باتت السينما المصرية هي الرائدة في المنطقة العربية أكثر من100 عام ولكن في الآونة الأخيرة بدأت تترنح الأحوال إلي أن ساءت بشكل ملحوظ وحين جاءت ثورة يناير طال التغيير كل قطاعات المجتمع شاملا صناعة السينما. ومع بداية الموسم الصيفي وطرح الأفلام في دور العرض حدث ما لا يحمد عقباه فإقبال الجمهور محدود, وبالتالي الايرادات ضعيفة, ومن هنا بدأ البعض يلقي باللوم جزافا علي الثورة وما خلفته من انفلات امني واضرابات مزاجية لدي الجمهور الذي انصرف إلي الأحداث السياسية الساخنة, ولكن نريد أن نعرف حقا من هو المسئول عن المخاطر التي تداهم صناعة السينما في مصر؟ ويجيبنا عن هذا السؤال المنتج جمال العدل قائلا: ان الشعوب تدفع ثمنا باهظا من أجل التغيير والحرية التي تحدثها الثورات واذا كانت السينما المصرية مصابة بوعكة نتيجة الأحداث الجارية منذ الثورة وحتي الآن فهذا ثمن زهيد, ولابد ان نكون اكثر واقعية, فالجمهور لا يشعر بالأمان نتيجة الانفلات الأمني والأحداث المتلاحقة ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد, فهناك ارتباكات ملموسة في سوق السينما الذي يعد منظومة واحدة اذا اختل فيه جزء تداعت له باقي الأجزاء, فالمناخ العام ليس مناخا سينمائيا, ويري العدل أن الثورة المصرية اهدت صناع السينما سقفا عاليا من الحرية وحررتهم من القيود الرقابية التي خنقتهم سنوات طويلة وهذا ما يشعرني بالتفاؤل, لكن المشكلة في أن الأفلام التي قدمت مؤخرا إلي الجمهور غير لائقة ودون المستوي ولا تتناسب مع المزاج العام فلا يجوز بعدها ان نتساءل لماذا لم تحقق ايرادات؟! ويؤكد العدل ان صناع السينما لابد وأن يتكاتفوا ولا يتخلوا عن مسئولياتهم تجاه هذه الصناعة التي أربحتهم الكثير, وحين جاء الوقت ليردو لها الجميل هرب الجميع إلي الجحور, وفي الجانب الآخر ما يحدث الآن كارثة حقيقية حينما قررت أكبر شركتين للانتاج السينمائي التوقف تماما عن العمل والاكتفاء بدور المراقب من الكواليس ولابد من أن نحملهم جزءا من المسئولية للنهوض بالسينما وتعافيها. بينما يري عبدالجليل حسن المستشار الاعلامي للشركة العربية ان الانفلات الأمني له التأثير الأكبر علي الحالة الراهنة لسوق السينما, بالإضافة إلي أن قدوم شهر رمضان مبكرا كسر السيزون الموسم واكد عبدالجليل ان صناعة السينما هي الصناعة الوحيدة التي لا تلقي دعما من أي جهة رغم ما تسهم به في الدخل القومي وكل التكاليف المادية يتحملها المنتج بمفرده مما يصيب بعض المنتجين بالقلق والتردد حيث يعتبرونها مجازفة في ظل الظروف الاقتصادية المضطربة كما ان القرصنة تشكل خطرا كبيرا يهدد المنتجين لان الفيلم بعد عرضه بأقل من ثلاث ساعات يكون معروضا علي شبكة الإنترنت مجانا أو علي سيديهات بخمسة جنيهات أو عشرة يعني خسارة فادحة لصناع السينما.