محاكمة الرئيس السابق مبارك و كذلك صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سروروليس فقط تجميد أموالهم, مطالب أساسية في أولي حملات الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية والتي تستهدف ملاحقة ومحاكمة كل رموز الفساد, بالإضافة لحملة اخري نحو ديقراطية حقيقة, بدأت بهما الجبهة نشاطها.دعت الجبهة إلي الضغط الشعبي من خلال المظاهرات المستمرة ومنها جمعة الإنقاذ2 أوالحسم غدا كأهم أليات للحملة, كما صرح محمد واكد,أحد مؤسسي الجهة. فقد بدأ شباب الجبهة بالفعل الخطوات الأولي بالبحث وجمع المعلومات من الجهات المختلفة, عن حجم الفساد الذي يرون أنه أكبر بكثير مما يعلن عنه وما تكشفه الصحف. جهود بحثية تستهدف تقديم بلاغات موثقة ضد الفاسدين وكذلك المشاركة في محاكمات شعبية لتكون وسيلة ضغط أخري من أجل التطهير من الفساد واسترداد الأموال المنهوبة وإعادتها لمصر. وذلك لأن محاسبة الفاسدين وتعقبهم كما يقول واكد, تتم ببطء شديد وبقدر كبير من التقاعس.( وإلا لماذا تأخرقرار تجميد أموال زكريا عزمي وفتحي سرور و صفوت الشريف كل هذا الوقت؟) أسئلة كثيرة تحتاج لإجابات و توضيحات خاصة حين سأل أعضاء الجبهة بعض موظفي الجهات الرقابية السابقين و أكدوا لهم وجود مكاتبات, أرقام حسابات, بإختصار كثيرمن المعلومات والملفات الموثقة التي تدين رموز الفساد لكن لا يفرج عنها. لماذا؟ هو السؤال الذي يظل معلقا ليحاول كل منا استنتاج إجابته. بينما يتابع واكد أن تقاريرومحاضر أمن الدولة, من المؤكد أنها تحوي الكثير مما يدين الفاسدين.ويضيف( فهذه دولة كانت تتجسس علي نفسها, فهل يمكن ان يكون لديها كل هذا الكم من المعلومات الدقيقة عن الناشطين ولا يكون لديهم معلومات و أدلة ضد رموز الفساد. إنه لأمرغريب لا يصدق) و تظل لماذا في إنتظار إجابة تتأرجح ما بين نقص الكفاءة وعدم التواصل ما بين الجهات الرقابية وتلك المنوط بها التحقيق, أوسطوة عناصر النظام القديم التي تقاوم كل محاولات المحاسبة و الملاحقة الحقيقية وهي الإجابة التي يفضلها واكد مشيرا إلي أن المؤكد أن عناصر النظام القديم تخشي من محاكمة الفساد حتي لا يكشف من يحاسبوا كل المتورطين الذين مازالوا متسترين. ولكن تظل النتيجة كما يقول أعضاء الجبهة هي إهدار المليارات ومنح مهلة كافية للفاسدين للنجاة بأموالهم وتهريبها وهو كم من الأموال التي لوعادت لمصر لساهمت في حل كثير من المشاكل. محاولات للتستر علي الفساد او تأجيل ملاحقته يواجهها إصرار وعدم يأس من أعضاء الجبهة الذين يخططون لإستخدام كل وسائل الضغط من أجل التطهير من الفساد ورموزه. أما الحملة الثانية فهي من أجل إقرار نظام صحيح ومختلف للإنتخابات ولبدء حياة ديمقراطية سليمة وحقيقية. فكما يقول واكد: نحن غير راضيين بشكل كامل, عن قانون ممارسة الحقوق السياسية و قانون الأحزاب. ويوضح( من اجل تنفيذ شروط تاسيس حزب يجب ان يمتلك اعضاؤه نصف مليون جنيه. وهو ما يجبر الأحزاب الصغيرة علي التكتل مع راس المال. ومن هنا ترتبط الممارسة السياسية للغلابة بما يقدمونه من تنازلات للاغنياء.) بالإضافة لعدم وضوح شروط الموافقة, كما يشير, فهي ليست بالإخطار كما يقولون وإنما يجب إنتظار الموافقة. فلازالت لا توجد ملامح واضحة لنظام الإنتخابات القادمة من وجهة نظر اعضاء الجبهة. هل هو فردي ام بالقائمة النسبية ووفقا لأي شروط. وكما يشرح أحد المؤسسين( هناك الكثير من التفاصيل لازالت غامضة, فلا يمكن استخدام النظام القديم في الإنتخابات, لذا فقد بدأنا حملة بالتعاون مع عدد من منظمات المجتمع المدني, الأحزاب و التجمعات السياسية للعمل علي فرض أسلوب إنتخابي محترم و شفاف ولرفض اي شكل من اشكال التلاعب الذي يعيدنا إلي النظام القديم. وكذلك وضع تصور لإنتخابات وفقا لمعايير ديمقراطية حقيقية تلقي قبول الحركة السياسية, و الإصرار عليها.) تصور يسعي لتعظيم مساحة الممارسة السياسية و فتح مجالات للعمل النقابي و للجمعيات الأهلية والاحزاب. ويطالب بالتصويت بنظام القائمة لتلافي العصبيات و تأثير الأموال و البلطجة, لاننا كما يقول واكد, بصدد الهجوم علي نظام رجعي و متوغل. أما المحليات فيراها أعضاء الجبهة أحد اهم أسس الفساد السياسي الذي يجب تطهيره و هو ما يجعل عدم الحديث عنها مثيرا للقلق لدي الكثيرين. فحملة الإنتخابات التي بدأتها الجبهة تهدف أولا الي العمل علي توضيح الأطر التي يمكن من خلالها إجراء انتخابات ديمقراطية و شفافة والتي لازالت ملتبسة. و يتساؤل واكد: كيف تعمل جمعية أو جبهة في المجال السياسي في الفترة القادمة و هي تحتاج علي الأقل لثلاثة او اربع شهور لإنهاء إجراءات التاسيس؟ و كذلك الاحزاب إن لم يكن الحزب كبيرا وقادرا علي الصرف علي نفسه و تظبييط موافقاته. عقبات كثيرة يجب إزالتها من أجل ممارسة سياسية حقيقية. و هو ما تعمل الجبهة علي تحقيقه بالتكتل مع عدد من القوي الوطنية من أجل تلافي عيوب النظام الإنتخابي القديم. حملة تتضمن أيضا قوافل توعية للمواطنين خاصة في الأقاليم و المحافظات المختلفة وهو ما حدث الأسبوع الماضي في سوهاج. فرصة أتاحت لأعضاء الجبهة للتعرف علي بعض اراء أبناء الصعيد و التي, كما يقول أحد المؤسسين, عكست قدرا من الوعي بمخاطر فلول النظام و رفض لإعادة إنتاج الحزب الوطني وأيضا مشاركة الجميع الخوف من إختطاف الثورة. مخاوف كبيرة لا سبيل للتخلص منها كما يقول واكد, سوي باستمرار المظاهرات و الضغوط الشعبية من أجل تحقيق مطالب الثورة وبلا مراوغات.