علي موعد دائم هو مع النجاح, يضبط وقته بميزان من ذهب كما ضبط من قبل عقرب الثواني في ساعة العمر لرصد ادق وأسرع التفاعلات الكيميائية. لايعترف منذ طفولته بما يسمي كليات القمة, فقمته الوحيدة هي حب العلم والتفاني فيه. هذا هو العالم المصري الدكتور أحمد زويل من دون رتوش. الموهوبة هديل غنيم امضت ساعات طويلة مع زويل في حوارات ونقاشات طالت علمه وعمله وحياته ومصريته التي حملها معه في رحلته الاولي الي امريكا اواخر عام1969 وضمتها في كتاب رائع بعنوان رحلات أحمد زويل من حلم الطفولة الي عالم المستقبل. الدرجات النهائية في العلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء تعرف طريقها بسهولة للطالب احمد حسن زويل, فيما كان نجاحه عاديا في اللغة العربية والتاريخ, لكن مجموعه في الثانوية كان كفيلا بالحاقة في الجامعة ليحقق واحدا من اهم احلامه, تزوج زويل من طالبته ميرفت وانجب منها ابنتيه مها وأماني وبعدها تفرقت الطرق بهما فانفصلا بهدوء. وطنية زويل فرضت نفسها علي الطالب المصري بامريكا فألبسته رابطة عنق سوداء حدادا علي وفاة الزعيم جمال عبدالناصر, اما عروبته ورفضه دعاوي التمييز العرقي, فقد استهل بها رسالته للدكتوراه ناقلا عن المؤرخ روم لانداو عبارته: لايوجد سبب لافتراض ان العرب فقدوا ملكات الايمان والعقل والخيال التي مكنتهم في زمن مامن تشكيل الاساس الثقافي والمعرفي للغرب. غنيم صدرت فصول كتابها باعترافات ومقولات تكشف تفاصيل اعمق وادق في جوانب انسانية من ابن الريف المصري الذي قال: مصر زرعت بذوري وامريكا منحتني الفرصة فرصة النجاح والسفر من نجاح الي نجاح اكثر منه من مكان الي مكان مابين مصر والولايات الامريكية المختلفة: فلادليفيا نيويورك وكاليفورنيا وصولا لمحطة نوبل في كيمياء الفيمتو1999, والتي كانت بداية لرحلات اعمق واطول بحثا عن المستقبل. هجر زويل كل البوصلات التي عرفها العالم وتسلح بثلاثية الايمان والرؤية الواضحة والعمل الجاد كأيقونة خاصة لطالب علم لايرضي ابدا عن نفسه. لاينسي زويل عشقه للساحرة ام كلثوم, وممارسته النشاط الرياضي بمدرسته واشتراكه بفريق السلة وجماعة الرسم والتمثيل بمدرسته وتعلقه الشديد بخاله العصامي رزق دار وأساتذته وزملائه وتلاميذه في مصر وأمريكا وكل مكان في العالم. صادر عن دار الشروق.