عادت المطالب والاحتجاجات الفئوية لتطل برأسها بقوة, في موجة جديدة شملت القاهرة و6 محافظات, بما يعيد إلي الأذهان موجة الاحتجاجات التي اندلعت عقب قيام ثورة25 يناير. وكان لها أثر سلبي علي الصعيدين الاقتصادي والأمني, ففي القاهرة طالت الاحتجاجات كلا من هيئة البريد ووزارة الأوقاف ومترو الأنفاق ومجلس الدولة إلي جانب شركة مياه القاهرة, والنصر لصناعة السيارات وامتدت الاحتجاجات إلي المحلة والمنصورة وبني سويف والفيوم حتي أسوان. حيث اضطرت القوات المسلحة للتدخل لحماية مبني المحافظة من تجاوزات المحتجين من أبناء النوبة. كما شهدت مكاتب بريد محافظات المنيا والفيوم وبني سويف الأقصروأسوان والشرقية والإسماعيلية وشمال سيناء وقنا والغربية علي مدي ال48 ساعة الماضية احتجاجات وإضرابات للعاملين بها مطالبين بزيادة الحوافز وتثبيت المؤقتين, وقد تم تخصيص سيارات متنقلة لصرف المعاشات للمواطنين. ففي شركة مصر للغزل والنسيج, بمدينة المحلة الكبري هدد22 ألفا من العاملين بالدخول في اعتصام مفتوحا اعتبارا من السبت المقبل, مطالبين المسئولين باتخاذ موقف واضح من الحد الأدني للأجور, ورفع الحافز الشهري إلي200%. وقال محمد العطار, أحد قيادات عمال بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة إن جهودا ومساعي عمالية تجري حاليا لحل مشكلة عمال الشركة, وإن وفدا من القيادات العمالية سيتوجه اليوم إلي مجلس الوزراء لتسليم مذكرة مطالبهم والتفاوض حولها, وأبرزها ضخ استثمارات جديدة ووضع حد أدني للاجور وصرف300 جنيه حافزا لكل عامل والحفاظ علي العمالة, وضمان عدم تشريدها. وأمام مكتب وزير الاوقاف تجمهرت أعداد غفيرة من الأئمة الذين افترشوا الطرقات بديوان الوزارة وهتفوا مطالبين بتنفيذ وإقرار التحسينات المالية, التي تشمل زيادة الحوافز والرواتب إلي جانب وضع كادر للدعاة, وإقامة نقابة خاصة بهم, وفي محاولة لتهدئة الأوضاع اجتمع الوزير في مكتبه بعدد من المحتجين لبحث مطالبهم, كما أجري اتصالا بالدكتور حازم الببلاوي, نائب رئيس الوزراء ووزير المالية الذي وعد بالاستجابة إلي مطالبهم, وقد قام الائمة بفض الاعتصام بعد اللقاء, مهددين بعدم إلقاء خطبة الجمعة المقبلة إذا لم يتم الوفاء بمطالبهم. وأمام مقر شركة القاهرة لمياه الشرب كان الموقف مختلفا, فقد وقف أكثر من ألف موظف مطالبين بإعادة المهندس محمد عبدالرحمن, رئيسا للشركة التي حققت إنجازات كبيرة, في ظل رئاسته. كما نظم العاملون بشركة النصر لصناعة السيارات وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء, للمطالبة بإلغاء قرار تصفية الشركة وإعادة تشغيلها مرة أخري, والحصول علي حقوقهم المهدرة. وفي مدينة أسوان, نظم عدد من النوبيين وقفة احتجاجية أمام ديوان المحافظة تحت شعار مصرية سلمية نوبية مطالبين بإعادة توطينهم علي ضفاف بحيرة ناصر وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم بعد تهجيرهم في الستينيات بعد بناء السد العالي, وقد اضطرت قوات الجيش للتدخل وحماية مبني محافظة أسوان, بعد أن صدرت بعض التجاوزات من نحو ألفي شاب من المتظاهرين مما أدي إلي ترويع الموظفين العاملين بديوان المحافظة وإحداث تلفيات بالمبني. وفي مترو الأنفاق, نظم العشرات من العاملين وقفة احتجاجية بمحطة الشهداء مطالبين بتحسين الأوضاع, وعلي ساحل البحر المتوسط, قام أهالي مدينة أدكو( محافظة البحيرة) بقطع الطريق الدولي الساحلي مطالبين بوقف الإنشاءات الخاصة بشركة الغاز الطبيعي لحماية البيئة من التلوث.