لا يختلف عالم البشر كثيرا عن عالم الحيوانات في البر والبحر, فهناك الضعيف الذي يسهل صيده وأكله ومن الغريب أن عدده كبير وإن كان فيه من يقاوم, لكنه يفلت مرة ويقع في المرة التالية, وهناك القوي الشرير والقوي العنيف والقوي العفيف والقوي الغدار والقوي الطيب, ولكن من سمات الغابات إنه إذا أكل الحيوان وشبع فإنه مهما تكن قوته لا يهاجم الآخرين إلي ان يجوع, ولذلك تري مختلف الحيوانات تتجمع سويا أمام البحيرات لتشرب في هدوء وسلام. الغزال مع الأسد. ولهذا قلت مرة إن أحسن ريجيم عملي هو ريجيم الأسد الذي إذا أكل لا يرمرم إلي ان يجوع وتحل موعد الوجبة التالية! في البشر هناك من لا يشبع ويعيش كالحوت الذي يبتلع ما يصادفه, فإذا حدث ووقع في الصيد أو وجدوه ميتا علي الشاطئ وفتحوا بطنه عثروا فيها علي أشياء كثيرة ابتلعها ولا يستطيع هضمها مثل فردة كاوتش أو صفيحة فارغة! من يتأمل مناظر أسماك القرش التي يجري عرضها في التليفزيون بمناسبة قرش شرم الشيخ, يلاحظ الأسماك الصغيرة التي ترافق القرش تحت بطنه وتعوم معه في الماء, هذه الأسماك عادة من نوع اسمه سمكة الريمورا قرأت أن من خصائصها أن لها قدرة علي تحويل أحد زعانف ظهرها إلي ممص تستخدمه في الالتصاق بجسم القرش أو غيره من الأسماك الشرسة. وهم يسمونها قملة القرش لأنها تنتقل معه محتمية به, وفي الوقت نفسه تلتقط ما يقع من فكيه من فتات, ولكن عند الخطر ومهاجمة هذا القرش فإن قملته تكون أول من يهرب تاركة له مواجهة معركته فإذا انتصر عادت وأسرعت واستعادت مكانها في بطنه وعادت تمارس حياتها معه, إما إذا قضي عليه بحثت عن قرش آخر! بعض الناس يهوون تلك الحياة.. أن يبقوا ملتصقين بالقوي إلي ان يضعف, ثم ينتقلون إلي قوي آخر يعيشون في كنفه! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر