صيف عام 1938 تخرجت الدفعة الأولى من القوات المسلحة المصرية التي دخلت الجيش بعد معاهدة 1936، وكان على رأس الخريجين أسماء عديدة لمعت بعد ذلك منهم جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسين الشافعى وأحمد مظهر الذى التحق بسلاح المشاة ثم سلاح الفرسان بعد ذلك، وشارك فى حرب فلسطين عام 1948 وبعد عودته من الجبهة كان من الرعيل الأول للضباط الأحرار، حتى إن بعض الاجتماعات التحضيرية للثورة كانت تتم في منزله، وعقب قيام الثورة فضل "مظهر" أن يتجه للعمل فى الفن وبالفعل شارك فى فيلم ظهور الإسلام، لكنه لمع بشكل لافت للنظر عندما أسند له صديقه وزميل دفعته المخرج عز الدين ذوالفقار دورا رئيسيا فى فيلم "رد قلبى" الذى كان فاتحة خير بالنسبه له، بعدها بأشهر قليلة استقال "مظهر" من القوات المسلحة ليتفرغ لعمله الفنى ويقدم العديد من الأدوار التى أصبحت علامة فى السينما المصرية، مثل دوره فى فيلم "الناصر صلاح الدين" إخراج يوسف شاهين، ودوره فى فيلم دعاء الكروان إخراج هنري بركات، بالإضافة للعديد من الأعمال الفنية المتنوعة، ولم يكتف "مظهر" بلعب الدور التراجيدى إنما قدم أعمالاً كوميدية مثل فيلم "الأيدى الناعمة، ولصوص ولكن ظرفاء"، كان أحمد مظهر يلقب بين زملائه ب الفارس نظراً لحبه الشديد للفروسية وركوب الخيل لكنه أيضاً تمتع بأخلاق الفرسان، ففى عام 1975 عرض عليه المخرج الشاب وقتها على بدرخان القيام بدور "خالد صفوان" فى فيلم الكرنك، وأرسل له السيناريو وبعد القراءة اتصل مظهر بالمخرج يعتذر عن المشاركة فى الفيلم، فسأله بدرخان لماذا؟، هنا ظهرت أخلاق الفرسان فقال قد أختلف فى الرؤية السياسية مع جمال عبد الناصر، لكنه كان صديقى وزميل دفعتى ولن أعمل فى فيلم يهاجم سياسته بعد وفاته، وأمام إصراره أسند بدرخان الدور للفنان كمال الشناوى الذى برع في تقديمه برغم إثارة الجدل حول العمل ككل، وخلال فترة الثمانينيات والتسعينيات اتجه أحمد مظهر للعمل فى التليفزيون، فقدم العديد من الأعمال الناجحة مثل ليالي الحلمية "الجزء الأول" وضمير أبلة حكمت مع فاتن حمامة.. وغيرهم وفى الثامن من مايو عام 2002 رحل الفارس أحمد مظهر عن عمر ناهز الخامسة والثمانين تاركاً وراءه تاريخاً فنياً كبيراً .