ستظل ليالي المحروسة الثقافية الرمضانية بما تحمله من ثراء وتنوع ثقافي هادف0 وبناء وفنون أصيلة راقية أفضل ما يستمتع به المواطنون بمختلف فئاتهم وأعمارهم بين أحضان التاريخ في محكي القلعة في رمضان والتي قدمتها هيئة قصور الثقافة ومشاركة اتحاد الكتاب وهيئة الكتاب ودار الاوبرا وغيرها. وبلغ عدد الذين ترددوا عليها من الأسر المصرية حسب آخر احصائية نحو17 ألف متفرج كل ليلة كانت تقلهم سيارات هيئة قصور الثقافة من مدخل القلعة وتصعد بهم إلي المحكي تيسيرا علي الأطفال والنساء والشيوخ وانتقال هذه الليالي بعد ذلك الي عدة محافظات حرص د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة علي افتتاحها مع المحافظين, بالاضافة لألوان الثقافة الأخري التي تابعها المواطنون في المناطق الأثرية في حي الأزهر والحسين من خلال صندوق التنمية الثقافية من امسيات شعرية وأدبية في بيت الشعراء والهراوي والسحيمي والامير طاز ووكالة الغوري وغيرها, وكان السؤال الذي يتردد علي ألسنة الكثيرين كل ليلة لماذا لا تستمر هذه الليالي بعد رمضان وبنفس الحماس الذي ابداه المسئولون وخططوا له للشهر الكريم خاصة أن كثيرا من هذه البرامج تصلح لكي يستمتع بها المواطنون علي مدي العام باستثناء بعض المواد الخاصة بهذا الشهر ويمكن الاستغناء عنها والتركيز علي الأعمال الكثيرة الأخري والهادفه والتي يمكن أن يكون لها مردودها الايجابي في اثراء نفوس الشباب وتشكيل وجدانهم طول السنة وكان لها بعض النتائج المهمة والمثمرة المتمثلة في الآتي: الفنون الهابطة أختفت تماما من الشارع المصري طوال رمضان ولم يستمع المواطنون الي الكلمات المتدنية والالفاظ السوقية والصخب الموسيقي الزاعق وتوارت الاغاني العشوائية ولم تظهر مثلها مثل الشياطين في رمضان. * حائط صد: كانت ليالي المحروسة بتراثها الثقافي والفني بمثابة حائط صد في وجه كثير من تيارات العولمة الوافدة من الخارج ولا تتناسب مع تقاليدنا وهويتنا العربية وتفرغ الناس لهذه الفنون الراقية التي قدمتها هذه الليالي وانتقلت الي كثير من المحافظات وافتتحها رئيس الهيئة مع المحافظين ولنا من اجل الاستفادة الكاملة بهذا الثراء الثقافي ببعض المقترحات الآتية: * المحافظون: ان يتم الاتفاق بين المحافظين ورئيس هيئة قصور الثقافة علي احياء ليالي المحروسة بصفة دورية بواقع ثلاث ليال بكل محافظة كل شهرين او ثلاثة ومن خلال برنامج ثقافي فني تضعه مديريات الثقافة, ويدعي المواطنون لمشاهدة عروضه بالمجان. * معرض الكتاب الدائم: ان يستمر المعرض الدائم للكتاب في مكانه بحديقة هيئة الكتاب طوال العام وبنفس الناشرين42 دار نشر مصرية وبنفس التخفيضات التي كانت تمنحها للقراء في رمضان, وان تستمر ايضا دار الأوبرا في اقامة لياليها الموسيقية الغنائية والتراث الغنائي الاصيل وبنفس البرنامج الذي اعده رئيس الاوبرا الفنان عبد المنعم كامل ويدعو السفراء العرب واسرهم لمشاهدته مع اسر المصريين, وكذلك الأمسيات الشعرية والأدبية والندوات الثقافية التي يقدمها اتحاد كتاب مصر, وبذلك وحده نضمن انتشار هذا الثراء الثقافي الفني الرمضاني الهادف علي مدي العام كله. وقفات.. سريعة. بيت الشعراء: مبادرة جديدة لإحياء واثراء حركة الشعر والشعراء توجها الأحد الماضي الشاعر الكبير فاروق شوشه بأمسيته الشعرية الثرية التي جمعت حولها هذا الحشد الكبير من عشاق شعره واستمتعوا إلي روائع شعره العاطفي والاجتماعي ولغته الجميلة ايضا ومن خلال ادارة جيدة لرئيس البيت أحمد عبد المعطي حجازي. الأدعية الرمضانية: كانت ادعية الاعلامي الشاعر عمر بطيشة رئيس الاذاعة الاسبق وتلحين الموسيقار حسين فوزي وانتاج قطاع الانتاج طبقا شهيا علي مائدة الافطار بعد المدفع وفاتحة خير ليوم جديد مبشر للصائمين بعد اذان الفجر علي القنوات المتخصصة. سورة وصورة: تنقل به الإعلامي محمود سعد بين الاحياء الشعبية والمقاهي والمستشفيات وقطارات الصعيد وغيرها ليكتشف ان البسطاء وربما الغلابة جدا يحفظون القرآن الكريم ويعرفون أسباب نزول آياته فاستحقوا هذه الجوائز التي قدمها لهم أهل الخير في بلدنا. القاريء الطبيب صلاح الجمل: اقبال الصائمين علي ابتهالاتك وادعيتك الدينية خارج الوطن تأكيد لتوقعات صوت القاهرة التي أنتجتها وبعد نجاحها داخل الوطن. المستشار السيناريست محمد صفاء عامر: برغم غيابك عن الشاشة فلا تزال لغة الصعايدة التي شربتها في قنا مسقط رأسك كما هي وقضاياهم التي عايشتها قاضيا ورئيسا للاستئناف باقية ونعيشها معك في ذئاب الجبل والضوء الشارد وحلم الجنوبي ومسألة مبدأ.. وفي انتظار العودة.