كتبت:إنجي البطريق عندما كنت أسير في الشارع رأيت مجموعة أطفال في العاشرة من أعمارهم تقريبا يتشاجرون فيما بينهم علي شئ ما, وعندما اقتربت لأفض هذا الاشتباك صدمني ما رأيت, فما يتشاجرون عليه هو ختم النسر وهو لإحدي المصالح الحكومية ومعه ختامة. وحاولت أن أغري الطفل ببعض الجنيهات لأحصل منه علي الختم لكنه رفض التفريط فيه, الطفل ببراءته قال إنه لن يمانع إطلاقا في ختم عدة أوراق علي بياض قائلا: إذا أردتي ورقا آخر فأنا أختم لكن لن أعطيك الختم حتي لا يضربني أبي لأنه أمرني بألا أعطيه لأحد.. ما حدث وما رأيته يعتبر كارثة كبري أفزعتني عندما شعرت بأن أختام النسر أو شعار الجمهورية التي تم سرقتها من مؤسسات ومصالح حكومية مختلفة سواء وزارات أو أقسام شرطة أو أحياء أو مدارس أو غيرها من مؤسسات الدولة المختلفة أصبحت في ايدي الجميع, فإذا كان هذا الختم في يد طفل لا يعرف قيمته فقد يكون غيره في يد آخرين يستخدمونه بشكل أو بآخر لتسيير أمور قد تقضي علي مصالح أبرياء آخرين. الغريب والمدهش أنه لم يبلغ أحد من هذه الهيئات أو المؤسسات الحكومية فقدها للختم الخاص بها, ولا أدري هل شغلتهم الأحداث الجارية في مصر عن هذا أم أنهم لم يكتشفوا ما حدث أم أن الأمر لا يهمهم أصلا؟!. الغريب أني عندما طلبت من الطفل أن يخبرني باسم المؤسسة التي كان هذا الختم فيها, رفض الطفل خوفا من أن آخذه إلا أن أحد المارة أجابني قائلا لا يهم أي مؤسسة فمن السهل اخفاء تلك الكلمات البسيطة المهم النسر وهو ينفع في كل مؤسسة.. ناهيك عن أن تلك الأوراق الأصلية أو الأصول كما يسمونها والتي حرقت في المصالح الحكومية التي أحرقها الشغب والتخريب والتي سرقت أختامها, أصبح من السهل الزيف بها لأن المسئولين في هذه المصالح لا يجدون مانعا في التسهيل علي المواطنين بالإمضاء بأن الأوراق المصورة صورة طبق الأصل..