سبق ان أبدينا تحفظا على سهرات التليفزيون والفضائيات التى انحصرت فى أمسيات مع الهموم والمشاكل.ما نعيشه من مشاكل فى النهار. وتنشرها الصحف، تحولها برامج "التوك شو" الى سهرة كلها نكد وزعيق فى الليل..فنذهب الى الفراش وقد هرب من بعضنا بقايا أمل وبقايا طموح وبقايا صحة وبقايا حلم.. حاولت المذيعان منى الشاذلى فى برنامجها "العاشرة مساء" وريم ماجد فى "بلدنا بالمصرى" كسر قاعدة برامج التوك شو بإعطائنا شوية حب على حبة ضحك، وكان ضيف منى، د.عبدالهادى مصباح استشارى المناعة والتحاليل الطبية، بعد ان ثبت ان الضحك يقوى مناعة الإنسان، وعملت منى وضيفها على التخفيف عنا وتخليصنا من شوية توتر التى نصاب بها من ضغوط الحياة.. فكان الحب والابتسامة موضوع الحلقة.. وكان السؤال الذى بدأت به الحلقة هو كيف نجد مكانا للحب وسط التليفزيون والدش وغلاء الأسعار والدروس الخصوصية وشوارع مكدسة بالزبالة والغبار والملوثات والبحث عن شقة للزواج، وناس لا تطيق بعضها.. ونصحنا د.عبدالهادى مصباح أن من أراد قتل التوتر عليه البحث عن الحب والاسترخاء والضحك، الحب يمنح صاحبه مزيد من الطاقة والحيوية، وتتلقى منى صراخا من مكالمة تليفونية، يقول صاحبها أنا تقريبا مقيم فى المنزل، ويصيبنى التليفزيون بالتوتر، وعندما أشاهد برنامج مثل العاشرة مساء يزيد التوتر، فقالت له منى الشاذلى ضاحكة أغلق التليفزيون، وكاد يستجيب لكنه انتفض فجأة وقال لا أستطيع، تعودت على مشاهدة برنامجك ومشاهدة التليفزيون، يجب أن أعرف ما يقال وما يحدث.. الأحداث تصيبنى بالتوتر، أصبح توتر مزمن، دائما فى حالة قلق.. لا نجد حلا. أحيانا يفشل الجهاز المناعى فى معرفة العدو من الحبيب، لفقدان الثقة وفقدان الأمل فى التغيير.. لو لدينا قناعة أن المشكلة سيتم حلها، سنتخلص من التوتر، الإنسان لا يستطيع العيش فى عزلة، لأنه ثبت أن تأثير الوحدة والانعزال على صحة الإنسان النفسية والعضوية 3 أضعاف التدخين والسمنة، وسادت للحظات المداعبات التى تشيع جو من المرح بين منى الشاذلى والضيف وأصحاب الاتصالات التليفونية.. وبالفعل شعرت أن التوتر هرب ليس من الموجودين فى الأستوديو فقط، ولكن هرب من منزلنا أيضا، وأصبح هدفنا واحد، هو البحث عن الابتسامة، خاصة عندما قال عبد الهادى مصباح أن الضحك مفيد حتى ولو ابتسامة صغيرة فهى تقلل من العجز.. ويا سلام لو ضحكنا ضحكة من تلك الحكات التى يقال عن صاحبها، استلقى على قفاه من الضحك.. لأن مثل هذه الضحكة تنشط جهاز المناعة، وتعلى مستوى الأجسام المضادة فى الجهاز التنفسى سواء الأنف أو الفم.. وقد ثبت أن الطفل الصغير يضحك منن 400 ضحكة إلى 500 ضحكة فى اليوم، و15 ضحكة وابتسامة بعد سن ال35 أما بعد الخمسين تصل إلى ضحكة أو ضحكتين فى اليوم. وكانت ريم ماجد تناولت أيضا فى برنامجها "بلدنا بالمصرى" فقرة غير معتادة، عن البهجة.. كيف يكون الإنسان مبتهج؟! وركزت على أن البهجة من داخلنا حسب النظارة التى نرتديها، وسألت هل الفقر سبب التعاسة ثم أعطت مثالا يفند هذه المقولة وهو انه فى كولومبيا فقر غير طبيعى، رغم خيرات الكثيرة، مناجم دهب وبلاتين وأهلها ليس لهم فى هذا الخير.. فقراء جدا.. ولكنهم دائما فى حالة رضا وبهجة غير عادية، والتغيير فقط أن الشمس كل يوم تسطع من جديد. علينا البحث عن الضحك.. ممكن بمشاهدة مسرحية أو حتى بمشاهدة سيد أبو حفيظة.. الحب والابتسامة هى الملاذ الأخير لنا.. فهل تحرص برامج التوك شو على تخصيص فقرة ضاحكة، فيها شوية أمل وحتى ولو كان الهدف تقوية جهاز المناعة. صور ريم ماجد