تحول المؤتمر الحاشد, الذي نظمه الحزب الوطني الديمقراطي لمساندة مرشحيه لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري في المنيا برئاسة الأمين العام المساعد أمين السياسات السيد جمال مبارك, إلي مظاهرة للمواطنة. أعلن خلالها أعضاء الحزب عن تعانق الهلال مع الصليب في الدائرة الثالثة بالمحافظة, التي يخوض الانتخابات فيها مرشحان عن الوطني هما عيد لبيب[ فئات] مسيحي, واللواء مصطفي توفيق فلاح. وأعلن السيد جمال مبارك في كلمته أمام المؤتمر الذي عقد بالمنياالجديدة أمس عن إعلاء شعار المواطنة علي أرض الواقع, خلال حملة الحزب الانتخابية لدعم مرشحيه للشوري, مشيرا إلي أن الحزب لا يفرق بين مرشح مسيحي وآخر مسلم. وهاجم جمال مبارك محاولات البعض جذب الشباب إلي أفكار غريبة تتنافي مع عادات مجتمع الصعيد, الذي عاش مسلموه ومسيحيوه يواجهون مشاكلهم معا, لأنهم شعب واحد, لافتا إلي أن ما يقوم به الحزب الوطني من دعم المواطنة والوطن, هو أبلغ رد علي المشككين, ومن يراهنون علي انقسام الشعب المصري بدءا من الصعيد. وأشار في هذا الصدد إلي ما عاناه الصعيد في التسعينيات من الإرهاب والتعصب, واستغلال الدين, وأضاف: لكن المجتمع الصعيدي هب مواجها كل المحاولات المغرضة لاستغلال الدين والوقوف ضد تقاليد الأسرة المصرية بأفكار غريبة هدامة, ونجح الصعيد ونجحت مصر في دحر كل محاولات الانقسام, وشدد علي أن الحزب سيستمر رافعا شعار المواطنة. وحضر المؤتمر الجماهيري الحاشد المهندس أحمد المغربي وزير الإسكان, والدكتور إبراهيم كامل عضو الأمانة العامة التابع لمحافظة المنيا, والدكتور بهاء فكري, أمين الحزب بالمحافظة. وأعلن المرشحون عن الحزب في المحافظة عن تضامنهم لإعلاء راية الهلال مع الصليب, مطالبين بمواجهة مشكلات الري والتعليم والصحة, ويمثل الحزب في الانتخابات إلي جانب لبيب وتوفيق, الدكتور مصطفي ثابت فئات وهو نائب لدورتين سابقتين مرشح الدائرة الرابعة فئات, والمحاسب عاطف عبدالجابر, الذي فاز بمقعد الفئات في الدائرة الثانية بالتزكية. وتعهد السيد جمال مبارك بمواجهة الحزب لجميع هموم الأسرة المصرية والعامل والمرأة والشباب, مؤكدا أن المدخل الرئيسي للمستقبل في السنوات العشر المقبلة, هو الاستثمار لكونه الباب لإيجاد فرص العمل, وانتقد قبل أن يؤكد تعهد الحزب باستمرار العمل علي توفير المزيد من فرص العمل محاولات البعض تعطيل مسيرة الحزب عبر إقناع الشباب بأفكار خاطئة تدور حول وصم الحزب بأنه حزب رجال أعمال يستهدف تخفيض الضرائب عن الأغنياء. وأرجع أمين السياسات نجاح الاقتصاد المصري في عبور الأزمة الاقتصادية العالمية إلي برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي بدأ في عام2004, لكنه استدرك بالقول: إن الطفرة التي تحققت لم يشعر بها كل المواطنين, ولم يحصل الصعيد حتي الآن علي نصيبه العادل من فرص العمل التي تولدت في السنوات الخمس الماضية.. وخاطب عقب اجتماعه التنظيمي مع أعضاء الحزب المواطنين الذين حضروا المؤتمر الجماهيري قائلا: إنني سعيد لعودتي لبيت العائلة في المنيا, ولذكرياتي في هذا المكان خلال حرب عام1967, وقتها كنت صغيرا وكان أبي يخدم في القوات المسلحة, فتوجهت مع والدتي وشقيقي إلي المنيا وتحديدا مطاي, التي كانت ملجأ الأسرة.. وأعود اليوم إلي بيت العائلة بكل حماس وحنين إلي أيام لا تنسي, حيث جذوري الراسخة في المنيا والمنوفية. وأعاد جمال الحضور بالذاكرة إلي يوم25 أغسطس2005 عندما صاحب الرئيس حسني مبارك في جولاته الانتخابية الرئاسية بالصعيد, مذكرا بكلمة الرئيس في المنيا التي عبرت عن الملامح الرئيسية لخطة العمل في ست سنوات, وأصبحت تعهدا رئاسيا أمام المواطنين في كل المحافظات, وقرأ علي الحضور بعض ما قاله الرئيس في ذلك اليوم: لقد اقتربت خلال جولاتي من هموم المواطنين الذين تحدثوا معي عن مشكلات أعلمها. شاب يتكلم عن الدروس الخصوصية وطموحاته المشروعة لمستقبل أفضل, وأم تشكو المشوار الذي تقطعه ابنتها في طريقها للمدرسة علي امتداد2 كيلومتر يوميا مما يذكرني بمشواري وأنا صغير إلي مدرستي علي مسافة3 كيلومتر من مسكني في المنوفية. وأضاف الرئيس مبارك علي لسان أمين السياسات : أقول لكل هؤلاء الإخوة أعرف مشكلاتهم ومعاناتكم وهمومكم لأنها همومي ونحن قادرون علي حل المشكلات, وسوف نستمر في البناء معا, ولن ننسي أحدا ولن نتجاهل مواطنا واحدا ولن نتخلي عن مريض أو محتاج ولن نتقاعس عن مد يد العون لامرأة معيلة. وعقب جمال مبارك علي كلمة الرئيس قائلا: إن البرنامج الانتخابي الذي تقدم به الرئيس مبارك للحصول علي ثقة الناخبين في عام2005 شكل منهج عمل الحزب والحكومة. وأشار إلي أن حكومة الحزب وجهت اهتماما كبيرا للعاملين بالجهاز الإداري للدولة والذين زادت مرتباتهم إلي120%, ولفت إلي أنه تم الوفاء أيضا بتعهدات الحزب بالارتقاء بالمعلم ودخله ومهاراته إلي جانب نجاح الحزب في الالتزام ببرنامجه لتطوير مناهج التعليم والذي يستهدف في المرحلة المقبلة الارتقاء بالتعليم الفني, وأكد التزام حكومة الحزب الاساسي, في السنوات الثلاثة المقبلة بزيادة عدد الأسر المستفيدة من معاش الضمان الاجتماعي بنسبة50% مشيرا إلي سعي الحكومة نحو إقرار قانون التأمينات والمعاشات في الدورة الحالية لمجلس الشعب. وتعهد جمال أمام الحضور بالانتهاء من السنوات الخمس المقبلة من برنامج الاستهداف الجغرافي للفقر في ألف قرية, والذي غطي حتي الآن40% من الأسر الفقيرة في البلاد وتوجه لها بالمساعدة عبر معاش الضمان الاجتماعي. وأبدي جمال رفض الحزب لأن يتحمل الفلاح الخسارة الناجمة عن زراعة القمح, مشيرا إلي أنه تم الاتفاق مع الحكومة علي دعم سعر القمح بما يزيد علي ملياري جنيه.