالإضافة إلى روايته "سيرتها الأولى" والصادرة عام 2006 عن دار شرقيات.