المال لا ينام في وول ستريت

وول ستريت‏..‏ أي شارع المال قدمه المخرج أوليفر ستون في جزئه الأول عام‏1987‏ بعد حدوث انهيار لمؤشر داو جونز الصناعي بنسبة‏23%‏ في يوم واحد وكان أكبر هبوط في تاريخ المؤشر والبطولة لمايكل دوجلاس مع مارتن شين ومجموعة أخري لم تظهر في الجزء الثاني‏.‏ ويدور الجزء الأول حول الوسيط مايكل دوجلاس أو جوردون جيكو الذي كان يضارب ويسطع اسمه في شارع المال مما جذب إليه أحد الشباب‏..‏ وبنظرة الخبير يشجعه علي العمل معه ويطلب منه أن يضارب له فتدفعه الأرباح التي حصل عليها أن يشتري شقة باهظة الثمن ويدفع اليه جيكو بالنساء‏..‏ وهي ثلاثية المال والجشع والنساء‏.‏
وبينما يعمل والده في شركة طيران منذ سنوات يستغله جيكو في تدمير الشركة‏..‏ لكن الابن ينهار عندما يتأكد أن جيكو استغله وأنه قد خسر والده وظل يبكي وهو يخبره أنه يحبه جدا ولم يكن يدري أنه سيدمره‏.‏
وهكذا تدفع به جهات التحقيق لمقابلة مع جيكو وجهاز تسجيل موضوع علي جسده ليسجل له كل ما فعله‏..‏ وهكذا ينتهي الجزء الأول بجيكو ليقضي سنوات في السجن‏.‏
لكن أزمة الرهن العقاري التي حدثت عام‏2007‏ وتسببت في افلاس أكبر البنوك والشركات في أمريكا وانهيار كل من يتبعون هذه البنوك والشركات حول العالم كما قدمه أوليفر ستون بتداعي قطع الدومينو‏..‏ هذه الاحداث دفعت المخرج أوليفر ستون الي تقديم الجزء الثاني‏(‏ وول ستريت‏..‏ المال لا ينام‏).‏
والمال لا ينام عبارة كان جيكو يقولها في الجزء الأول‏.‏
والجزء الثاني بطولة مايكل دوجلاس‏..‏ شيالا بوف‏..‏ سوزان ساراندون‏..‏ فرانك لانجيلا وجوس برولين وفانيسافير ليتو وبريتون جيمس وكاري موليجان عن سيناريو لا لان لوب وستيفن شيف‏.‏
وفيه يخرج جيكو من السجن‏.‏
ويرينا المخرج خطوات خروج بطله من السجن بينما عالم المال يرتعد من هول الافلاس والانهيار الذي حدث بسبب الرهن العقاري‏.‏ويحاضر جيكو لطلبة الجامعة عن تجربته‏..‏ وهكذا يتعرف شيالا بوف خطيب ابنته عليه مما يدفعهم لتبادل أشياء هو يعطه صورة ابنته وهي في الثالثة من العمر مقابل صورة حديثة لها‏..‏ ثم مقايضة اخري ليجمعهم معا في مقابلة غير مقصودة حيث ان الابنة تقاطع الأب بعد وفاة أخيها لاتهامه بانه كان سببا مباشرا في وفاته‏.‏
وتفشل الخطة الأولي والثانية فالأبنة ترفض الأب‏..‏ والخطيب يقع في هوي شخصية جيكو رجل المال والسمسار المحترف‏..‏ ولأن رأيه أن الوضع العالمي المالي وانهياره سببه أن العالم يستهلك ولا ينتج ولذلك ينهار الاقتصاد‏.‏
ويرينا المخرج أوليفر ستون بطلا آخر هو لويس زيبل وهو أحد رجال المضاربة المحترفين ويعتبر جاك‏(‏ شيالا بوف‏)‏ ابنا له فهو شاب طموح ودءوب وله ملكة التفوق في التنبؤات المالية‏..‏ ولكن زيبل له اعداء يتصارعون معه حتي يتمكن جوش برولين وهو سمسار ايضا من القضاء عليه بإشاعة‏..‏ ينتحر علي اثرها زيبل بعد أن يعطي لابنه الروحي شيالا بوف شيكا بمبلغ كبير ليتزوج ويعيش حياته بعيدا عن عالم المال‏.‏
لكن جاك لا يستطيع فعل ذلك‏..‏ بل يدخل في صراع مع جوش برولين ليثبت أنه كان سببا في انتحار رجل المال الشهير‏(‏ زيبل‏)..‏ وتقوم سوزان ساراندون بدور الأم التي تنهار حياتها بعد انهيار الرهن العقاري‏,‏ وتعود كل فترة لابنها لمساعدتها‏..‏ أما البطلة‏(‏ ويني‏)‏ كاري موليجان ابنة مايكل دوجلاس فتقع ضحية ابيها الذي وضع‏100‏ مليون دولار باسمها في بنوك سويسرا ويظل يدفع خطيبها لاقناعه بأن يسلم له المال‏.‏
ويستخدم المخرج صور الناطحات والهوس الذي نشاهده في أماكن المضاربات حين تنهار الدنيا في لحظة عندما يخسرون أو تعم الفرحة والجنون عندما يربحون‏.‏
انها ميلودراما الجشع والمال اللذان يدفعان البشر الي فعل كل شئ للوصول الي المال والقوة والسيطرة‏..‏ انها دراما بشرية لن تنتهي‏..‏وأسواق المال والمضاربات هي خير مثال لتجسيد الطمع والرغبة في السيطرة بشتي الوسائل قدمها أوليفر ستون ومايكل دوجلاس وشيالا بوف وابطال الجزء الأول والثاني في صورة حقيقية وصادقة كأنك زبون في أسواق المال التي تطيح بالبشر في لحظة كما ترفع آخرين الي عنان السماء في نفس اللحظة