لاشك أن المصريين عباقرة ولكن العبقرية والجنون يصنفان بأنهما تطرف فأن تكون عاقلا هذا هو الوسط ان تكون عبقريا هو قمة العقل وأن تكون مجنونا هو تطرف العقل أيضا, وأول من أشار إلي عبقرية المصريين هو جمال حمدان فتحدث عن عبقرية مصر والمصريين من حيث موقعها. ومناخها وبشرها, وكان جمال حمدان ايضا ضحية من ضحايا العبقرية فالذي يقرأ كيف قضي جمال حمدان نحبه يعرف أن ذلك بسبب عبقريته حتي إن كلامنا فيه عبقرية, فكلمة نحبه لا أعرف معناها بالضبط ولكن أعرف مكان استخدامها وعلي مر الزمن كان هناك عباقرة مصريون من أول إخناتون الذي وحد الالهة حتي قال البعض انه كان نبيا إلي السادات الذي حول هزيمة بلده إلي نصر دون أن يكون عنده الإمكانات اللازمة وحتي المهندس المصري الذي هزم جدار بارليف بالماء وكانت عبقرية العبور. وبعد 25 يناير انطلقت عبقرية المصريين بمشروعات عملاقة حتي كانت لكل مصري خطته الخاصة به وكان من حكمة المجلس العسكري أن وافق علي مشروع واحد منها وهو مشروع الدكتور زويل. وقد شاهدت طالب الهندسة الذي استضافه الأستاذ بلال فضل في أحد برامجه وهذا الشاب كان يسكن في شبرا الخيمة, وكانت تنقطع عنه الكهرباء أثناء المذاكرة فابتكر طريقة إعادة اكتشاف العجلة وهي تكبير الطاقة حتي توصل إلي طريقة إنارة مدينة من حجر بطارية صغير وانهالت عليه الطلبات من جميع أنحاء العالم (أرفع رأسك فوق أنت مصري). أما علي الساحة المصرية فقد أظهر المصريون حبهم لبلدهم, فالدكتور فاروق الباز وضع مشروع ممر التنمية ليتجه من شمال مصر إلي جنوبها, والاستشاري العبقري ممدوح حمزة جعل هذا الخط يمر بمصادر المياه الجوفية التي حددتها الخرائط وغيرهما أشار إلي أن ممر التنمية يجب أن يتجه شرقا إلي وسط سيناء حيث العمق الاستراتيجي وغربا ساحليا إلي السلوم وليبيا حيث العمق العربي. وحتي يتحدد أين يتجه ممر التنمية فإننا ننتظر أن تنشأ المدينة العلمية للدكتور زويل التي تجمع عباقرة المصريين والعالم لتقول لنا أين تتجه بوصلة التنمية فإن الخطأ هنا قد يكون قاتلا وهذا مايكتب علي المتفجرات (الخطأ الأول هو الأخير). مركز بحوث الصحراء