تختتم اليوم فعاليات الاحتفالية الثقافية الدولية التي أقامتها دار الكتب المصرية بمناسبة مرور140 عاما علي إنشائها1870 م . حيث تعقد صباح اليوم الجلسة السابعة والأخيرة برئاسة فاروق شوشة وهي جلسة شهادات يروي خلالها مجموعة من الأساتذة ذكرياتهم مع دار الكتب وقد افتتحت الاحتفالية مساء السبت الماضي علي المسرح الصغير بدار الأوبرا بحضور الفنان فاروق حسني وزير الثقافة وشيخ الأزهر د.احمد الطيب.ومفتي الديار المصرية د.علي جمعة. بدأتها د. ليلي جلال أمين عام المؤتمر التي تحدثت عن تاريخ دار الكتب في إثراء الحياة الثقافية والفكرية عبر قرن وأربعة عقود من الزمان وألقت الضوء علي مشروعات الدار لحفظ وتوثيق تراثها الفريد منهامشروع رقمنة خمسين ألف كتاب بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات, ورقمنة المخطوطات وأوائل المطبوع بالتعاون مع مكتبة الكونجرس الأمريكية, ورقمنة مجموعة البرديات العربية بالتعاون مع مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي وفهرسة وتصنيف المخطوطات بالتعاون مع جمعية المكنز الإسلامي.. وغيرها من المشروعات. وأشارت إلي ربط الدار بالمجتمع المدني من خلال إنشاء جمعية أصدقاء دار الكتب لنشر الوعي الثقافي. ورحب د. صابر عرب رئيس مجلس ادارة دار الكتب ورئيس المؤتمر بالحضور وبالسيد وزير الثقافة الذي خص دار الكتب بكل الرعاية والدعم وألقي الضوء علي الدور الذي قام به رواد وأعلام الثقافة العربية. وعلي رأسهم علي مبارك حينما اقترح علي الخديو اسماعيل باشا إنشاء هذه الدار كي يكتمل مشروع النهضة في معناها الثقافي والحضاري والانساني. وأحمد زكي باشا الذي يعد علامة بارزة في تاريخ الثقافة العربية الذي جمع عددا من المخطوطات التي آلت بعد ذلك للدار فهو أول من استخدم مصطلح التحقيق وأول من أشاع إدخال علامات الترقيم فكانت دار الكتب أول من عني بتحقيق التراث, وأصدرت أول الأعمال التي كتب علي أغلفتها مصطلح تحقيق, وعدد أسماء المفكرين الكبار الذين ارتبطوا بهذه الدار مثل العقاد وطه حسين وهيكل وغيرهم كثيرون. وألقي كلمة الضيوف د. أكمل الدين احسان اوغلو أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي ساردا ذكرياته مع دار الكتب في اواخر الخمسينيات من القرن الماضي عندما كان والده يعمل في خدمة التراث العثماني الهائل الذي تحفل به دار الكتب ويشكل اكبر مجموعة للمخطوطات والمطبوعات التركية خارج مكتبات اسطنبول. وعلي مدي ثلاثة أيام عقدت الندوة الدولية دار الكتب140 عاما من التنوير بمبني دار الكتب بكورنيش النيل ناقشت اكثر من ثلاثين بحثا شارك فيها خبراء وباحثون من تونس والمغرب والسعودية وقطر واليمن والعراق وأمريكا وإنجلترا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وجنوب إفريقيا. منها: بحث المستشرقون في دار الكتب المصرية د. مصطفي لبيب تناول فيه الصلة الوثيقة التي إنعقدت بين المستشرقين ودار الكتب المصرية وكيف نجحت الدار في أن تصبح من أهم المراكز العلمية العالمية تأثيرا في توجيه جهود المستشرقين بشكل فعال خلال140 عام. وتحدثت د. نهي محمد عثمان عن مكتبة عائشة عبد الرحمن القيمة التي أهدتها لدارالكتب وبلغت حوالي969 كتابا ومخطوطة ودورية في بحثها المكتبات النسائية المهداة بدار الكتب, كما تحدث الدكتور رفعت حسن عن كيفية ترميم التراث الثقافي وصيانته بإستخدام التقنيات والمعالجات الكيميائية الحديثة. وتناول د. جون تسيبي المقتنيات التراثية بين مصر وجنوب أفريقيا مشيرا الي تاريخ المكتبتين وأهميتهما محليا وإقليميا وعالميا وألقي د. آليسون أوتا رئيس الجمعية الآسيوية الملكية لبريطانيا العظمي الضوء علي الكتب المذهبة: الكنوز المملوكية في دار الكتب. وقد كرم المؤتمر عدد من الشخصيات المصرية والعربية التي كان لدار الكتب دور في تشكيل ثقافتهم وهم د. اكمل الدين احسان من تركيا وابراهيم شبوح من تونس وبشار عواد من العراق ومن مصر د. صلاح فضل وأحمد مرسي وأنسام براق. وقد أعادت الدار بهذه المناسبة طباعة مجموعة من الكتب منها الشهنامه وعيون الأخبار وأصول نقد النصوص وتاريخ المساجد الأثرية ومحاضرات في اوراق البردي.