بخصوص ما نشر في الأهرام تحت عنوان الرياح ربما شقت البحر للنبي موسي فإن الحديث عن موضوع خروج بني إسرائيل له عدة ابعاد منها الديني والتاريخي والسياسي, حيث يحاول الجانب الآخر اختلاق اوهام تاريخية وقصص غير حقيقية عن فرعون الخروج حتي اصبح كل ملوك مصر فراعنة للخروج ليس إلا لتشويه تاريخ مصر القديمة وايجاد دور حقيقي بدلا من الدور المزيف الذي تؤكده حقائق التاريخ عن اشتراك بني إسرائيل في بناء حضارة مصر القديمة. ومن هذا المنطلق كانت لي دراسة لتحقيق رحلة خروج بني إسرائيل من مصر عبر سيناء باستنتاج الحقائق العلمية من الكتب المقدسة ومقارنتها بأحداث التاريخ والشواهد الاثرية الباقية وبخصوص هذه النظرية المطروحة وهي تكرار لنظريات سابقة وليس بها جديد, فإنها تحاول البحث عن مخرج علمي مهما كان غير منطقي وغير علمي ايضا للمعجزة الالهية الواضحة, حيث ذكروا ايضا ان العبور وغرق فرعون كان نتيجة حركة مد وجزر في هذا الوقت بالذات وان حركة المد والجزر تنشط في بحيرة البردويل.. لذلك كان عبور بني إسرائيل عن طريق شمال سيناء وعلي شاكلتهم هذه النظرية واعتمدوا علي نص في التوراة يقول أن الله ارسل ريحا شرقية علي البحر فأزالت الماء حتي ظهرت اليابسة, وعبر بنو إسرائيل فتبعهم فرعون فغرق. ومما يهدم هذه النظرية من اساسها ان هذه البحيرة علميا لاتبقي علي حال فإذا سدت الافواه التي تربطها بالبحر المتوسط تبخر ماؤها, وبقي في الطريق عدة برك موحلة تغطيها الرمال فتخدع المسافرين فيغوصوا فيها ولكن نبي الله موسي عليه السلام وبني إسرائيل رأوا بحرا بالفعل وخشوا ان يعبروه ولم يخدعوا برمال فوق ماء فلما تراءا الجمعان قال اصحاب موسي انا لمدركون الشعراء61 البحر امامنا وفرعون وقومه خلفنا فما هو السبيل فرد عليهم نبي الله موسي قال كلا إن معي ربي سيهدين الشعراء62 والمعجزة جاءت واضحة بنص القرآن فأوحينا الي موسي ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم الشعراء63 اي انشق البحر. وكان كل جزء كأنه جبل مانع يحمي نبي الله موسي وقومه وعندما عبر فرعون وقومه عاد البحر كما كان, ايضا هناك نص في التوراة نفسها يهدم النظرية من اساسها, حيث يؤكد ان العبور من مصر للارض المقدسة كان عن طريق جنوبسيناء وليس شمال سيناء انه لما اخلي فرعون السبيل للشعب فإن الرب لم يسمح لهم بالمرور من الطريق المعهود الي فلسطين ولو انه قريب جدا لانه قال لئلا الشعب اذا رأي حربا فإنه يعود ثانية الي مصر. خروج13:14 وهذا طبيعي لان قبضة الفراعنة كانت اقوي بشمال سيناء, حيث الطريق الحربي لكل الحملات العسكرية في مصر القديمة وبه حصون لحماية الطريق تبدأ من ثارو( القنطرة شرق) الي غزة وهو طريق معروف منذ الدولة الوسطي. عبد الرحيم ريحان مدير منطقة آثار نويبع