لن ينقص المعلم حسن شحاتة, المدير الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم, سوي رؤية ملعب استاد ويمبلي وتعود الفراعنة علي مناخ اللعب في لندن حتي يضع التفاصيل النهائية للمباراة المرتقبة أمام المنتخب الإنجليزي يوم الأربعاء المقبل. فقد تلقي شحاتة ملفا شاملا يتضمن نقاط القوة والضعف للفريق الانجليزي وطريقة اللعب المفضلة لدي المدير الفني للفريق فابيو كابيللو. يقع الملف, الذي أعده الوزير المفوض الدكتور محمد البدري رئيس المكتب الإعلامي في لندن, في خمسين صفحة, ويتضمن عرضا لطريقة اللعب الانجليزية والتكتيكات التي يتبعها كابيللو, الإيطالي الجنسية الذي بدأ تدريب الفريق عام2008, وأوضح البدري, في تصريحات ل لأهرام أن الملف جاء بمبادرة من المكتب الإعلامي تسعي لدعم الفريق المصري في مهمته التي يتطلع إليها الشعب المصري والجالية المصرية في لندن, وأشار إلي أن إعداد الملف استغرق ستة أسابيع كاملة ويعتمد علي أحدث المعلومات من مصادر رياضية موثوقة وخبراء كبار في كرة القدم الانجليزية. ووفقا للدراسة, فإن المنتخب الانجليزي مر بظروف صعبة خلال عامي2007 2008 خاصة بعد أن فشل في التأهل لنهائيات الأمم الأوروبية عام2008 تحت قيادة الانجليزي ستيف ماكلارين عقب هزيمتهم من الفريق الكرواتي في عقر دارهم, وأدي هذا إلي حالة من الانفلات الجماعي للفريق وتبادل أعضاء الفريق الاتهامات واتهام المدرب لهم بأنهم مجموعة من المحترفين الذين لا يأبهون بتمثيل بلادهم إلا بمقابل, وبعد اتهامه, إعلاميا, بأن قيادته ضعيفة تقرر عزل ماكلارين. وتولي كابيلو, مدرب منتخب ايطاليا الوطني سابقا, والذي يتمع بشخصية كاريزمية وفكر تكتيكي عالي المستوي, بما يعزز الشائع عنه بأن لا يكترث بالنجوم في الفريق. ومع كابيللو أصبح للمنتخب الإنجليزي روح وشكل جديدان وبفضلهما اكتسح مجموعته في تصفيات كأس العالم والتي ضمت فرق كرواتيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء وكازاخستان وأندورا, وقد انتهت التصفيات بثأر انجليزي من الفريق الكرواتي بهزيمتهم في ويمبلي وزغرب( عاصمة كرواتيا) علي حد سواء. وحصولهم علي27 نقطة من30 إثر هزيمة واحدة فقط من أوكرانيا في كييف1/ صفر, وخرج المنتخب برصيد34 هدفا ودخل مرماه6 أهداف فقط, وقد خاض الفريق عددا من المباريات الودية للوقوف علي أفضل العناصر في المنتخب والذي لم يعد مقصورا علي الأسماء اللامعة في الدوري الانجليزي بقدر ما أصبح مرتبطا بالعطاء واللعب الجماعي والسريع, وقد صنع المدير الفني التوافق بين خط الوسط والهجوم, كما عمق التقارب بين اللاعبين والخطوط بصفة عامة وكثف اللعب الهجومي باعتباره أفضل وسائل ضغط علي المنافس. أما أسلوب اللعب فهو أسلوب منظم, يتميز بسمات أساسية, هي اللعب القوي الذي قد يصل إلي حد الخشونة المستترة أحيانا, وذلك علي كل خطوطه, سواء الدفاعية أو الهجومية, وبلسان كابيلو نفسه, فإن الفريق يلعب بطريقة9-1, أي أن كل الخطوط تخدم علي خط الهجوم بشكل واضح وصريح, ولعل هذا ما يبرر قدرة الفريق الهجومية الكاسحة والتي تتحول من4-4-2 إلي3-7 صريحة عندما يتمكن من المباراة. وعلي عكس ما يشاع في الكرة الانجليزية بأنها تعتمد علي الرفع من الجوانب والعمق نحو الصندوق أو ألعاب الهواء, فإن سمة الكرة الانجليزية تنوعت للغاية خلال السنوات الماضية لأسباب, أهمها استيعاب الدوري الانجليزي لعناصر خارجية كثيرة سواء مدربين فنيين من الخارج أو لاعبين علي مستوي فني عالي للغاية, وبالتالي فالمنتخب يلعب بشكل سريع للغاية دون الاعتماد علي هذا التوجه وحده, وذلك بتقارب للخطوط والتخديم فيما بينها بشكل يكاد يكون منظما, وبجمل تكتيكية عالية المستوي وتحرك سريع بالكرة وبدون كرة. أما أهم نقاط القوة في الفريق فتشمل الجبهة اليمني للفريق الانجليزي فهي أقوي خطوطه الطولية وذلك علي الخط الممتد من المدافع الأيمن جونسون.( لاعب ليفربول), وأمامه في وسط اليمين إما أرون لينون( أسرع لاعب انجليزي) أو ثيو ولكوت( لاعب الأرسنال), وهذان المركزان قادران بشكل منظم علي فتح الثغرات في خطوط الوسط وخلخلة الجبهة اليمني لدفاع الخصم, بما يجعل الفرق المنافسة في حاجة إلي التركيز علي هذا المفتاح وإغلاق هذه الجبهة تماما والتي كانت مصدرا لأغلبية من الأهداف التي سجلها هذا المنتخب. أما أضعف الخطوط النسبية للمنتخب الانجليزي فهي حراسة المرمي ما بين الأساسي روبرت جرين حارس وستهام يونايتد وبديله ديفيد جيمس( حارس فريق بورتسموث) والبديل الآخر هو بن فوستر( الحارس الاحتياطي لفريق مانشستر يونايتد) وبالتالي ضرورة استغلال هذا العنصر من خلال التسديد الخارجي الأرضي.