لمشاركة فى الأوليمبياد حلم يتمنى أى رياضى تحقيقه، وتفخر أى دولة بمشاركة أى من لاعبيها فى هذا الحدث الكبير، وإذا كانت بعض الدول تشترك فقط من أجل شرف تسجيل الحضور، فإن هناك دولة أخرى تعد العدة لنيل شرف الحصول على ميدالية، لتحفر اسمها فى سجلات التاريخ.. ولذلك تضع البعثات المشاركة آمالا كبيرة على بعض لاعبيها فى تحقيق ميدالية فى دورة الألعاب الأوليمبية التى تحمل رقم 30 والتى تستتضيفها لندن حتى 12 من أغسطس المقبل. وعلى مستوى البعثات العربية المشاركة، تحظى الألعاب الفردية بنصيب الأسد وتعول الجماهير عليها فى الوصول إلى منصات التتويج. تضع الجماهير المصرية آمالها على المصارعة والجودو ورفع الأثقال، وهى اللعبات التى من المتوقع أن تحصد ميدالية أوليمبية، فمنتخب المصارعة يضم اثنين من أقوى المصارعين على مستوى العالم، وهما محمد عبد الفتاح بوجى، الذى يتوقع حصوله على ميدالية ذهبية، خصوصاً بعد المعسكرات والبطولات القوية التى خاضها بوجى استعدادا للأوليمبياد. أما زميله كرم جابر، صاحب ذهبية أوليمبياد أثينا 2004، والذى غاب عن منصات التتويج منذ فترة، فمن المتوقع ان تكون عودته قوية، خصوصاً أنه من أمهر لاعبى المصارعة الرومانية ويعمل له عمالقة اللعبة ألف حساب. وفى الجودو، يوجد البطل الأوليمبى هشام مصباح، صاحب آخر ميدالية لمصر فى أولمبياد بكين 2008، ولم يختلف الأمر بالنسبة لزميله إسلام الشهابى، الذى حقق مراكز متقدمه فى بطولات العالم الأخيرة. وإذا كان رباعو ورباعات مصر خرجوا من أوليمبياد بكين خالي الوفاض، فإن المؤشرات تؤكد إمكانية إحرازهم ميدالية أوليمبية فى لندن، خاصة نهلة رمضان وعصمت منصور ومحمد عبد التواب. وإذا كانت آمال مصر معلقة بثلاث لعبات، فإن البعثة القطرية تضع آمالها على اسمين فقط من بين 12 لاعبا مشاركين فى أوليمبياد لندن، وهما العداء معتز عيسى برشم، والرامى ناصر العطية، الذين ينتظرهم الشعب القطرى لتدوين اسم بلدهما فى جدول ميداليات دورة الألعاب الأوليمبية. أيضا، هناك اللاعبة بهية الحمد، التى ستشارك فى منافسات الرماية ضمن فئة البندقية الهوائية والتى من المتوقع أن تحرز ميدالية أوليمبية لبلدها، وذلك عقب سلسلة من النتائج الجيدة لها على الصعيد الدولى، بعد أن تألقت فى الدورة العربية التى احتضنتها الدوحة فى ديسمبر الماضي، وأحرزت ثلاث ميداليات ذهبية وفضيتين. أما الجماهير التونسية، تضع آمالها على السباح أسامة الملولى صاحب الميداليتين الذهبيتين فى أوليمبياد بكين 2008، والذى يتوقع صعوده على منصة التتويج الأوليمبية فى لندن. ويملك الملولى خبرة كبيرة على الساحة الدولية من خلال مشاركاته فى بطولات العالم والدورات المتوسطية، كما أنه منح العرب أول ذهبية أوليمبية فى بكين، عندما نال المركز الأول فى السباحة فى سباق 1500م حرة، مسجلا رقما إفريقيا جديدا، حرم به الإسترالى جرانت هاكيت، بطل العالم من تحقيق إنجاز لم يحققه أى سباح في تاريخ الأوليمبياد وهو الفوز بذهبية سباق 1500م للمره الثالثة على التوالى. وبجانب السباحة، تعول تونس أيضا على ألعاب القوى وتحديدا اللاعبة حبيبة الغريبى، صاحبة فضية 3 آلاف متر موانع فى بطولة العالم الأخيرة. أما الجماهير الكويتية تضع رهانها على الرماية لتحقيق إنجاز أوليمبى فى لندن، خصوصاً الرامى فهيد الديحانى، صاحب الميدالية البرونزية فى أوليمبياد سيدنى 2000، والذى انتزع بطاقة تأهله إلى لندن بحصوله على المركز الثانى فى البطولة الآسيوية الثانية عشرة للرماية. أيضا الجماهير الكويتية حصول الرامية مريم أرزوقى، على ميدالية فى لندن، بعد حصولها على ميداليتين ذهبيتين فى البطولة العربية التى استضافتها الدوحة فى ديسمبر من العام الماضى. أما الأردنيون، فيعلون آمالهم على