24 دورة هي عمر مؤتمر أدباء مصر في الأقاليم كان آخرها التي عقدت في الإسكندرية الأسبوع الماضي وافتتحها وزير الثقافة الفنان فاروق حسني . وحضر الندوة اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية, والدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة والناقد الدكتور أحمد تليمة رئيس المؤتمر والشاعر فتحي عبدالسميع الأمين العام المنتخب من الأمانة العامة والتي تمثل نوادي الأدب في مختلف أقاليم مصر,24 عنوانا رئيسيا لمشكلات الأدب في أقاليم مصر لم يكن المسرح واحدا منها منذ عام1984 وحتي الآن!! وكأن المسرح في ازدهار وتألق والحفلات كلها مبيعة في القطاعين العام والخاص والنصوص الجيدة أكثر من حاجة المجتمع إليها!! أو كأن المسرح أبوالفنون لا يرقي لاهتمام أدباء مصر في الأقاليم رغم أن النصوص المسرحية هي اللون الأدبي الأكثر اتصالا بالجماهير والأكثر التحاما مع مشكلاتهم بحكم طبيعة هذا الفن. كما أن المسرح هو الذي يحتاج إلي مكان عرض وإمكانيات مادية وبشرية, بينما باقي ألوان الابداع الأدبي الأخري كالشعر بأنواعه والرواية والقصة القصيرة لاتحتاج إلي أكثر من ورقة وقلم.. وصرح الدكتور أحمد مجاهد بمضاعفة نصيب كل محافظة من نشر الابداع الأدبي بحيث تكون لكل محافظة أربعة كتب جديدة كل عام.. إلي درجة أن أدباء الأقاليم الآن يناقشون مشكلة ضعف مستوي الابداع المنشور.. وعدم اقبال الجمهور علي شراء كتبهم.. وهل الأفضل توزيعها علي المكتبات العامة والمدارس ومراكز الشباب أو تركها كمرتجع في المخازن!! بل اقترح أحد أدباء الأقاليم بكل تفاخر أن يدور الأدباء علي البيوت عارضين ابداعهم الأدبي تحت شعار الكتاب ده كتابنا.. وإلي متي تظل فكرتهم عن الأدب أنه فقط الكتاب المطبوع؟! في مجتمع يعاني بعض الناس فيه من الأمية ويعاني أغلبه من مشكلات مادية طاعنة لا يجدي معها الرمز والسرد والتناص الأدبي واشكاليات الحداثة وما إلي ذلك من مصطلحات أكاديمية تصرف الجمهور عن التعلق بالأدب.. لقد حملت عناوين المؤتمر تجاهلا غريبا لأبو الفنون المسرح وكانت بعضها مكررة تثير الضحك مثل الدورة التاسعة التي كان عنوانها الأدب في مواجهة عصر مختلف.. وكأن هناك اختلافا جوهريا بين العناوين.. ثم الدورة الثامنة عشرة التي حملت نفس العنوان ولكن بطريقة عم جحا وهي المستقبل يبدأ الآن وناقش المؤتمر الرواية في الدورة الثامنة وناقش الشعر مرتين في الدورة السابعة والرابعة والعشرين تحت عناوين قضايا الشعر المعارصر والموقف الشعري الراهن هل أدباء الأقاليم يائسون تماما من حل مشاكل المسرح المصري ورأيهم أن يتركوه يحتضر في هدوء؟ أم أنهم لا يعترفون بالمسرح أصلا؟! أم تري هم يخشون أن يعرضوا قضية ذات طابع جماهيري فيهتم رجل الشارع بمؤتمرهم وهم حريصون كل الحرص علي الهدوء.. الهدوء التام؟!!