على طريقة الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر يفشل الرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما فى إنقاذ سفيره فى ليبيا، كريستوفر ستيفنز، فكارتر حاول إنقاذ الرهائن الأمريكيين فى سفارة الولاياتالمتحدة فى طهران بعد ثورة الخومينى عام 1979، فى إيران، وأرسل وحدة إنقاذ عسكرية واستخباراتية ولكنها سقطت فى الصحراء، وانسحبت فى النهاية قبل أن تلتهما الثورة الإيرانية الغاضبة من الشيطان الأكبر. بعد أكثر من ثلاثين عاماً جاء أوباما، وهو رئيس ديمقراطى مثل كارتر ليرسل وحدة إنقاذ للدبلوماسيين الأمريكيين فى بنغازى، لتسقط هذه الوحدة المشكلة من عسكريين ورجال استخبارات فى كمين ليبى وتتم تصفية السفير وثلاثة أمريكيين آخرين، وحسب هذه الرواية غير المعلنة فإن السلطات الليبية شاركت هذه الوحدة فى محاولة الإنقاذ الفاشلة، وهى المحاولة التى ستضع أوباما فى مأزق أمام المرشح الجمهورى رومنى، مما يعيد نفس السيناريو الذى وجد فيه كارتر نفسه عاجزاً أمام المرشح الجمهورى رونالد ريجان فيما عرف بمأساة الرهائن فى طهران، وفاز الأخير بالرئاسة الأمريكية. ومقتل السفير الأمريكى في ليبيا، كريستوفر ستيفنز، فى مساء الحادى عشر من سبتمبر ستكون له آثار سلبية وعواقب مؤثرة على العلاقات بين العاصمة الليبية طرابلس والعاصمة الأمريكيةواشنطن. وتعددت الروايات حول عملية الاقتحام، وعملية تدمير القنصلية، وعملية مقتل السفير ، فهناك من يقول إنه مات اختناقا فى القنصلية وهناك من يقول إن كتيبة أنصار الشريعة اقتحمت المبنى واشتبكت مع قوات المارينز التى كانت تحمى السفير. أنصار القذافى وهناك من يقول إن أنصار القذافى هم من قاموا بعملية القصف للقنصلية ومقتل السفير الأمريكى ردا على تسليم عبد الله السنوسى .. وهذا ما أكده رئيس البرلمان الليبيى الدكتور محمد يوسف المقريف، الذى أكد إدانته الكاملة لهذه العملية الوحشية الهمجية، وأن هناك من يريد أن يوقف عملية التحول الديمقراطى فى ليبيا، وهناك من يريد أن يجر ليبيا إلى متاهات داخلية .. منوها إلى أن السلطات الليبية لن تسمح بأن تكون أراضيها مسرحا لأى عمليات انتقامية أو تصفية حسابات. من جانبها أعلنت السلطات الليبية الخميس الماضى أنها أوقفت عدة أشخاص في قضية الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي وقال نائب وزير الداخلية الليبي ببنغازى ونيس الشريف إن «وزيري الداخلية والعدل بدأ بالتحقيقات وجمع الأدلة وبعض الناس تم توقيفهم» ورفض الشريف إعطاء أية تفاصيل عن عدد الموقوفين أو خلفياتهم حتى لا يتسبب ذلك «بإعاقة المسار السلس للتحقيقات»لكن هناك تقارير تقول إنه تم توقيف 6 أشخاص. وكانت تقارير أولية أفادت بأن السفير كريستوفر ستيفنز والأمريكيين الثلاثة قتلوا بأيدي حشد خارج القنصلية في بنغازي، فيما كانوا يحاولون الهرب من تظاهرة غاضبة بسبب الفيلم المسىء للإسلام الذي تم بثه على الإنترنت. لكن الاعتقاد الذى بات سائدا الآن وهو بأن ستيفنز مات نتيجة استنشاق الدخان بعد أن احتجز داخل القنصلية إثر إطلاق مسلحين إسلاميين قاذفات صاروخية نحو المبنى وإشعال النار فيها، وهناك من يقول إن السفير الأمريكى قد اغتصب جنسيا قبل تصفيته وتم التمثيل بجثته. كل هذه تكهنات والحقيقة باتت غائبة وتبقى الظروف الدقيقة لمقتل الأمريكيين الأربعة غامضة. فالمسئولون الأمريكيون يحققون بإمكانية أن يكون الهجوم مدبراً من قبل شركاء للقاعدة أو مناصرين لها، استخدموا التظاهرة ضد القنصلية كغطاء لتنفيذ هجوم انتقامي مخطط له في ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر ضد الولاياتالمتحدة. وفي البداية تم توجيه إصبع الاتهام إلى متشددين إسلاميين من السنة تابعين للجماعة السلفية كتيبة أنصار الشريعة.لكن الجماعة أدانت في بيان لها “الاتهامات بدون أدلة أو تحقيقات" التي ظهرت ضدها في وسائل الإعلام الليبية. وهناك روايات أخرى حيث روى مسئولون ليبيون كيف أن وحدة من القوات الأمريكية أرسلت جوا عبر الصحراء الليبية لإنقاذ الدبلوماسيين الأمريكيين المحاصرين في بنغازي يوم الأربعاء الماضى وقعت في كمين محكم خلال الليل أدى إلى سقوط قتيلين أمريكيين آخرين. ولايزال الغموض يكتنف تفاصيل الأحداث التي دارت عند القنصلية الأمريكية، حيث قتل السفير وأمريكي رابع عقب احتجاجات على فيلم مسيء للإسلام. لكن اثنين من المسئولين الليبيين أحدهما قائد وحدة من قوات الأمن رافقت قوة الإنقاذ الأمريكية قالا إن الشواهد تدل على أن هجوما لاحقا على ملاذ آمن اختبأ فيه الدبلوماسيون نفذه محترفون. إلى جانب ذلك حدثت أخطاء تسببت في نقل معلومات مغلوطة عن عدد الأمريكيين الذين ينتظرون الإنقاذ إذ كان هناك 37 أمريكيا أي نحو أربعة أمثال العدد الذي توقعه القائد الليبي. ووجد الناجون وقوات الإنقاذ أنفسهم بلا وسائل نقل كافية للهرب من المعركة الثانية مما أخر الهروب إلى المطار حتى الفجر. وقال النقيب فتحي العبيدي الذي صدرت الأوامر لوحدة العمليات الخاصة التي يقودها بالالتقاء مع وحدة أمريكية من ثمانية أفراد في مطار بنغازي: إنه بعد عثور رجاله والفرقة الأمريكية على الناجين الأمريكيين الذين تم إخلاؤهم من القنصلية المحترقة، تعرض الملاذ الآمن الذي كان عبارة عن فيلا معزولة لقصف شديد ودقيق بقذائف المورتر. وقال «أعتقد فعلا أن هذا الهجوم كان مدبرا» مؤكدا تلميحات من بعض المسئولين الليبيين أن جانبا من الهجوم الذي تعرض له الأمريكيون كان من عمل مقاتلين متمرسين.وأضاف أن دقة إصابة القذائف لا يمكن أن ينفذها ثوار عاديون.