من المتعارف عليه في الصعيد أن حمل السلاح يكون للأخذ بالثأر أو الحماية لكن هذه المرة جاء من أجل انقاذ الزراعات وقطرة مياه لري المحصول فعلي حاجز بوابة الفوصة حمل العشرات من مزارعي القصب وباقي المحاصيل في مركز دشنا أسلحتهم لتأمين بوابات الري ومنع غلقها حتي تصل المياه إلي زراعتهم في الترع الفرعية. واستمروا في حراستهم حتي وصلت المياه بعد أن هدد نقص المياه آلاف الأفدنة بالزمام. واقعة وجهت بناء عليها مديرية الري الشكر للأهالي المسلحين وهذا ربما يكون من وازع حرصهم علي حماية الزراعات من البوار. وما بين واقعة حمل السلاح التي تؤكد وجود أزمة كادت تعصف بآلاف الأفدنة في قنا وما بين وجود مشكلات في الترع جاءت كلمات المهندس عمرو عبدالله من كبار المزارعين في قرية الرئيسية الذي أكد أن المشكلة لا تظهر في الترع الرئيسية بل في الترع الفرعية التي لا تصلها المياه مما يؤثر علي أصحاب الأحواض وأن نظام العمل بالمناوبات الشهرية وفقا لكل حوض أصبح يمثل أزمة بعدما تمر المناوبة المحددة دون وجود مياه كافية تسهل عملية ري الزراعات رغم أن قنا هي أول محافظات مصر في زراعة القصب وهو يحتاج إلي كمية مياه كبيرة حتي يجني المزارع المحصول. ويحدثنا بكري عجور في دشنا ومن كبار المزارعين أن ترعة الرشوانية بها أزمة وأنهم يجلسون علي الترع واضعين أيديهم علي خدهم نتيجة لعدم تنظيف ترعة قنا وقبلي والصبريات وعدم سحب ما كينات الري للمياه لنقصها بالترعة تارة أو لوجود كتل طينية تحول دون ري الزراعات والمحاصيل. ونحن ننتظر الفرج بحسب قوله حتي نتمكن من ري زراعتنا من ترعة الصيريات وقمنا بإيقاف الماكينات الخاصة بالري. في أبوتشت يبقي الحال متشابها بل ويضر أصحاب المساحات الصغيرة لأن أصحاب الزراعات الكبيرة يحصلون علي المناوبة مرتين بحسب قول بعض صغار المزارعين وأن مشكلة الري تمثل مشكلة كل عام وتصل إلي حد الصراع والتناحر الدموي وسقوط ضحايا وقتلي لاسبقية الري في أحيان كثيرة بكل مراكز محافظة قنا التي يؤججها التنازع القبلي, ويزيد من اتساع دائرة الأمر في حالة حدوثه. وبعيدا عن الصراعات من أجل ري المحصول فإن المشكلة الرئيسية بحسب عشرات المزارعين الذين التقت بهم الأهرام تمثلت في عدم وجود نظافة للترع من الطين والحشائش واكتفاء مسئولي الري باسناد هذه الأعمال إلي مقاولين وهؤلاء يكتفون بنزول الكراكات ورفع جزء من الطين فقط ووضعه أعلي الترع بما يهدد بردم الترع مرة أخري إضافة إلي عدم وجود متابعة دورية لرفع الحشائش وتطهير الترع والمصارف. وكيل وزارة الري بقنا والأقصر المهندس مجدي بشري قال لالأهرام إن المشكلة غير كل عام فلم يتم رصد سوي شكاوي قليلة وهي في الأساس شكاوي من محاولات بعض الأشخاص إغلاق بوابات الترع,وذلك بسبب الشائعات بأن كمية المياه ستقل بالترع الرئيسية إذا ما فتحت البوابات للترع الفرعية, وقال إننا كنا سنضطر إلي رفع الأمر للجهات الأمنية لحماية البوابات والعودة لخفراء الدرك من أجل حماية البوابات. وقال إن روابط الري بالمراكز وجهت الشكر إلي مسئولي الري لعدم وجود أزمة كبري أو مشكلات تهدد المزارعين وأنه يتم فحص كل المشكلات, موضحا آنه تم اتخاذ كل الاحتياطات بشأن جميع المجري المائية وأن التواصل مستمر مع المزارعين من خلال روابط الري بالمراكز والذين نلتقي بهم بصفة دورية للتعرف علي المشكلات. وما بين تلك السطور التي حملت طمأنة للمزارعين بأن يتم التعامل السريع مع أي أزمة تواجه المزارعين في ري زراعتهم وما بين سندان المشكلات التي يصرخ بها المزارعون صغارهم مثل كبارهم واضطرارهم إلي حمل السلاح من أجل قطرة مياه لري زراعتهم يبقي الأمر في قائمة انتظار الأيام المقبلة إما بانتهاء الأزمة ومتابعة الترع والمصارف أو يتفاقم الوضع.