عيد الشرطة يوم مشهود في تاريخ مصر، يحتفي به أبناء مصر الأوفياء في كل عام بتكريم رجال قدموا على مر التاريخ ملحمة رائعة من التضحية والفداء، حفاظا على أمن الوطن واستقراره. اتسمت حياة رجال الشرطة المهنية بالمخاطر واللحظات الحاسمة لأنهم أقسموا على الحفاظ على الوطن، الكثير منهم جاد بروحه ولم يبخل بحياته من أجل الوطن، وتحتفل مصر في 25 يناير من كل عام بذكرى شهدائها الأبطال، الذين سجلوا لمصر مجدا وعظمة وفخرا. وفي كل يوم تكشف الأيام عن مثال جديد يضرب به المثل في البطولة والشجاعة والتضحية، لقد جسدت الشرطة على مر السنين القيم الراسخة للشعب المصري، حين التزمت بالأمانة والإخلاص في تحمل المسئولية مهما كانت تضحياتها، وكان الولاء الأسمى لله والوطن، والالتزام الصارم للواجب والمسئولية هما العنصران اللذان دفعا رجال الشرطة إلى التفاني التام في عملهم ليل نهار. وكان طبيعيا أن يقف أبناء الشرطة في خندق واحد مع رجال القوات المسلحة البواسل وهم يتصدون للذود عن سلامة التراب الوطني والدفاع عن سيادته وسلامته والتصدي لكل تهديد أو عدوان. احتفال مصر بعيد الشرطة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي هو تكريم لكل فرد من أفرادها، وتكريم لشهدائها ولأبنائهم الذين حرموا آبائهم، والأرملة التي فقدت كنف زوجها، والأم والأب اللذان فقدا فلذة كبدهما فاعتصر قلبهما آلما، ليرسم مشاهد قصة عشق لا تنتهي على وجوه الأطفال. وفي لفتة إنسانية، أهدى أحد أبناء الشهداء، الرئيس عبد الفتاح السيسي علم مصر خلال الاحتفال بعيد الشرطة ال66، فقبله الرئيس وطالبه برفع العلم أمام الجميع، مما لاقى تصفيق حاد من الحضور باحتفالية أكاديمية الشرطة. في لفتة إنسانية اخرى قام بمسح دموع نجلة الشهيد المقدم محمد عبد الفتاح سليمان عبد الحفيظ واحتضانها، بسبب انهيارها أمامه خلال مراسم منح أسر شهداء الشرطة أوسمة الجمهورية والاستحقاق، كما قام فى لفتة أبوية حمل الرئيس عبد الفتاح السيسى ابن الشهيد محمد وحيد حبشى وقبله ومنح وسام الجمهورية من الدرجة الثالثة لأرملته. عيد الشرطة السابق كما حمل "السيسي" نجل الرائد الشهيد محمد عادل السولية، الرضيع، وقبله والتقط معه صورة تذكارية، كما احتضن وداعب ابن الشهيد محمد فتحي الزملوط، باحتفالية عيد الشرطة ال65، في 24 يناير الماضي، بمقر أكاديمية الشرطة في القاهرة الجديدة.