العزب الطيب الطاهر شدد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية على أن أي نظام اقليمي جديد يمكن أن يقوم في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يتأسس – ضمن ما يتأسس – علي سيادة الدولة الوطنية مع التزامها بمعايير العدالة وسيادة القانون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. جاء ذلك خلال الجلسة التي شارك فيها بمؤتمر ميونخ للأمن الذى عقد فى برلين على مدى اليومين الماضيين حول كيفية الاستفادة من نموذج بناء الدولة الوطنية في اوروبا في الوضع العربي الحالي. ولفت أبو الغيط الى أن الوضع الحالي في المنطقة لا يعد مواتياً لبناء نظام اقليمي جديد من وجهة نظر عربية في ضوء حالة الانقسام التي يعاني منها العالم العربي في المرحلة الحالية. وكان أمين عام الجامعة العربية قد شارك علي مدار يومين في فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن الذي يعقد سنويا لبحث الحالة الاستراتيجية في العالم ورؤي مختلف الأطراف للأوضاع السياسية والامنية علي المستوي الدولي. وأوضح الوزير مفوض محمود عفيفى المتحدث باسم الأمين العام للجامعة أن أبو الغيط تناول في كلمته حول النظام الاقليمي أهمية ترسيخ مبادئ سيادة الدولة الوطنية وعدم التدخل في الشئون الداخلية والفصل بين الدين والسياسة، كركائز أساسية لنظام إقليمي مُستقر في الشرق الأوسط، مؤكداً أن تآكل مثل هذه المبادئ المؤسسة للنظام الدولي المعاصر هو ما أدخل المنطقة في أتون الحروب الأهلية والفتن عبر سياسات التحريض والحشد الطائفي التي تمارسها طهران، والتي تصاعدت وتيرتها بشدة خلال الخمسة عشر عاماً الماضية وكانت سبباً رئيسياً في حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي يشهدها المشرق العربي. وقال إن الأمين العام للجامعة أشار في كلمته إلى أن عدم تمكين الفلسطينيين من تحقيق تطلعاتهم القومية في دولة مُستقلة كان سبباً أساسياً وراء حالة الغضب والتوتر التي شهدتها المنطقة طوال العقود الماضية، وأن الجميع صار يعرف ما هو مطلوب من أجل حل القضية الفلسطينية إلا أن المجتمع الدولي ينقصه الإرادة لإنفاذ الحل وتحقيقه بإقامة دولة فلسطينية مُستقلة على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدسالشرقية. وأشار عفيفى الى أن أبو الغيط عقد على هامش مشاركته بالمؤتمر عدداً من اللقاءات الثنائية على هامش المؤتمر مع قيادات عربية ودولية، في مقدمتهم حيدر العبادي رئيس وزراء العراق، وفيدريكا موجريني الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي. كما تحدث سيادته خلال احدى فعاليات المؤتمر عن الأُسس والمبادئ التي يتعين أن يتركز عليها النظام الإقليمي في الشرق الأوسط