أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن المهمة التي تضطلع بها مصر ومفوضية اللاجئين ثقيلة جدًا، لاسيما مع تجاوز أعداد اللاجئين السوريين حدود المائة ألف لاجئ، ووجَّه فضيلته إلى بذل أقصى جهد في استيعاب احتياجات اللاجئين المعيشية ، وكذلك توعيتهم ضد الاستغلال عن طريق عقد ندوات أسبوعية، جاء ذلك في استقبال الإمام الأكبر محمد الدايري، الممثل الأقليمي لمفوضية الأممالمتحدة العليا لشئون اللاجئين في مصر. ومن جهته أشاد الدايري بالدور الذي يقوم به الأزهر على الساحتين المحلية والدولية، وعرض ملخصًا لتقرير حول جهود المفوضية في مصر في حصر وتسجيل اللاجئين السوريين والقيام على شئونهم، حيث يتكفلون ماليًا للفرد الأعزب بمبلغ 300 جنيه شهريًا، 1200 جنيه للأسرة، طالبًا تعاون الأزهر مع المفوضية في توجيههم إلى أماكن وجود اللاجئين بمحافظات مصر التي يعلمها الأزهر، وكذلك المساعدة في إدانة كافة صور الإهانة للاجئين التي يمارسها البعض مستغلين ظروف احتياجهم. وأكد الدايري على أن وضع اللاجئين السوريين في مصر أفضل بكثير من وضعهم في بعض الدول؛ حيث يتم تكثيف التعاون مع الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني وبعض المنظمات الإغاثية في دعم اللاجئين والقيام على شئونهم. وعلى صعيد أخر أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر أن الشعب المصري بثقافته وتدينه وتاريخه قادر على اجتياز اختبار الحرية والديمقراطية محققا لأماله وطموحاته في العيش الكريم ، جاء ذلك خلال لقاء شيخ الأزهر مع موريتسيو مسّاري، سفير إيطاليا بمصر ، والذي تسلم مهام منصبه منذ ثلاثة أسابيع بالقاهرة. وأكد شيخ الأزهر علي عمق العلاقات بين الأزهر ودولة إيطاليا، مشيدًا بدور السفير الإيطالي السابق في دعم هذه العلاقات ، وبخاصة تلك الجهود التي أثمرت مشروع إنشاء المعهد الفني الصناعي بالأزهر الشريف ، والذي يعدّ تحولًا تاريخيًا للعلاقات بين الأزهر وإيطاليا. وقال فضيلة الإمام الأكبر إنه يتمنى من السلطات الايطالية إقامة مركز لتعليم اللغة الايطالية بجامعة الأزهر الشريف، علي غرار المركز الثقافي البريطاني ،والمركز الثقافي الفرنسي ؛تدعيما لجسور التعاون بين الحضارتين العربية الإسلامية والحضارة الرومانية الايطالية ،على الرغم من وجود قسم للغة الايطالية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، ولكن وجود مثل هذا المركز سيكون داعما للانفتاح اللغوي والثقافي بين البلدين، كما ذكر فضيلته أن السفير الايطالي السابق كان قد وعد بالمشاركة في مشروع طبي بالجامعة ، وجعل من كلية الطب بالأزهر نموذجا للتضامن العلمي، فهناك العديد من الكليات الطبية بالأزهر ، التي تصلح نموذجا رائدا في هذا الصدد لخدمة أبناء مصر جميعا وخاصة المناطق النائية، ويمكن البدء بكلية طب أسنان جامعة الأزهر فرع أسيوط لتكون الثمرة الأولى لهذا التعاون. ومن جانبه قال السفير الايطالي إن الشعب الايطالي يكن للأزهر ولإمامه الأكبر كل الاحترام والتقدير ؛ حيث يتميز طوال تاريخه وعهوده بنشر الفكر الإسلامي ،مما بوأه مكانه فريدة بين مختلف المؤسسات العلمية على مستوى العالم، باعتباره المرجعية الأولى للمسلمين، ومنبرا للوحدة الوطنية التي تجلت أسمى معانيها بعد الثورة المصرية، وإصداره العديد من الوثائق التاريخية المهمة.