عندما يفقد المرء الحياء ويتورط نظام سياسي في دعم الإرهابيين ليل نهار، طبيعي جدا أن تتوالى الأكاذيب الفجة التي لا تعرف الخجل، ففيما يعرف الجميع علاقة النظام القطري القوية بجماعة الإخوان الإرهابية، خرج مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر، سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، ليتحدث بثقة عن أن لا علاقة بين بلاده والجماعة الإرهابية، في أحدث فصول الكذب القطري. وحسب سيف بن أحمد قال في مقابلة مع صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية: "لا توجد بيننا وبينها (الجماعة) أي علاقة وكل هذه الادعاءات هي ادعاءات مصرية،" على حد زعمه، لكنه لم يتطرق لوجود العشرات من قيادات الجماعة في الدوحة ينعمون بالراحة ويعيشون حياة رغدة بأموال الشعب القطري، وترفض الدوحة تسليمهم لبلادهم رغم وجود أحكام قضائية ضدهم. أنكر المسؤول القطري حقيقة استضافة بلاده لمفتي الإخوان وأحد أبرز قيادات الجماعة، يوسف القرضاوي، المعروف بداعية الفتنة، والذي يحرض من على منبر "الجزيرة" القطرية على قتل المدنيين والخروج على الأنظمة العربية بهدف بث الفوضى في فيديوهات متاحة بضغطة زر على موقع "يوتيوب". حديث بن أحمد الكاذب يتعارض مع تصريح سابق لأمير قطر تميم بن حمد نفسه لقناة "سي إن إن" الأمريكية، قال فيه إن الدوحة استضافت الكثير من عناصر الجماعة بعد ثورة "30 يونيو 2013" وسقوط نظام الإخوان في مصر، وأنه يرحب بوجودهم في قطر.
وواصل بن أحمد أكاذيبه بالزعم أن بلاده لا تدعم الإرهاب ولا تموله، وأن دولته لم تعط أي أموال لجماعات إرهابية، وأضاف: "قطر لا تدعم جماعات أو أفراداً يتدخلون في الشؤون الداخلية لدول أخرى، وعندما نتعامل مع التطورات في تونس أو سوريا أو ليبيا، لا نقوم باختيار حزب أو فرد بل نركز على الرأي العام، ونحاول قدر جهدنا عدم الانحياز لطرف". هنا وصل الكذب القطري إلى مرحلة فجة من الادعاء وترديد الأباطيل التي لا غرض منها إلا محاولة بائسة لغسيل السمعة أمام الرأي العام الغربي، فالوثائق والفيديوهات الموثقة تكشف بوضوح عن تحول الدوحة إلى عاصمة الإرهاب الأولى في المنطقة، عبر دعم الإرهابيين في ليبيا وتونس ومصر وسوريا واليمن. وأعلنت السعودية والإمارات ومصر والبحرين، المقاطعة الدبلوماسية لقطر، 5 يونيو الماضي، بعد فشل محاولات إقناع النظام القطري بالكف عن نهجه العدواني والتآمري ضد دول الجوار، والعمل على دعم الإرهابيين وإيواء المتطرفين واستضافة المعارضة التخريبية للأنظمة العربية، بهدف بث الفوضى وتدمير وحدة المجتمعات العربية في إطار خطة قطرية إيرانية لبسط النفوذ الفارسي في المنطقة العربية.