تعلو أصوات المزارعين والفلاحين بالفيوم مع بداية كل صيف بالشكوي من عطش أراضيهم لقلة وندرة مياه الري خاصة أصحاب الأراضي التي تقع في نهايات الترع بزمام المحافظة التي لم تصلها المياه في أشهر الصيف وتتعرض للبوار. ورغم أنهم يطرقون أبواب المسئولين عن الري في الفيوم ومحافظ الفيوم ووزارة الري في القاهرة إلا أن المشكلة تتكرر كل عام مع بداية الصيف وتتكرر وقفاتهم أمام كل هذه الأبواب دون جدوي. ففي مركز أطسا يقول عبدالعظيم اللواح إن الأراضي الواقعة علي بحر الباشوات ومساحاتها نحو30 ألف فدان تتعرض كل عام لمشكلة قلة مياه الري, وهناك أراض لم تصلها المياه طوال أشهر الصيف وهي الأراضي الواقعة علي هدار السكة الحديد ومساحتها نحو2000 فدان تتعرض للبوار كل صيف مما يؤثر علي دخول الفلاحين من أصحاب هذه الأراضي وأيضا عمال الزراعة البسطاء الذين لا يجدون عملا وتتوقف حياتهم. وفي مركز سنورس يقول محمد راحيل إن مشكلة مياه الري مزمنة لانجد لها حلا وأراضينا لا تزرع المحاصيل الصيفية وهناك أكثر من15 ألف فدان تتعرض لقلة مياه الري صيف كل عام. وفي مركز طامية يقول سعيد حسين ومحمد حسن إن الأراضي الواقعة في النهايات وعلي ترعة الجمهورية لم تصلها المياه كل صيف. ويقول المحافظ السيد محمود عاصم جاد إننا لا نستطيع أن ندخل كميات من مياه الري تزيد علي المعدلات المطلوبة لتحقيق التوازن المائي بين عمليتي الري والصرف لكي لا يرتفع منسوب مياه بحيرة قارن فتتعرض الأراضي والمنشآت والكتلة السكنية الواقعة علي طول الساحل الجنوبي لبحيرة قارون للغرق ولأن البحيرات مغلقة فإنه لا يمكن أن ندخل كميات مياه يزيد ناتج صرفها عن مقننات بحيرة قارون لذلك يجري حاليا إنشاء مشروع يقضي تماما علي هذه المشكلة يتضمن إنشاء مصرف بطول الساحل الجنوبي لبحيرة قارون ويمر شمالا عند نهاية البحيرة ليصل إلي بحيرات الريان يستقبل كل مياه الصرف الزراعي لأراضي الفيوم للتحكم في عملية دخول أو توزيع مياه الصرف الزراعي علي بحيرات قارون والريان, وبالتالي يمكن دخول كميات جديدة من المياه لتكفي احتياجات كل الأراضي وكل المحاصيل طوال العام. ويقول الدكتور كمال الشريف وكيل وزارة الري بالفيوم إنه لحل المشكلة حتي تنفيذ المشروع الجديد تم إلغاء زراعة الأرز في الفيوم وصدر قرار وزاري بذلك لأن احتياجات زراعات الأرز التي تتم في الصيف تفوق أضعاف احتياجات المحاصيل الأخري من المياه خاصة عندما تتم زراعة الأرز في الأراضي الواقعة في بداية الترع مما يحرم الأراضي الواقعة في النهايات من حقها من مياه الري. ويقول الدكتور عبدالله فياض مدير عام الري إنه يجري إزالة زراعات الأرز التي تم زراعتها بالمخالفة للقرار الوزاري بمنع زراعة الأرز بالتعاون مع شرطة الري ورجال القوات المسلحة حاليا, وكذلك إزالة المخالفات علي الترع التي تتمثل في تركيب ماكينات رفع مخالفة وكسر لفتحات وهدارات الري, وقد تم بالفعل إزالة زراعات للأرز في مساحات بمواقع مختلفة بزمام المحافظة بلغت نحو26 فدانا وإزالة18 ماكينة ري مخالفة علي الترع مما أدي إلي تحسين حالة الري في هذه المواقع.