عاني كثيرا من الاقصاء والبعد عن الجمهور.. راهن كثيرا علي الشباب وكسب الرهان.. ثقته في هؤلاء الشباب بلا حدود.. خائف جدا من التشفي والغل الذي يسود في غيبة الاخلاق.. يصف هذه المرحلة بأنها مرحلة الكوابيس المزعجة ويطلب من الشعب التخلص منها سريعا حتي نبدأ مرحلة البناء. الداعية عمرو خالد يؤكد ان رسالته في البدء والمنتهي هي نهضة مصر والي الحوار: كانت الثورة تطالب بسقوط النظام إلي أن سقط النظام, ولكن نري الان احتجاجات فئوية, فهل هذا يعني فقدان الثقة؟ علينا ان نراجع تاريخ الثورات فأي ثورة تحدث عقبها حالة من عدم الاتزان والموجة هذه من الاحتجاجات الفئوية ستنحسر تدريجيا, بشرط ان يعلو الصوت المنادي ببدء البناء, ولاننسي في هذا الصدد ان مصر خلال الثلاثين عاما الماضية اصيبت بمرض مزمن اسمه الجمود واختلف المشخصون لهذا الجسد الهامد بان المرض سينتهي الي الموت وبالتالي ننعي هذا الشعب ونودعه الي مثواه الاخير, فيما رأي الفريق الاخر انه في غيبوبة مؤقتة. ولكن الشعب أراد هدم ونسف نظريتهم وتشخيصهم من الاساس, ولم يكن ميتا او في غيبوبة, بل كان في حالة من النوم الثقيل الذي تتخلله الكوابيس المؤلمة والاحلام المزعجة, فالشعب الان استيقظ من نومه وغفلته, ولكنه يتخلص بعد من كوابيس الماضي, كوابيس استمرت ثلاثين عاما, فهو في حالة بين اليقظة ومراجعة ما مضي, ولذا فهو في حاجة الي من يأخذ بيده من رموز الإعلام والدين والسياسة, والائمة في صلاة الجمعة والقساوسة في عظة الاحد. فليكن شعارنا له أيها المستيقظ قم للبناء لا للهدم, أيها المستيقظ لن تفيدنا ثقافة الضجيج فهي لاتبني اننا في حاجة لأن يتحرك الجميع باقصي مالديه من قدرة. فمازال في الداخل شامتون من بقايا النظام السابق ومازال في الخارج منتظرون ومترقبون, وعلينا ان نصبر علي هذا المريض, فأنت من قمت بالثورة لإنقاذه, واذا طالت هذه الاحتجاجات فأنت من يزيد اصابته بالمرض. عندما خرجت الثورة كان شعارها سلمية.. سلمية الان نري شعارات فئوية واخري دينية؟ اتفقنا ان يكون شعارنا سلمية.. سلمية ولانريد شعارا فئويا ففي الماضي حدثت اشكالية كبيرة هي ان الدين كان منعزلا عن الماضي, نريد الان صك شعار جديد هو حب الوطن من الإيمان وبناء مصر والانتاج في العمل من الايمان, ولابد ان تتجه الغاية الي وحدة شديدة بينهما. فور خطاب التنحي وتحقيق الثورة أهم مطالبها عقدت في اليوم التالي مؤتمرا صحفيا تضمن عشر رسائل للعالم, فهل هناك آلية تتابع هذه الرسائل؟ نحن بعثنا بعشر رسائل كانت موجهة الي السياح والمستثمرين العرب والاجانب والمراسلين والسفارات الاجنبية وغيرها بأن مصر آمنة الان. وكان الهدف من وراء هذه الرسائل هو اننا ضحينا بدماء شهدائنا حتي ننال الحرية التي كنتم تنادون بها, ونحن نحتاج الي دعمكم وزيارتكم حتي تكتمل الحرية. كان لك مشروع اسمه إنسان كان يهدف الي مساعدة الاسر الفقيرة, ولكنك حوربت وطلب منك ان تترك مصر حدثنا عن ذلك؟ حسنا انك فتحت هذا الموضوع أولا: عمرو خالد لن يتحدث عن مشاكل شخصية حدثت له, دعنا نضع خطا علي الماضي, ليس هذا وقته ولا آوانه, دعنا نتحدث عن القضية الخطيرة الان, التي ظهرت بصورة مخيفة بعد الثورة وهي مرض التشفي, انني مؤمن جدا بأن التشفي الان مرض وليس علاجا, ولايصح ان ينجرف عمرو خالد الان, ويقول حدث معي كذا وفعلوا معي كذا فالتشفي والانتقام سهل, لكن ضبط الخلق واجب, وليس معني هذا اننا لانحاسب من اجرم في حق الوطن, فمن اجرم يعاقب, ولكن ما يؤلمني هو حالة المجتمع النفسية, فارادة المجتمع في التشفي لابد ان تتوقف, فهذه احد العناصر الدالة علي عدم القدرة علي البناء والنهضة. عمرو خالد لديه الكثير الان ليتكلم فيه, لديه الاهم, لديه رسالة في البدءوالمنتهي هي نهضة مصر, نهضة بلدنا, وهذه النهضة تحتاج الي اخلاقيات, يكون فيها التسامح, إلزام, الوحدة الوطنية, التعاون, والاخلاق الاربعة هذه هي التي ستقوم عليها البنية التحتية للوطن, انني خائف جدا علي اختفاء هذه الاخلاق الاربعة بسبب حالة التشفي والغل, والشغب. اذا تحول الي هذا المرض فان له لذة تشبه لذة الادمان, اريد ان اقول, الشعب يريد اخلاق الميدان, ورأينا كيف كانت اخلاق الميدان رائعة, لانتمني ان يحارب الشعب الشعب فإذا اعتاد الشعب المصري المعروف عنه انه اصيل وطيب وعفو وكريم علي التشفي وتغيرت صفاته الاصلية مع تغير الثورة, فسيكون كارثة كبري, نريد ان نعظم مكاسب الثورة ونستثمرها. فما يحدث ليس من اخلاق النبي صلي الله عليه وسلم, ولا اخلاق المسيح عليه السلام, فمن اخلاق النبي صلي الله عليه وسلم ما ورد في فتح مكة: ما تظنون اني فاعل بكم قالوا: أخ كريم وابن اخ كريم اي اصيل ومتسامح قال: اذهبوا فانتم الطلقاء, نريد اخلاق فتح مكة, نريد اخلاق المسيح عليه السلام التي اهم صفة لاخلاقه العفو والتسامح, وهذا لايعني اطلاقا العفو والتسامح من ارتكب جرما أو سرق ونصب من هذا الوطن فليحاسب اشد الحساب. كان لك في حملة حماية عن الإدمان كان هناك شعار غير حياتك فهل هذا هو شعار المرحلة؟ لم يعد هذا الشعار الآن ذا قيمة, فلقد تغير المصري بالفعل, واستعاد صفة مهمة هي العزة والكرامة, وهو جين كان خاملا, وهو انفجر الآن, واياك ايها المصري ان يسلبك احد عزتك وكرامتك, ولكن.. خلق العزة هذا يحتاج رحمة, فصرت انت عزيزا ولكنك رحيم, فهذه الصفة عادت الي المصري بعد الثورة, اضافة الي صفة اخري لاتقل اهمية, وهي العقل الجمعي للمصريين, اذ كان الشعب المصري اشبه بالحجارة غير المتراصة وغير المبنية عملا بمقولة كل واحد بيقول يالا نفسي, فميدان التحرير علمنا العقل الجمعي والعزة الشديدة. في محاضرة لك منذ نحو ثلاثة اشهر قلت: انك تتوقع انفراجة قريبة فهل كنت تتوقع تغييرا او سيناريو كهذا؟ في الحقيقة لم اتوقع تغييرا علي الاطلاق, ولم اكن اتوقع ايضا هذا السيناريو, ولكن عندما قلت هذا الكلام كنت اثق ثقة شديدة جدا في انفراجة قريبة, وكنت اراهن علي قدرات الشباب منذ عشر سنوات, وكان عندي يقين ان هؤلاء الشباب يستطيعون ان يقدموا الكثير, وكانت الصحافة العربية والعالمية تسألني سؤالا محددا, لماذا حديثك دائما موجه للشباب, كنت اقول دائما: ان الشباب هم المستقبل, وهم الامل, ولم يخذلوني قط في اي مشروع طلبته منهم الا وحققوه علي اكمل وجه, وفي مشروع انسان قبل سنتين قلت جملة واحدة عن الشباب إذا اتيحت له الفرصة فسيستطيع ان يزيل وجه البؤس عن مصر. قلت إذا اتيحت له الفرصة, الآن اتيحت له الفرصة فماذا هو فاعل؟ انا متأكد انه سيتجه بقوة الي تفعيل المجتمع المدني, سيتجه الشباب بقوة في كل مكان مشروعات تنموية تعليمية, خيرية, وكانت البداية فور انتهاء الثورة, تنظيف ميدان التحرير, لكن نرجو منهم مشروعات اكبر من ذلك خاصة التنمية ومشروعات النهضة, فالشباب المصري سيتجه بقوة الي تفعيل المجتمع المدني وايضا مزيد من التثقيف السياسي. أخلاق.. وأحزاب بعد سقوط النظام ما الذي يقلقك؟ الاخلاق, اكثر ما يقلقني ضياع الاخلاق, وعدم تحول المظاهرات الي انتاج وعمل, نريد الآن نقطة بداية لبناء مصر. ما يقلقني ان نعتبر ان الثورة كانت نقطة نهاية وليست بداية, نحن فقط انتهينا من الجزء الاول, ويبقي الجزء الاهم والاكبر هو.. نهضة مصر. وحلمك؟ ايضا نهضة مصر, وخلال عشر سنوات من الان ستكون مصر بإذن الله من اقوي20 دولة في العالم, ونستطيع تحقيق هذا الحلم الان فعلا. وكان من الممكن ان تقول لي قبل الثورة ان هذا الكلام اضغاث احلام الان اقولها بكل القوة, نعم نستطيع. د. عمرو هل هناك مشروعات في الطريق, وهل هناك قديم سوف يتجدد؟ نعم, نحن الان نجهز لمشروعين خلال ايام قليلة جدا, مشروع انسان, وهو مشروع فعلا قديم, وكان فإنها ولكن ليس بالشكل المطلوب وهدفه مساعدة7 آلاف اسرة عن طريق تمليكهم مشروعات صغيرة مقابل عودة ابنائهم المتسربين من التعليم ويساعدهم53 الف شاب متطوع, والمشروع الثاني هو محو الامية خاصة ان النسبة تصل في بعض التقديرات الي40% ومصر دولة كبيرة ولايصح ان تكون فيها هذه النسبة, وهناك دول استطاعت ان تمحو الامية في فترات قصيرة, كالصين التي اعدت مشروعا كبيرا لمحو الامية في ثلاث سنوات, وقد كان. د. عمرو اين انت من السياسة؟ يضحك.. ويقول: التعريفات السياسية في مصر ستتغير, وكلها سيعاد فيها النظر بعد الثورة, هذا امر, الامر الثاني انني اركز حاليا وبقوة في تفعيل المجتمع المدني بكل طاقاتي وقوتي انا وألاف الشباب نتحرك علي اكثر من مسار, وهذا هو دورنا, وسأخدم مصر بكل وسيلة استطيع ان اخدم بها بلدي, في ضوء قدراتي واحتياجات مصر. د. عمرو لو انشأ الاخوان حزبا سياسيا فهل أنت عضو فيه؟ د. عمرو خالد: لا الأهرام: إذن ماذا لو انشأ شباب حزبا سياسيا تكون انت رئيسه فهل ستوافق؟ هذا سابق لاوانه: فلكل مقام مقال, وبكل حادث حديث, الظروف في مصر كانت تتغير كل عشر سنوات, الان كل ساعة, ومازلنا لم نر كيف تسير الاحداث. إذن ستشارك في الحياة السياسية؟ كنت دائما اسأل هذا السؤال, لماذا لاتشارك في الحياة السياسية, وكان الجواب: انا اصلا اشارك في العمل السياسي, وهل تفعيل الشباب وتحميسهم ليشاركوا في الشأن العام أليس ذلك سيادة وقواعد للديمقراطية والان الشعب كله يشارك في الشأن العام, وهذا ايضا سياسة.