هذه هي النتيجة التي توصل اليها معهد جالوب الأمريكي, بعد المسح الميداني الذي قام به في155 دولة حول العالم, في محاولة مباشرة لمعرفة من هو الشعب السعيد رقم1 بين كل شعوب الدنيا! فحصلت مصر علي المركز115 في قائمة الشعوب السعيدة, بينما حصلت اسرائيل علي المركز الثامن أما الشعب السعيد رقم1, فكان شعب الدانمارك!! * وقد اعتمد المسح الذي نشرته مجلة فوربس, علي سؤال تم توجيهه لآلاف المواطنين في155 دولة حول العالم وهو: ما مدي الرضا العام عن حياة المواطن في هذه البلاد ؟ وكذلك ماهية الخبرة الحياتية للمواطن ومدي شعوره بالاحترام والتقدير ومدي سهولة الحياة التي يحياها داخل بلده ؟ وعلي الرغم من حصول المانيا علي المركز33 في قائمة الشعوب السعيدة, إلا أن الاحداث التي تجري فيها والتي تراعي احترام المواطن الالماني, والعمل علي راحته, وتعويضه عن كل ما يكدر صفوه, جاءت لتثير سؤالا وهو, كيف تحصل المانيا علي المركز33 في قائمة الشعوب السعيدة هذا علي الرغم من واقعة تثير الاحترام حدثت هناك وهي ماقامت به أخيرا هيئة السكك الحديد الالمانية من تعويض كل ركاب القطار شديد السرعة عما تكبدوه من مشقة البقاء داخل القطار عندما تعطلت اجهزة التكييف داخل القطار وذلك خلال الموجة شديدة الحرارة التي تعرضت لها المانيا في الاسابيع الماضية؟ فقد حرصت هيئة السكك الحديدية الالمانية علي تعويض كل راكب استقل هذا القطار بمبلغ500 يورو بالإضافة الي رد ثمن تذكرة الرحلة لكل راكب. اما في مصر التي حصلت علي المركز115 في قائمة الشعوب السعيدة علي مستوي العالم, فقد كشف تقرير حقوقي صادر من المنظمة المصرية لحقوق الانسان, أخيرا, عن ان معدلات الفقر في مصر تبلغ حوالي55% من اجمالي عدد السكان وان هذه النسبة قابلة للارتفاع! كما كشف التقرير عن مستويات غير مسبوقة من الجوعي في تاريخ مصر, وطالبت المنظمة المصرية لحقوق الانسان, بضرورة وضع خطة او استراتيجية قومية تضمن اجراءات كفيلة بالحد من توغل الفقر علي اساس تأهيل الفقراء ليصبحوا أناسا يسهمون في تنمية المجتمع بدلا من ان يكونوا مجرد مستهلكين لاموال ومساعدات اجتماعية. وعلي الرغم من تحسن المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية خلال الفترة الاخيرة, كما جاء في التقرير الاخير للبنك الدولي, إلا ان اعداد الفقراء لا تزال كبيرة, حيث تصل الي نحو20% من مجموع السكان. وبعد هذه الحقيقة التي شهد بها شاهد ليس منا, ووضع مصر في المرتبة رقم115 في قائمة الشعوب السعيدة في العالم, ألا أنه يجدر بنا, ان نتوقف قليلا, لاستيعاب هذه النتيجة التي تؤكد ان شعب مصر ليس شعبا سعيدا, ألا تفرض هذه النتيجة البائسة علي الحكومة ضرورة التحرك لدراسة أسباب تعاسة الشعب المصري, والتقرب من مشكلاته بطريقة جادة وصريحة ومحاولة دراستها وايجاد الحلول لها, لرفع المعاناة عن كاهل هذا الشعب الذي هربت منه بعيدا كل اسباب السعادة, وهل تكتفي الحكومة بمجرد قراءة نتائج هذا المسح الميداني, وتتركه يمر مر الكرام دون ادني شعور بالتحدي لتغيير وضع الشعب المصري الي وضع أفضل؟ الا يجدر بالحكومة القيام بعمل دراسة مقارنة بين وضع شعبنا ووضع الشعوب الأكثر منا سعادة, لتحسين اوضاعنا ولو لبعض الشيء؟