مع تصاعد الضغوط المطالبة باستقالته, رفض أمس السيناتور الأمريكي وزعيم الأغلبية الديمقراطية هاري ريد الاستجابة لهذه المطالب والتخلي عن منصبه في أعقاب أزمة التصريحات العنصرية التي سبق وأدلي بها حول الرئيس باراك أوباما ولون بشرة الأخير. وأكد مكتب ريد في بيان صدر أمس أن السيناتور لن يستقيل من منصبه وأنه يعتزم خوض انتخابات التجديد النصفي المقبلة للكونجرس. وركز البيان علي أن السيناتور الديمقراطي له باع طويلة في التعامل وحل القضايا ذات الصلة بالجالية الأمريكية ذات الجذور الإفريقية. جاء البيان عقب تصاعد المطالب الواردة من المعارضة الجمهورية باستقالة ريد في أعقاب التصريحات التي أدلي بها وقال فيها إن فوز أوباما بالرئاسة كان بسبب لون بشرته الفاتح واستخدامه العبارات الرائجة في محيط الزنوج الأمريكيين بين الحين والآخر. وكان ريد قد اعتذر في وقت سابق للرئيس عما ورد علي لسانه في كتاب صدر حول ظروف الانتخابات الرئاسية الأخيرة في أمريكا. وقد أعلن أوباما أنه قبل اعتذار زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ. وكان الجمهوريون قد أكدوا أن تصريحات ريد بمثابة دليل علي العنصرية الليبرالية وازدواج المعايير لدي الحزب الديمقراطي. ومن جانبهم, حاول الديمقراطيون التقليل من أهمية الواقعة التي تسيطر تبعاتها علي واشنطن حاليا. قال تيم كاين رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي إن ريد قد قام بأمر كبير باعترافه بأنه لم يستخدم العبارات الملائمة. ومع تواصل هذه الأزمة وفي تصريحات متفائلة تتعارض مع حالة مراجعة الذات والمحاسبة التي تخضع لها أجهزة المخابرات الأمريكية والإدارة الديمقراطية بعد حادث ديترويت, أجمع السيناتور المستقل جوزيف ليبرمان والجمهوري جون ماكين علي أن الولاياتالمتحدة حققت تقدما في الحرب العالمية علي الإرهاب. ولكنهما شددا علي ضرورة بقاء أمريكا متيقظة وقادرة علي ملاحقة أعدائها في ساحات القتال المختلفة, فخلال لقاء تليفزيوني مشترك مع شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية قال ليبرمان وماكين إن الولاياتالمتحدة أصبحت أكثر أمانا عما كانت عليه عقب وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر, وإن أشار المسئولان إلي أن أمريكا ليست آمنة تماما. في الوقت نفسه, قالت ديان فينستاين رئيسة لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ إن العشرات من معتقلي جوانتانامو الذين يتم إطلاق سراحهم سرعان ما يعاودون نشاطهم وينزلون إلي ساحات القتال مستهدفين المصالح الأمريكية, وقالت المسئولة إن نحو ثلث الذين أفرج عنهم قاموا باستئناف أنشطتهم القتالية. ولخصت فينستاين أسباب عودة المعتقلين السابقين إلي القتال بأنها تنحصر بين استقبالهم استقبال الأبطال في عالم التنظيمات الإرهابية وهي الجهة الوحيدة التي تتعامل معهم بشكل إيجابي. وأضافت أن جوانتانامو فشل في إعادة تأهيل هذه العناصر القتالية وتقويم توجهاتها. تأتي هذه التصريحات عقب أيام من تأكيد متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بأن أعدادا متزايدة من معتقلي جوانتانامو السابقين أقاموا صلات مع جماعات متطرفة فور الإفراج عنهم.