في احتفالية ثقافية كبري انطلقت فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة العربية تحت شعار الثقافة العربية وطن... والدوحة عاصمة شارك فيها حشد كبير من المثقفين والفنانين والإعلاميين. وقال وزير الثقافة والفنون والتراث القطري ورئيس اللجنة العليا المنظمة للاحتفالية د. حمد بن عبد العزيز الكواري في كلمة الافتتاح أن اختيار الدوحة عاصمة للثقافة لهذا العام بعد القدس الشريف يأتي تتويجا لاحتفالات مماثلة عرفتها العواصم العربية منذ عام1996 بالقاهرة. وأكد أن العرب قدموا للبشرية أعلاما طوروا العلم والفنون في سائر أنحاء العالم, مشيرا إلي أن لبغداد في عصر المأمون الذهبي أكبر الأثر في التأسيس العلمي والمعرفي من خلال بيت الحكمة الذي كان إنشاؤه ثمرة رؤية حضارية, وتقديرا واعيا لدور العلم في حياة الأمم. وقد افتتحت الفعاليات بأوبريت بيت الحكمة لفرقة أنانا السورية وهو أوبريت درامي موسيقي راقص مستلهم من مرحلة مزدهرة في التاريخ العربي في زمن الخليفة العباسي المأمون, وهي المرحلة التي عرفت فيها الثقافة العربية نهضة بلغت آفاقا عالية في صنوف العلم والإبداع, وهو رسالة حضارية تقدمها قطر من ذاكرة التاريخ العربي وماضي الأمة الإسلامية المضيء إلي الحاضر لتعزيز القيمة الثقافية والمعرفية. وقد صرح د. حمد لصفحة الأدب أن هذه الاحتفالية التي ستركز علي الثقافة العربية الإسلامية والتي ستستمر لمدة عام تتزامن مع معرض الدوحة العشرين للكتاب, والذي يعد بمثابة مرآة تعكس تطور الحركة الثقافية في المجتمع, بل ومكانة الكتاب لدي الأفراد باعتباره خير رفيق في الزمان. وكان لأصحاب دور النشر آراء عديدة ومتنوعة في المعرض لكنهم أجمعوا علي أن معظم إصدارات هذا العام تمحورت في الفكر والادب والرواية, وكل ما يتعلق بالإبداع الحديث, ومن أفضل مظاهر المعرض هذا العام أن الشباب يمثلون الغالبية العظمي في الاقبال علي الشراء. ومن أهم الفعاليات التي تنظمها الاحتفالية في الربع الأول لها الاسبوع الثقافي العربي لدولة فلسطين لأن القدس لابد أن تكون عاصمة أبدية للثقافة العربية, بالإضافة إلي الاسابيع الثقافية التي تمثل معظم الدول العربية فضلا عن الاسابيع الثقافية لدول أجنبية ذات علاقة بالثقافة الاسلامية مثل إيران والهند والصين وفنزويلا واسبانيا, إلي جانب الأنشطة الثقافية المتنوعة كالمسرح والسينما والندوات والامسيات الشعرية ومسابقات الشعر والرواية والقصة والمعارض الفنية والتراثية. ومن أهم ما تزخر به الاحتفالية مجموعة من أمهات الكتب والمخطوطات التي تم تحقيقها والدواوين الشعرية ما بين القديم والحديث منها الخل الموافق والصديق الصادق في الأدب والرقائق وجامع منتخب الحكم والامثال والاشعار وأمثال الجاحظ وديوان المتنبي بشرح الواحدي الذي لم يتم تحقيقه من قبل وصدر في خمسة أجزاء للتعرف علي كيفية الحصول علي المخطوط والمنهج المستخدم في تحقيقه والتعريف بالمتنبي والواحدي, بالإضافة إلي طبع عدد من الكتب والمطبوعات منها كتب الناقد العربي الكبير رجاء النقاش. وقد أصدرت اللجنة العليا للاحتفالية بهذه المناسبة مجلة شهرية بعنوان العاصمة لرصد وتوثيق كل ما سيتم من فعاليات طوال العام.