التايكوندو للوصول إلى التتويج الأولمبى، خصوصاً بعد غياب دام لنحو عشرين عاما، وكان آخره فى برشلونة 1992، ومن أجل ذلك رصدت اللجنة الأوليمبية الأردنية نحو مليون ونصف المليون دولار للإنفاق على معسكرات اللاعبين المشاركين فى الأوليمبياد. وتضع الجماهير الأردنية آمالها على بطلة التايكوندو المخضرمة نادين دوانى، التى أصبحت أول فتاة عربية تشارك فى الألعاب الأوليمبية 3 مرات متتالية بعد دورتى أثينا 2004 وبكين 2008، وتزداد فرص دوانى فى الحصول على ميدالية أولمبية فى لندن، بعد حصولها على ذهبية بطولة آسيا وذهبية التصفيات الآسيوية للأولمبياد. كما تعلق الجماهير الأردنية آمالها أيضا على الفارس إبراهيم بشارات والملاكم إيهاب درويش، ويسجل بشارات فى لندن الحضور الأوليمبى الثالث على التوالى وهو ما يؤكد اكتسابه خبرات أوليمبية وعالمية تدفعه هذه المرة لرفع شعار المشاركة من أجل المنافسة. «تلميع الصورة» هو الهدف الأساسى للبعثة الجزائية فى لندن، حيث إن الرغبة فى محو خيبة بكين 2008، تسيطر على أغلب لاعبيها، بعد أن خرجت من أوليمبياد بكين بميداليتين فقط الأولى فضية لعمار بنخليف فى الجودو والثانية برونزية للاعبة ثريا حداد. وتبقى الآمال الجزائرية معلقة على ثرياء حداد، فى الجودو، بجانب العدائين توفيق مخلوفى، وعصام نيما، لتحقيق ميدالية أوليمبية تحفظ للجزائر التى تشارك فى الأوليمبياد ب 39 لاعبا لاعبة ماء الوجه. أما العداءة ورود صوالحة، تعد هى الأمل الوحيد للفلسطينيين فى لندن، وبالنسبة للفلسطينيين بصفة عامة وورود بصفة خاصة، فإن أكثر اللحظات فخرا ستكون عندما تطأ قدماها الملعب الأوليمبى فى العاصمة البريطانية لندن. وخلال الأسابيع القليلة السابقة للألعاب الأوليمبية، أجرت ورود تدريباتها فى قطر، ولكن قبل ذلك، كانت تكتفى بالركض عبر شوارع قريتها البسيطة التى لا يوجد لها أسماء أو أرقام لبيوتها، لمدة ساعتين في الصباح وواحدة في المساء. وتحمل العداءة دانة حسين بطلة العرب فى سباق 100م، آمال العراقيين فى أوليمبياد لندن، وعلى الرغم من أن العراق لم يسبق لها الحصول على أى ميدالية من أى نوع فى ألعاب القوى فى الدورات الأوليمبية، إلا أن الآمال معلقة على دانة بعد معسكر الإعداد الناجح الذى خاضته اللاعبة فى العاصمة اللبنانية بيروت. أما اللجنة الأوليمبية اليمنية وعلى الرغم من تأكيدها على أن مشاركتها فى لندن تأتى بهدف تشكيل الحضور فقط، إلا أنها تضع آمالا كبيرة على لاعب الجودو على خضروف الذى يشارك فى الدورة بدون مدرب، لكنه تأهل إلى الأوليمبياد بجداره، من خلال بطولة العالم الأخيرة التى أقيمت فى دوسلدورف ومن المتوقع أن يتواجد على منصة التتويج الأوليمبية وحصوله على ميدالية برونزية على أقل تقدير. وفى البحرين، تحمل العداءة مريم جمال، آمال بلادها فى أوليمبياد لندن وتشارك البحرين فى الألعاب ب 13 رياضيا ورياضية، منهم 5 رجال و8 سيدات، سينافسون فى ثلاث لعبات هى ألعاب القوى والسباحة والرماية. وكانت استعدادات مريم جمال بطلة العالم 2007، مكثفة خلال الفترة الماضية من خلال إقامة معسكر تدريبى فى سويسرا، والمشاركة فى عدة لقاءات فى أوروبا قبل موعد انطلاقة الألعاب. أما المغرب، تدخل غمار أوليمبياد لندن بطموحات كبيرة فى حصد أكبر عدد من الميداليات. وتشارك المغرب فى الأوليمبياد بأكبر وفد رياضي فى تاريخ مشاركاته الأوليمبية ويضم 75 رياضيا ورياضية فى 12 لعبة. وبالإضافة إلى المستوى المتميز للمغرب فى ألعاب القوى وعلى رأسهم جواد غريب صاحب فضية الماراثون فى بكين وحسناء بنحسى صاحبة برونزية سباق 800 متر، والذى من المتوقع إحرازهما ميداليتين فى لندن، فإن الجماهير المغربية تضع آمالها على التايكوندو والملاكمة أيضا للوصول لمنصات التتويج الأولمبية.