أكد عمران خان رئيس حزب حركة العدالة الباكستاني المعارض وبطل لعبة الكريكيت سابقا أن استمرار الوجود الأمريكي في أفغانستان هو الذي يقف وراء تأجيج موجة التطرف بباكستان المجاورة. واعتبر عمران- في مقابلة أجرتها معه صحيفة الجارديان البريطانية بثتها مساء امس الاول عبر موقعها الإليكتروني- أن اغتيال سلمان تيسير حاكم اقليم البنجاب أخيرا كشف بوضوح شديد عن التنامي المتزايد للتطرف والراديكالية في باكستان, موضحا أن ذلك ليس مجرد صراع بين الدين والعلمانية وإنما هو نتيجة للاستقطاب الذي احدثته الحرب ضد الإرهاب بين مختلف القطاعات الدينية في إسلام اباد, وأكد أن اغتيال تيسير هو نتيجة لتلك الحرب. واعترف خان بأن باكستان كانت تشهد عنفا طائفيا, إلا أنها لم تسمع قبل دخول القوات الأمريكية وحلفائها أفغانستان عن المفجرين الانتحاريين, لأن القاعدة كانت متمركزة في أفغانستان, وأي أعمال عسكرية كانت بين الجماعات القبلية التي كانت تقاتل ضد السوفيت من منطلق رفضها للاحتلال الأجنبي بحسب عقيدتها الجهادية. وقال عمران خان إن الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف ارتكب أول خطأ بالوقوف إلي جانب الولاياتالمتحدة في الحرب ضد الإرهاب, وهو الإجراء الذي جعل الجماعات الجهادية والشعب بين عشية وضحاها مستعدا لقتال الجيش الباكستاني بسبب تأييده للغزو الأمريكي. وأشار إلي أن الخطأ الثاني لمشرف هو إرسال الجيش الباكستاني الي المناطق القبلية, الأمر الذي أدي بشعب باكستان القبلي إلي انتفاضة غضب وثورة ضد هذا الإجراء, ثم جاءت الطائرات الأمريكية التي تعمل بدون طيار لتشن غارات فوق المناطق الحدودية بين أفغانستانوباكستان التي أدت إلي إزهاق أرواح الباكستانيين, مشيرا إلي أن غالبية الباكستانيين في منطقة القبائل, وخاصة من البشتون, يرون الحرب الأمريكية علي الإرهاب حربا ضد الإسلام. وتابع عمران خان مؤكدا أن أوضاع البلاد تتفاقم والتطرف بات أسوأ مما كان عليه وبات المجتمع الباكستاني أكثر تطرفا ودموية, مؤكدا أن الحقيقة المثيرة للسخرية أن كل ماتم إنجازه من خلال مساندة باكستان للأمريكيين هو تصعيد مستويات ومعدلات العنف بمختلف أنحاء باكستان, وقال إنه ليس هناك حل عسكري في افغانستان وأن الحوار هو فقط المخرج الوحيد. وفي غضون ذلك اغتال مسلحون مجهولون امس نائب مدير وزارة العلوم والتكنولوجيا بحكومة إقليم بلوشستان بجنوب غرب باكستان. وأفادت الأنباء الواردة من كويتا عاصمة الإقليم بأن المسلحين استهدفوا المسئول عبد الجبار علي طريق المطار بعد مغادرته منزله متوجها إلي عمله, وبعد تنفيذ هجومهم المسلح لاذ المسلحون بالفرار. ومن ناحية اخري, أشعل مسلحون النار في16 شاحنة تحمل إمدادات الوقود لقوات حلف الناتو في افغانستان. وقال مسئولون باكستانيون إن الهجوم نفذه ثمانية مسلحين خلال توقف الشاحنات بمنطقة ديرة مراد جمالي بإقليم بلوشستان في طريقها الي المعبر الحدودي إلي أفغانستان عبر مدينة كراتشي.