مقتل وإصابة‏203‏ في هجوم انتحاري بموسكو

مبارك يؤكد تضامن مصر في مواجهة الإرهاب

شهدت موسكو مساء أمس ساعات من الرعب والقلق والتوتر الأمني بعد أن أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفديف حالة التأهب القصوي في كافة مرافق المواصلات في البلاد, وذلك بعد ساعات استهداف مطار دوموديدوفو الدولي بعمل إهابي مروع أسفر عن مصرع‏35 قتيلا إضافة إلي‏168‏ جريحا‏.‏وأمام حجم الهجوم الذي وصفه أحد شهود العيان موقع الانفجار بأنه مذبحة‏,‏ وضعت الشرطة في حالة تأهب كما فرضت رقابة مشددة في محطات قطارات الأنفاق وجميع مطارات العاصمة‏.‏ وأكدت مصادر أمنية روسية أن قوة الانفجار بلغت سبعة كيلوجرامات من مادة تي‏.‏إن‏.‏تي‏.‏
وأثار الهجوم ردود فعل دولية ضخمه‏,‏
فقد أجري الرئيس محمد حسني مبارك إتصالا مساء أمس بالرئيس الروسي للتعزية والمواساة في ضحايا العمل الإرهابي الذي وقع في أحد مطارات موسكو عاود خلاله تأكيد تضامن مصر مع روسيا الإتحادية وشعبها في مواجهة الإرهاب والتطرف‏.‏ أعرب الرئيس ميدفيديف خلال الاتصال عن تقديره للسيد الرئيس‏,‏ مؤكدا أن البرقية التي تلقاها في وقت سابق اليوم من سيادته وإتصاله الهاتفي اللاحق يؤكدان عمق الصداقة بين مصر وروسيا الإتحادية ووقوفهما معا في مواجهة قوي الإرهاب‏.‏
'‏ قالت الروسية يكاتيرينا الكسندروفا وهي مترجمة كانت تنتظر في صالة الوصول بمطار‏'‏ دوموديدوفو‏'‏ الدولي المكتظة‏:'‏ وقع الانفجار علي مسافة قريبة تماما مني‏,‏ لم أصب لكنني شعرت بهزة قوية‏.‏ الناس كانوا يتساقطون‏.‏ لقد كانت مذبحة‏.
بهذه الكلمات وصفت الروسية يكاتيرينا العمل الإرهابي الذي استهدف مطار‏'‏ دوموديدوفو‏'‏ الدولي أكثر مطارات العاصمة الروسية ازدحاما وأسقط‏ 35 قتيلا إضافة إلي‏168 جريحا‏.‏ وأوضحت مصادر أمنية روسية أن قوة الانفجار‏-‏ في الهجوم الذي يحمل بصمات المتشددين الذين يقاتلون في منطقة شمال القوقاز‏-‏ بلغت سبعة كيلوجرامات من مادة‏'‏ تي‏.‏إن‏.‏تي‏'.‏
ونقلت وكالة‏'‏ انترفاكس‏'‏ عن شهود عيان قولهم ان سحب الدخان غطت المنطقة المجاورة لقاعة الوصول وحالت لفترة طويلة دون الكشف عن تفاصيل ما جري او تحديد عدد القتلي والجرحي‏,‏ في الوقت الذي سارعت فيه اجهزة المطار بإغلاق المنطقة وعدم السماح بهبوط الرحلات التي كان مقررا وصولها‏.‏ وقال شاهد شاهد عيان آخر يدعي اندريه كان يقف بالقرب من مكتب الاستعلامات في المطار إن‏'‏ شيئا مرعبا يحدث هنا‏,‏ الضحايا المحترقون يركضون في المكان‏'.‏
وأوضحت السلطات الروسية في بيانات صحفية مقتضبة أن انتحاريا قام بتفجير نفسه بمنطقة تسليم الأمتعة بصالة الوصول‏.‏ وذكرت المصادر الامنية ان التحقيقات الاولية توصلت الي استنتاج مفاده ان مدبري الانفجار ثلاثة ينتمون الي منطقة شمال القوقاز التي تضم الجمهوريات المضطربة وهي الشيشان وداغستان وأنجوشيا وتشهد هجمات يشنها مسلحون ضد الشرطة والقوات الفيدرالية والمسئولين المحليين‏.‏
وذكر تقرير لوكالة‏'‏ انترفاكس‏'‏ أن المحققين يعتقدون انهم عثروا علي جثة الانتحاري المفترض الذي نفذ هجوم المطار‏.‏ وقال محقق طلب عدم ذكر اسمه إن الجثة خاصة برجل يتراوح عمره ما بين‏30 الي‏35عاما‏'‏ وان‏'‏ مظهره يشير الي انه عربي‏'.‏ ولم تتوافر اي معلومات عن هوية صاحب الجثة‏.‏
وفي أول رد فعل رسمي علي الحادث‏,‏ تعهد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بملاحقة ومعاقبة مدبري الهجوم‏.‏ جاءت هذه التصريحات في أعقاب إصداره أوامر برفع حالة التأهب الأمني في جميع وسائل النقل إلي الدرجة القصوي‏.‏ وبعد دقائق من إصدار الأمر وضعت الشرطة في حالة تأهب‏,‏ كما فرضت رقابة مشددة في محطات قطارات الأنفاق وجميع مطارات العاصمة‏.‏ فيما اكدت المصادر الرسمية ان التعليمات صدرت الي اجهزة الامن بسرعة تفتيش محطات المترو والسكك الحديدية ومراجعة اماكن التجمعات البشرية في مختلف ارجاء العاصمة تحسبا لاحتمالات وقوع عمليات ارهابية جديدة‏.‏
وقال ميدفيديف في اجتماع طارئ عقده لأركان حكومته لمتابعة الانفجار‏:'‏ من الضروري فرض نظام خاص في جميع المطارات‏,‏ ومحطات القطارات‏,‏ وعقد المواصلات الكبري‏'.‏ وانتقد ميدفيديف تراخي الاجهزة الامنية لا سيما بعد توارد الانباء التي حذرت منذ قرابة الاسبوع من مغبة احتمالات القيام بعمليات انتحارية بل وحددت موعد ومكان العملية علي مقربة من قاعة الوصول‏.‏
وقال الكرملين ان ميدفيديف الذي وصف التمرد في شمال القوقاز بأنه أكبر تهديد لأمن روسيا أجل سفره إلي منتدي دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا‏.‏
وكان لمواقع التواصل الاجتماعي دورها في تغطية الهجوم حيث وضع مستخدمو تويتر علي الموقع صورا التقطت بواسطة الهواتف المحمولة لعشرات الاشخاص الممددين علي الارض في الوقت الذي تعبأت فيه القاعة بالدخان الكثيف مع اشتعال النيران في احد الجدران‏.‏ وأظهرت لقطات سجلت عقب الانفجار مباشرة موظفي المطار وهم يستخدمون الاضواء الساطعة لشق طريقهم في ارجاء المكان الذي عمته الفوضي‏.‏
وأثار الهجوم ردود فعل دولية ضخمه‏,‏ فقد اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما ان الهجوم غير أخلاقي عارضا تقديم المساعدة لروسيا‏,‏ في حين وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الهجوم بالجبان‏,‏ ووصفته إيطاليا علي لسان وزير خارجيتها بأنه عمل‏'‏ بربري‏'.‏