تبدأ قمة فرنسا افريقيا يوم الاثنين31 مايو وتستمر يومين, ولقد وجه الرئيس نيكولا ساركوزي الدعوة للرئيس مبارك ولجميع قادة إفريقيا لحضور القمة والتي سوف يحضرها وزراء خارجية الدول الأفريقية ووزراء اقتصاد هذه الدول, إلي جانب مائة وخمسين مؤسسة وشركة افريقية وفرنسية. وفي حديث خاص ل الأهرام أكد سفير فرنسا بالقاهرة جان فليكس باجانون أن القمة تدور حول محورين: وسوف تشهد ثلاثة اجتماعات مغلقة تسمح لرؤساء الدول مناقشة مكانة افريقيا في إدارة الحكم العالمي بهدف تعزيز السلام والأمن ومعالجة قضية المناخ والبيئة والتنمية المستدامة, وبالتوازي سوف تعالج القمة موضوعا اقتصاديا عاما وهو القطاع الخاص في افريقيا كمفتاح للتنمية من خلال خمس ورش عمل تجمع وزراء الاقتصاد والشركات الفرنسية والإفريقية, وسوف يمثل مصر السيد رشيد محمد رشيد, وسوف تتناول الورشة الأولي كيفية مساعدة الدول الإفريقية في دعم التدابير القانونية من أجل تيسير أعمالها.. كما تتناول الورشة الثانية تسهيل الوصول إلي مؤسسات التمويل. وتتناول الورشة الثالثة بناء وتدعيم المنافسة بين المؤسسات الإفريقية ودور الإعداد المهني وتتناول الورشة الخامسة مستقبل موارد الطاقة لافريقيا الغد. وأكد السفير جان فليكس باجانون أن الرئيس نيكولا ساركوزي سوف يعقد عشاء علي شرف رؤساء الدول ووزراء الخارجية المشاركين بقصر ملوك السردينيين نسبة إلي سردينيا.. كما سوف تعقد السيدة لاجارد عشاء علي شرف وزراء الاقتصاد ورؤساء المؤسسات والشركات بفندق قصر المتوسط.. ولقد تناول أيضا حديث سفير فرنسا عشية مشاركة الرئيس مبارك في قمة فرنسا إفريقيا العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا ومستقبل الاتحاد من أجل المتوسط وموقف فرنسا إزاء التطورات في السودان ودارفور ومنظور بلاده إزاء الأزمة الاقتصادية الأوروبية.. ورؤية فرنسا إزاء التطورات في منطقة الشرق الأوسط. وقضية المياه في افريقيا. وهذا هو نص الحديث: كيف تقيم أهمية هذه القمة ومشاركة الرئيس مبارك خاصة أن هذه القمة كان من المقرر أن تعقد بشرم الشيخ, وكانت هناك اختلافات في وجهة النظر بالنسبة لمشاركة الرئيس السوداني.؟ * لم يكن هناك أي اختلاف, وإنما كان هناك اتفاق مهم بين فرنسا ومصر حول أهمية وجود حل, وجاء الحل بأن قمة افريقيا فرنسا سوف تعقد بنيس لأننا أخذنا في الاعتبار بعض الضغوط التي تؤثر علي الآخرين.. وهي ضغوط قضائية وسياسية.. ولقد تم كل شيء في إطار من التوافق والانسجام والصداقة بين فرنسا ومصر, ولم يشكل ذلك موضوع مواجهة بين البلدين فرنسا ومصر. وهذه القمة ليست لها أدني علاقة بالفرانكوفونية, كما يتصور البعض, والرئيس جيسكار ديستان هو الذي دعا لأول قمة.. وهذه القمة تكتسب أهمية بالغة بسبب الأزمة المالية العالمية, حيث هناك غائب كبير دخل في عالم النسيان هو إفريقيا. الكل تحدث عن آثار الأزمة المالية علي أوروبا وعلي الولاياتالمتحدة, البعض يتحدث عن الدول البازغة أو علي دول أمريكا اللاتينية أو آسيا ولا أحد يتحدث علي الاطلاق عن افريقيا. واذن القوة الرمزية لهذه القمة هي الاشارة إلي أن افريقيا معنية بهذه الأزمة, ويجب التحدث عن الحكم السليم والاستثمارات والحكم العالمي والاقتصاد والمؤسسات ويجب أن نبرهن أنه لايمكن تجاهل افريقيا عندما نناقش مشاكل العالم الكبيرة وكيفية مواجهة الأزمة الاقتصادية. وأضاف السفير باجانون الذي يتميز بوضوح الرؤية ان مشاركة وزراء الاقتصاد في قمة افريقيا فرنسا يستهدف إلقاء الضوء علي دور الشركات والمؤسسات في التنمية وفي تعزيز القطاع الخاص في القارة الافريقية والشركات الفرنسية التي تعمل في افريقيا, لان كثيرا ما يتم التحدث عن الديون والمواد الأولية والعلاقات بين الحكومات ويتم تماما تجاهل دور الشركات في دعم التنمية, كما يتم إغفال افريقيا.. اذن هذه القمة قمة اقتصادية؟ * إن هذه القمم مسيسة للغاية, ويتم بث من خلالها رسالة سياسية أيضا, وهذه القمة فرصة لنا وللأفارقة بإعادة إلي ذهن المجموعة الدولية أن افريقيا هي ممثل فعال للعولمة وانه يتم تجاهل ذلك. وأشار إلي ان قمم افريقيا فرنسا فرصة دائمة لإجراء الاتصالات المتعددة واللقاءات الثنائية والتي تتم بطريقة تلقائية كوليدة للحظة, وسوف تشهد قمة نيس لقاءات مكثفة بين رؤساء الدول المشاركين, وسوف يتمخض عنها إعلان نهائي وسوف يقوم الوزراء بوضع اللمسات الأخيرة علي الإعلان وتبادل وجهات النظر حوله في جلسات مغلقة. مشكلة منابع نهر النيل تقلق مصر وشركاءها, ماهو موقف فرنسا وهل تعتقد ان القمة سوف تفسح المجال لمناقشة الخلافات الموجودة بين دول حوض النيل؟ * نحن علي يقين تام بأهمية الموضوع بالنسبة لمصر ونحن نؤيد مبادرة حوض النيل ونعتقد أنها أفضل وسيلة لحل المشاكل, ونحن نؤيد حلا توافقيا بين جميع بلاد حوض النيل, وهذه هي الرسالة التي نبثها والأمنية التي نعبر عنها.. ونلاحظ أنه عقب التوقيع المنفرد لعدد من الدول قبل أن يتم اتفاق عام حول نص, هناك إرادة جماعية بعدم قطع الحوار ومحاولة لخلق توافق ونحن نحيي ذلك! وإذا كانت قضية دول حوض نهر النيل علي ميعاد مع قمة نيس, فهذا موضوع لم يدرج علي جدول أعمال القمة والسؤال هو هل سوف تتم اتصالات بين الدول المعنية في إطار العلاقات الثنائية علي هامش القمة, فإجابتي هي: ليس لدي أدني شك بالنسبة لأنه سوف تكون هناك اتصالات ولقاءات لمعالجة الأمر. * وحول أهمية العلاقات الثنائية المصرية الفرنسية عشية قمة افريقيا فرنسا؟ ** إن العلاقات طيبة جدا علي المستوي السياسي وممتازة علي المستوي الشخصي بين الرئيسين, وهما متفقان حول معظم القضايا ذات الاهتمام المشترك. ولدينا مواقف مشابهة وأحيانا متطابقة تماما إزاء القضايا العالمية, وعلي المستوي التجاري فإن العلاقات نشطة وديناميكية, وفرنسا أحد كبار الشركاء لمصر في مجال التجارة والاستثمارات, كما ان جميع الشركات الفرنسية الكبيرة ممثلة في مصر. وليس لدينا أي خلاف في علاقاتنا التجارية مع مصر, ونحن نعلن عن امتناننا انه تم إبرام اتفاقية بين أوراسكوم وفرانس تليكوم لتسوية إدارة موبينيل. وعلي المستوي الثقافي فنحن نريد تدعيم الجامعة الفرنسية بمصر وتطويرها, وإدخال مواد جديدة, فسوف ننشيء في القريب كلية للعمارة, كما نريد إدخال مادة التراث بالجامعة الفرنسية ونحن نعتز بالكليات الفرنسية التي أنشأناها بالجامعات المصرية وزيارة رئيس جامعة السوربون في هذا الإطار. هل تأجيل قمة الاتحاد من أجل المتوسط مرتبط بفشل عملية السلام في المنطقة؟! * أن تأجيل قمة الاتحاد من أجل المتوسط مرتبط باستئناف المفاوضات غير المباشرة, فكان شعور كل من مصر واسبانيا وفرنسا التي تمارس مسئوليات خاصة في إطار الاتحاد من أجل المتوسط, ان مؤتمرا دوليا يعقد في نوفمبر القادم سوف يكتسب أهمية أكبر في لحظة نتمني أن نسجل النتائج الاولي في إطار المفاوضات غير المباشرة بدلا من بداية انطلاق هذه العملية.. في وضعها الهش. حقيقي ان هناك دائما خطرا في أن يؤدي المؤتمر الدولي إلي خلافات ومزايدات ولا يأتي إذن بإسهام جيد, ولكن فضلنا تأجيل قمة الاتحاد من أجل المتوسط. ما هي الجهود التي تبذلها فرنسا من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط؟ * في هذه المرحلة فإن فرنسا تنتهج اتجاهين: أولهما هو التشجيع, وثانيهما هو الاستعداد أن نلعب دورا مهما في التوقيت المناسب, ونحن نقوم بعملية التشجيع من خلال اتصالاتنا مع جميع الأطراف, حيث نتمتع بعلاقات مبنية علي الثقة مع الكل, ونحثهم علي استئناف الحوار, ونحن نشجع ونساند مجهودات الدبلوماسية الأمريكية. وبالنسبة للاتجاه الثاني فعلينا كفرنسيين وأوروبيين أن نلعب دورا أكثر أهمية في المفاوضات من خلال المشاركة في المجهودات الدبلوماسية أو من خلال تنظيم مؤتمر دولي في الوقت المناسب, إلي جانب المساهمة الفعالة في تنفيذ اتفاقية في حالة التوصل إلي اتفاق وهذا هو ما نأمله, وسوف يكون هناك مجهود خاص بالمساندة الاقتصادية التي سوف تقدمها لتنطلق الدولة الفلسطينية ومجهود خاص بضمانات الأمن لتنفيذ اتفاقية السلام. عشية انعقاد قمة افريقيا فرنسا التي سوف تشهد بالطبع مناقشات مهمة حول الوضع في دارفور ماهو تقييمكم لتطورات الموقف بالسودان في ضوء الانتخابات الأخيرة؟ * لقد تمت مراقبة الانتخابات في السودان, ولقد تمت في ظروف ليست مثالية, ولقد اتخذنا موقفا واضحا وقمنا بإعلان رأينا إزاء هذه العمليات, والآن المجتمع الدولي ملتزم بتنفيذ اتفاقيات بين الشمال والجنوب, ويجب أن نسهم في تنفيذ هذه الاتفاقيات التي تستهدف إقرار الأمن والاستقرار في المنطقة. وفرنسا تشعر بالقلق الشديد إزاء دارفور الذي تربطنا به علاقات وثيقة جدا.