تعكس الجولة الإفريقية التي يقوم بها د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء حاليا إلي كل من أوغندا, وإثيوبيا مدي عمق وأهمية العلاقات مع دول حوض النيل باعتبار أن ذلك يمثل أولوية استراتيجية لمصر وتأكيد عمق التوجه الإفريقي في السياسة الخارجية بعد ثورة25 يناير المجيدة.ويجري شرف- خلال زيارته للعاصمة الأوغندية كمبالا- مباحثات مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني وكبار المسئولين هناك تتناول وسائل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية إضافة إلي بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك. كما يشارك شرف خلال زيارته في حفل تنصيب الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني الذي أعيد انتخابه في الانتخابات الرئاسية التي جرت أخيرا. وتستغرق الزيارة التي يقوم د.عصام شرف رئيس مجلس الوزراء إلي إثيوبيا المحطة الأخيرة للجولة في زيارة تعد الأولي بعد ثورة'25 يناير', ثلاثة أيام يبحث خلالها مع رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي وكبار المسئولين وسائل دعم وتطوير التعاون المشترك في مختلف المجالات. وتأتي زيارة رئيس الوزراء لإثيوبيا في ضوء التطور الايجابي الذي تشهده العلاقات بين البلدين حاليا بعد الخطوة الأثيوبية بتأجيل التصديق علي الاتفاقية الاطارية- اتفاقية عنتيبي الخاصة بمياه النيل- حتي يتم انتخاب رئيس جديد لمصر وذلك تقديرا لثورة الخامس والعشرين من يناير, التي وجه لها رئيس الوزراء الإثيوبي التحية وقال': إنها أعادت لمصر صورتها الحقيقية وستعيد دورها في المنطقة. وقد قال ميليس زيناوي إن بلاده لن تصدق علي الاتفاقية المبرمة بين دول الحوض مالم تقم مصر بدراستها وتتأكد من أنها لن تؤذيها فإذا ثبت أن للاتفاقية أية آثار سلبية علي مصر والسودان فإن إثيوبيا ستلغيها وتتجه لاتفاقية أخري يوافق عليها الجميع. ومن ناحية أخري, أعلن الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة أن هذه الزيارة تأتي في إطار العلاقات الثنائية في مختلف المجالات خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري. وأشار إلي أنه تم تحديد عدد من المشروعات لدعم التعاون بين البلدين في مجال الكهرباء بناء علي طلب الجانب الاثيوبي, ومن بينها تنمية الكوادر البشرية الاثيوبية, وتقديم الدعم الفني والمشورة لقطاع الكهرباء الاثيوبي لتنفيذ برامج تدريبية في مجالات مشروعات آلية التنمية النظيفة وتحسين كفاءة الطاقة ومشروعات كهربة الريف وصيانة وتشغيل شبكات النقل للجهد العالي وتكنولوجيات الطاقات المتجددة. واضاف انه سيتم تمويل هذا المطلب كمنحة من وزارة الكهرباء والطاقة من خلال مشروع التعاون مع الدول الإفريقية فضلا عن انه جار التفاوض لإنشاء مزرعة رياح وأخري ديزل. وقال ان هناك تعاونا قائما مع الجانب الاثيوبي في العديد من المجالات, حيث تم تدريب55 اثيوبيا من خلال المنحة التي تقدمها الحكومة المصرية, بالإضافة إلي قيام الشركات المصرية في مجال التصنيع المحلي بإنشاء مصانع للعدادات الكهربائية والكابلات ويجري الآن الاعداد لتصنيع المحولات واللمبات الموفرة للطاقة, وقد قامت الشركات المصرية بتصميم وتوريد وتنفيذ مهمات شبكات جهد منخفض ومتوسط للشبكة الاثيوبية, وتنفيذ خطوط نقل هوائية جهد220,132 كيلو فولت لتوصيل منطقة الصومال الاقليمية بالشبكة الكهربائية لاثيوبيا. وأشار يونس إلي ما تم التوصل اليه في مشروع الربط الكهربائي بدول حوض النيل الشرقي الذي يضم مصر والسودان واثيوبيا, حيث يجري اعداد الشروط المرجعية لاختيار استشاري يقوم باعداد دراسة تكميلية لدراسة الجدوي الاقتصادية تشتمل علي طرق التمويل والملكية وإدارة المشروع لاختيار الشركة المنفذة. وفيما يتعلق بالتعاون مع اوغندا أوضح الدكتور يونس انه يتم تقديم منحة مصرية للشعب الاوغندي لإنشاء محطة توليد ديزل وتنفيذ شبكات التوزيع اللازمة لها لإنارة احدي القري الاوغندية التي يقوم الجانب الاوغندي بتحديدها. وأشار إلي ما ابداه عدد من الشركات المصرية من استعداد للمشاركة في الاستثمار في مشروعات الطاقة المختلفة من انتاج ونقل وتوزيع للكهرباء, وتحسين كفاءة الطاقة وتطوير وبناء المحطات الكهرومائية والشمسية والرياح, بالإضافة إلي إقامة مصانع للمهمات الكهربائية باوغندا. ويشهد غدا الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء توقيع اتفاقية تعاون بين اتحادي الغرف التجارية المصرية والاثيوبية, واتفاقية بين غرفتي الإسكندرية وأديس أبابا, يوقع علي الاتفاقيات أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية ورئيس اتحاد الغرف الافريقية والذي يرأس وفد رجال الأعمال المرافق لرئيس مجلس الوزراء خلال زيارته لاثيوبيا ويضم نحو65 رجل أعمال يمثلون مختلف القطاعات الانتاجية والتجارية. وصرح الوكيل بان زيارة وفد رجال الأعمال والتي تستمر يومين تستهدف زيادة تدفق التجارة والاستثمارات بين البلدين في إطار المناخ الجديد الذي يحكم العلاقات بين البلدين والاستفادة من الموارد المتاحة في كلا البلدين, وقال انه سيتم عقد سلسلة من الاجتماعات بين أعضاء الوفد ونظرائهم من الجانب الاثيوبي لبحث مجالات التعاون خلال الفترة المقبلة, مشيرا إلي ان حجم التجارة بين البلدين مازال في حدود300 مليون دولار ولايرقي إلي الامكانيات المتاحة بين البلدين, خاصة ان هناك الكثير من المنتجات التي يمكن ان تستوردها مصر من اثيوبيا. واضاف ان حجم الاستثمارات المصرية في اثيوبيا في حدود مليار و200 مليون دولار وقال ان الاتحاد يسعي خلال الفترة المقبلة لتنظيم زيارات الي دول حوض النيل لتنشيط العلاقات الاقتصادية معها. وأشار بصفته رئيسا لاتحاد الغرف الإفريقية بانه سيتم خلال الزيارة دراسة الاقتراح المطروح في الوقت الراهن والذي يسعي اتحاد الغرف التجارية المصرية إلي تحقيقه وهو إقامة كيان اقتصادي يضم دول حوض النيل مثل كيانات اقتصادية أخري في القارة مثل منظمة تنمية الجنوب الإفريقي( ساداك) والتجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا( ايكواس) ومنظمة السوق المشتركة لدول جنوب وشرق إفريقيا كوميسا.