افتتح رئيس الوزراء الصربى ميركو سفيتكوفيتش لقاءه مع أسرة الأهرام بالحديث عن زيارته للقاهرة ولقائه مع الرئيس مبارك الذى تناول أفق التعاون بين البلدين. وعكس إيمان صربياً بمحورية الدور المصرى في المنطقة وأهمية الشراكة الصربية المصرية. قدم رئيس الوزراء عرضا لتطور الأحداث في صربيا في السنوات الأخيرة منذ بدء الحركة الإصلاحية في عام2000. وأعرب سفيتكوفيتش عن حرص الحكومة الصربية علي تغيير صورة صربيا لدي الرأي العام العالمي وهي الصورة التي تشوهت كثيرا من جراء سنوات الحرب والفظائع التي ارتكبت في سياقها. ورأت الإدارة السياسية في صربيا أن الطريق لتغيير هذه الصورة هو النهوض بالاقتصاد الصربي وتحسين مستوي المعيشة, والانضمام للاتحاد الأوروبي وتبني سياساته الإصلاحية, والعمل علي المصالحة بين جمهوريات البلقان التي شكلت يوجوسلافيا فيما مضي, وإعادة بناء العلاقات الاقتصادية والسياسية بين صربيا والمجتمع الدولي. صرح سفيتكوفيتش بأن أولي المشكلات التي واجهت الحكومة الصربية كانت التضخم وانهيار قيمة العملة وهو ما دفع الحكومة في صربيا لإصدار فئات ورقية جديدة وصلت إلي مليارات الدنانير الصربية, وواجهت الحكومة في صربيا مشكلة التضخم بنجاح حتي انخفض إلي نسبة6% في.2010 كما أن السياسات الاقتصادية التي تبنتها صربيا والتي اعتمدت علي حرية التجارة واقتصاد السوق أدت لزيادة نسبة نمو الناتج المحلي لتصل إلي1.9% ونصيب الفرد من الناتج المحلي إلي6 آلاف دولار في عام.2010 وبالإضافة للإصلاحات الاقتصادية, أقرت الحكومة في صربيا قانون حرية تداول المعلومات الحكومية وهو القانون الذي يتيح لأي مواطن صربي تقديم طلب للحصول علي أية معلومات بحوزة الدولة, وينص هذا القانون علي تعيين موظف مختص بإتاحة المعلومات في كل وزارة للعمل علي تحقيق مستوي أعلي من الشفافية. ويري رئيس الوزراء الصربي أن الإصلاحات الاقتصادية والسياسية في بلاده هي جزء من محاولة الحكومة الصربية الانضمام للاتحاد الأوروبي, وقد تقدمت صربيا بطلب للالتحاق بالاتحاد الأوروبي في ديسمبر2009 ويتوقع سفيتكوفيتش أن تنضم صربيا للاتحاد الأوروبي خلال أربع أو خمس سنوات. وعن عملية المصالحة مع جمهوريات يوجوسلافيا السابقة, صرح رئيس الوزراء بأن صربيا تقوم بدور قيادي في إرسال رسائل إيجابية لهذه الدول للعمل علي تحقيق المصالحة, ومن ضمن هذه الرسائل قيام البرلمان الصربي بإصدار قرار بالاعتذار عن جرائم الحرب التي ارتكبت وهو القرار الذي لم يصدر مثله من أي مجلس نيابي آخر في جمهوريات البلقان. كما أن الرئيس الصربي قام بزيارة لكرواتيا منذ أسبوعين تفقد خلالها احد مواقع الحرب وعبر عن أسفه لقتلي هذه المعارك ووعد بملاحقة مجرمي الحرب. وحول الوحدة مع جمهوريات يوجوسلافيا السابقة, صرح رئيس الوزراء أن الوحدة أفضل من الانفصال إذا كانت مبنية علي مصالح اقتصادية مشتركة وهو ما لم يتوفر في دول يوجوسلافيا السابقة ولكن إطار الاتحاد الأوروبي يوفر هذه النوعية من الوحدة ولذلك تؤمن صربيا بأهمية الانضمام لدول الاتحاد الأوروبي. وبالرغم من التوجه