مع عودة الحياة للمصريين علي شبكة الإنترنت يوم الأربعاء دارت أكبر حركة حوار ديمقراطي حول الأوضاع الجارية وسبل الخروج من هذا المنعطف الخطير الذي تمر به مصر. وقد بدا واضحا انقسام المتحاورين علي الشبكة العنكبوتية بين تدعيم فكرة يوم جمعة هادئ خاصة في ظل تعاطف الملايين مع حوار الرئيس مساء الثلاثاء ودعوة البعض الي الالتزام بالشرعية والاستعداد للمشاركة والتفاعل الإيجابي مع الانتخابات الرئاسية المقبلة وارتفاع معدلات الغضب لعمليات القتل وعمليات الهجوم التي أجريت مساء الأربعاء علي المتظاهرين السلميين من مساء الأربعاء حتي ساعات الفجر الأولي من يوم أمس. وقد قام بعض مشتركي الفيسبوك بوضع علم مصر علي بروفايلهم الشخصي تأييدا للمتظاهرين الذين نجحوا في أن يحصل كل المصريين علي حقوقهم السياسية وللقرارات التي أصدرها الرئيس بعدم ترشحه للانتخابات وتكليفه للمجلس بتعديل مادتي الدستور وتكليفه للحكومة بمكافحة الفاسدين. كما عبر بعضهم عن رغبتهم في عودة الثقة والهدوء في الشارع في ظل وقف أرزاق الكثير من الناس وعلي ذلك قاموا بإنشاء مجموعات وصفحات علي الفيسبوك تحت مسمي جمعة الاستقرار تخطي عددها170 صفحة ومجموعة تدعو أغلبها الي عدم التظاهر والتقاط الأنفاس والدعوة الي الهدوء والتعقل إلا أنه بدا واضحا انخفاض نسب المشاركة في هذه الصفحات والتي تتراوح بين العشرات وعدة مئات مما يظهر تشتت المتحاورين المؤيدين لهذا الأمر. علي الجانب أدي تواتر الأحداث مساء الأربعاء من هجوم البلطجية وأصحاب الجمال والخيول علي المتظاهرين السلميين من زيادة حدة الموقف حيث تم توثيق كل ما حدث بالصوت والصورة لحظة بلحظة وتبادل المعلومات عن العربات التي نقلت المأجورين للقيام بأعمال الشغب والعنف كما تم توثيق وتبادل كل المعلومات والأخبار التي رصدتها وسائل الإعلام المصرية والدولية وكل ما كان يكتب بالصحف الدولية. كما شهدت الساعات الأولي من فجر الخميس استغاثات لإسعاف المصابين والقتلي بميدان التحرير وقد دعا المشاركون علي الفيسبوك إلي التظاهر يوم الجمعة وأنشأوا مجموعات تحت مسمي جمعة الرحيل وجمعة الخلاص وهي مجموعات ارتفعت نسب المشاركة بها بعشرات الآلاف حيث طالبت المجموعات الناس بالخروج للشوارع والميادين بعد الصلاة في الجوامع والكنائس للمطالبة برحيل النظام. من ناحية أخري أنشأت مجموعة تدعو المشاركين علي الفيسبوك أن تتولي لجنة من الحكماء تضم كبار الشخصيات العامة مثل الدكتور زويل والدكتور أحمد كمال أبو المجد ونجيب ساويرس وشخصيات عامة أخري يتولون نقل مصر من حالة الفوضي الي حالة الاستقرار. كما وجه بعض المشاركين اتهامات صريحة لبعض ممثلي الحزب الوطني في أنهم المخططين والسبب الرئيسي في حدوث حالات القتل التي شهدها ميدان التحرير فجر الخميس وطالبوا بسرعة القصاص وإنشاء جروب تخطي عدده مئات الآلاف مطالبة الشعب بمحاكمة والقصاص من وزير الداخلية السابق حبيب العادلي المتسبب الأول في حالة الانفلات الأمني التي وتمثيل المتهمين في حالات الانفلات الأمني التي شهدتها مصر يوم الجمعة الماضي. وبقي عدد كبير من الناس في حالة التخبط والترقب والحزن علي حال مصر يدعون أن تمر الأيام القادمة علي خير.