من أتباعهم؟ بعض علماء الآثار والمبشرين من جميع الأديان من مختلف الجنسيات الذين يتلقون تعليماتهم من أساتذة الجامعات المتقاعدين، وأضف إليهم رجال أعمال فى مهام مخابراتية أو دبلوماسية من وراء الستار! وكيف أنهم تنبهوا لذلك العنصر المهم وشحذوا الهمة على تجنيد أكبر عدد ممكن وبشكل سريع، حتى يتمكنوا - كما قال - من تحمل مسئولياتهم فى تلك الأرجاء من العالم. ولأن انسحاب بريطانيا من تركيا واليونان، أوجد فراغاً لا بد من ملئه لتحقيق أهدافهم فى الشرق الأوسط، فبدأوا “اللعبة” لتتم المناورات مع حكومات تلك المنطقة لبسط نفوذهم وسيطرتهم قبل أن يتدخل السوڤيت ويأخذوا مقاعدهم حول طاولة اللعب فيها! يا لنا من ضحايا !! فنحن ما بين فكين كل منهما يريد أكلنا ونهشنا! فزحفت شركات للاستثمارات التجارية والمالية الأمريكية زحف الأفعى فى منطقة الشرق الأوسط، ولأن الحكومات العربية كانت تعى بالفطرة تلك اللعبة، فكانت تجابهها بالرفض فى أغلب الأحوال، إلا أن حالة التجاوب لسكان المنطقة كانت هو تصريح دخولهم لإحراز التقدم . وطوال تلك اللعبة كانت هناك تعديلات مستمرة حتى فى التقدم والنجاح لدرجة أنهم كانوا يستبدلون كل من يقف فى طريقهم بأشخاص أكثر انسجاماً مع الظروف الراهنة على حد تعبيرهم! ويستشهد بمذكرات الحكومة الأمريكية (عام 1947) التى أشارت إلى أن أجهزة المخابرات والسلك الدبلوماسى كانت على وشك القيام بتغييرات فى قيادات بعض دول الشرق الأوسط. ويتعللون فى ذلك بأنهم كانوا لا بد لهم من نهج هذا التكنيك الواقعى فى مخططاتهم الاستعمارية لمجابهة الروس. وتكشف الصفحات والكلمة تلو الأخرى فظائع وقائع التخطيط لتجنيد أكبر عدد ممكن بعد الحرب العالمية الثانية، وكيف ضموا أركان قيادة السلك الدبلوماسى المكلفين بمهام ثقافية وإعلامية وأصحاب الفكر وبعض الهواة.. فلنقرأ معاً ذكرياته عن محاضرة حضرها مايلز فى اجتماع توجيهى مشترك لوزارة الخارجية والمخابرات. “ يظهر فى كل من سورياولبنان ومصر والعراق، أن السياسيين الحاكمين قد استلموا مقاليد الحكم نتيجة انتخابهم من الشعب “. ولكننا نتساءل: أى انتخابات تلك! كان الفائزون بالانتخابات من مرشحى القوى الأجنبية، ومن مرشحى الإقطاعيين الذين يلزمون الفلاحين والمستخدمين بانتخاب من يخدم إقطاعهم، ومن الرأسماليين الجشعين الذين يشترون أصوات الشعب لحساب أعوانهم بنفس طريقتهم المعتادة فى الحصول على ما يريدونه عن طريق الخداع واللصوصية. “أن العرب يرزخون تحت نيران أولئك الحكام وهم يستصرخون الجميع لرفع هذا الاضطهاد عن كواهلهم، أن لهم ميولاً طبيعية نحو السياسة وهم ليسوا أغبياء مغفلين”. ومن هنا يسهل عليهم اللعب على وعى الشعوب، وكانت لبنان مسرحاً لأولى خيوط العنكبوت. هذا المحاضر الذى ألقى كلمته تلك كان ممن خدموا فى الخارجية والمخابرات ومن أصول اللعبة أن تكون لعبة تعاون فى ظاهرها ولنا فى إيران مثل واضح فالانسجام والتفاهم وصل فى بدايته إلى تسعين بالمائة !! ولم يتبق أمامهم سوى العالم العربى ... الذى كان فى شقاق وخلاف مستديمين مع حكومات تلك المؤامرة أو اللعبة. وإلى حقائق مقبلة.