ثروته كانت تزيد علي300 مليون دولار في بداية التسعينيات, وكان يمكن أن يعيش كالأمراء يتنقل بين القصور والبلاد مستخدما طائرة خاصة, وينعم بأطيب الطعام وأفخر الشراب, ولكنه اختار طريقا آخر. ذهب الي أفغانستان مع غيره من العرب ليعيش في الجبال ويحارب القوات السوفيتية التي احتلت بلدا إسلاميا, وكان يطلق عليه وقتئذ( مجاهد) بمباركة من الولاياتالمتحدة التي أمدته بالسلاح لأنها كانت تري في الجهاد الإسلامي وسيلة لدحر السوفيت( الملحدين). وانتهت المهمة وانسحب الروس فانقلب علي الولاياتالمتحدة التي اعتبرها وراء معاناة المسلمين في كثير من بقاع العالم خاصة في فلسطين بسبب مساندتها غير المشروطة لإسرائيل. وتغير اللقب بعد هجمات11 سبتمبر ليصبح أسامة بن لادن( الإرهابي الأول في العالم), وليصبح وجوده علي رأس تنظيم القاعدة مبررا لصولات وجولات وغزوات عسكرية قامت بها الولاياتالمتحدة لفرض سيطرتها علي العالم تحت مسمي الحرب علي الإرهاب. وحين استنفد بن لادن الغرض الأمريكي من وجوده كمبرر لشن الحروب قررت الولاياتالمتحدة قتله رغم أنها كانت تعلم بمكانه منذ سنوات بل وأعلنت أكثر من مرة انه يعيش في باكستان. وكما فعلت مع جيفارا حين قامت القوات الأمريكية بدفنه في مكان غير معروف داخل غابات أمريكا اللاتينية حتي لا يكون قبره قبلة لمؤيديه, قرر الأمريكان إخفاء جثة بن لادن الي الأبد.. وجري اختيار أعماق البحار مكانا للتخلص من الجثة بعد ان تعلمت الدرس من جيفارا الذي تم العثور علي جثته بعد عقود من موته عن طريق شاهد عيان وتم نقل رفاته ليعاد دفنها في كوبا. انتهي بن لادن ولكن الأسباب التي أدت لظهوره لم تنته بعد لأن الولاياتالمتحدة مازالت تكيل بمكيالين, وتضع إسرائيل في مكانة خاصة, وإذا كنا نرغب جميعا في عدم المرور بتجربة مماثلة مستقبلا فعلى الولاياتالمتحدة مراجعة سياساتها تجاه الدول العربية والإسلامية وتسعى لحل عادل للقضية الفلسطينية.