الحالي لصربيا وهو توجه رأسمالي وليبرالي صريح, إلا أن سفيتكوفيتش يري أن خبرة يوجوسلافيا مع الاشتراكية لم تكن سيئة بالمقارنة مع دول أخري في شرق أوروبا مثل رومانيا وبلغاريا, ولذلك مازالت بعض تيارات المعارضة الصربية تحلم بالعودة لعصر الاشتراكية. كما صرح رئيس الوزراء الصربي أن صربيا بها أقلية مسلمة تقدر بحوالي4% من إجمالي السكان, وهي أقلية تتمتع بكافة حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتحتفظ الحكومة الصربية بعلاقات جيدة مع الأقلية المسلمة. وأوضح رئيس الوزراء أن المجلس الوزاري بصربيا يضم وزيرين مسلمين منتخبين علي قوائم معارضة ولا ينتمون للحزب الحاكم. كما صرح سفيتكوفيتش أن سياسات التعدد الثقافي والعرقي موجودة علي أجندة الحكومة الصربية وحقوق الأقليات تحظي باهتمام حكومي شديد, وجدير بالذكر أن صربيا بها أقليات كاثوليكية وبروتستانتية بخلاف الأقلية المسلمة. وعن إقليم كوسوفو, قال سفيتكوفيتش أن الحكومة في صربيا تعتبر كوسوفو جزءا من أرضها وتعمل علي تحقيق الوحدة بالوسائل السلمية. وأضاف رئيس الوزراء أن اقتصاد كوسوفو جيد وفي ازدهار وان حجم الأغذية التي يستوردها الإقليم من صربيا يقدر بنصف مليار دولار أمريكي سنويا. وعن علاقة صربيا بالمجتمع الدولي, أعرب سفيتكوفيتش عن تبني حكومته سياسة انفتاحية تجاه كل دول العالم وعن إيمانه بأهمية العلاقات الاقتصادية بين الدول. وأشار رئيس الوزراء لشراكة بلاده مع الصين في عدة مشروعات تنموية خلال الأعوام القادمة, وصرح أن الاستثمارات الصينية في صربيا قد تثير حفيظة بعض الدول الأوروبية التي تنظر للصين علي أنها منافس, ولكن الحكومة في صربيا مستعدة للتعاون مع أي دولة من اجل تحقيق معدلات أعلي من النمو الاقتصادي. كما أعرب رئيس الوزراء الصربي عن أهمية العلاقة مع روسيا لبلاده حيث تعتمد صربيا علي روسيا لتزويدها بالغاز. وأضاف أن علاقة صربيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية ليست بقوة علاقاتها مع الصين أو روسيا أو الاتحاد الأوروبي, كما أن هناك نوعا من الحاجز النفسي لدي صربيا تجاه الولاياتالمتحدة, وأشار أن مخلفات الدمار من جراء قصف حلف الناتو لبلجراد مازالت باقية في العاصمة الصربية, ولكن هذا لا يمنع أن حكومته تري أن المصالح المشتركة لا تعرف الحب والكراهية والحواجز النفسية, وان بلاده علي استعداد لتطوير العلاقات التجارية مع الولاياتالمتحدة. قال سفيتكوفيتش أخيرا انه يعلم أن تغيير صورة صربيا لدي الرأي العام العالمي لن تحدث دون مجهودات شاقة وعمل متواصل, خاصة أن العالم تعود علي سماع أخبار سيئة ودموية عن صربيا وان الأخبار السيئة تنتشر أكثر وأسرع, ولكن الزيارات التي يقوم بها المسئولون في صربيا لمختلف دول العالم وإعادة بناء العلاقات التجارية والدبلوماسية مع هذه الدول قد تغير من هذه الصورة السلبية. وتأمل الحكومة في صربيا أن تتمكن من الانضمام للاتحاد الأوروبي في غضون أعوام قليلة, وهي العضوية التي تعلق عليها الكثير من الآمال لتحقيق نمو اقتصادي اكبر وتواجد سياسي أوسع.