السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا جندي مجند اسمي مصري مصري مصري, من جنود قوات الأمن المركزي التابعة لوزارة الداخلية المصرية, لقيت وجه ربي شهيدا في حادث قطار البدرشين الأخير الذي نسيتموه في خضم الأحداث التي يعيشها البلد ,لقد رحل من قبلنا عشرات المجندين في أثناء أدائهم واجبهم الوطني المكلفين به من قبل الدولة لحماية المؤسسات والمصالح والبنوك, وأقسام الشرطة, والسجون, مات منا الكثيرون دون ذنب جنوه, نمتثل للأوامر الصادرة,, نتحمل ونصبر أملا في أن ننهي خدمتنا الوطنية بسلام. الإعلام يصورنا كأننا وحوش كاسرة. أستاذ.... هل تعلم أنني بعد أن رحلت عن دنياكم عرفت روعة الموت في أثناء الخدمة, لقد تم تشييع جثماني في جنازة عسكرية بمسقط رأسي, لم أكن أحلم بها, وأقامت لي وزارة الداخلية ليلة مأتم شهدتها رتب كبيرة من الضباط, كما قامت الوزارة بإنهاء إجراءات صرف مكافأة الإستشهاد والمعاش الاستثنائي من مجلس الوزراء, وصرف المعاش القانوني من الوزارة, وتوفير الرعاية الصحية وتحمل نفقات العلاج بالكامل لأسرتي وأمي ووالدي, وتحمل نفقات التعليم لأبنائي حتي إنتهاء المرحلة الجامعية, فضلا عن إدراج أسرتي في رحلات الحج والعمرة التي تنظمها العلاقات الانسانية لأسر شهداء الشرطة علي نفقة الوزارة, وإجراء تواصل مع العائلة بصفة دائمة لحل مشاكلهم, كما تكون الأولوية في التعيينات بالوظائف بالوزارة لأسرة المجند الشهيد! تصور أن كل هذه المزايا يحصل عليها المجند بعد الاستشهاد, لكن أين هي حقوقه قبل ذلك, إننا نعيش في ظروف إنسانية صعبة, معظمنا يعمل بالزراعة والرعي, تقريبا نكون العائل الأساسي لأسرنا الفقيرة, والساعد الأيمن لآبائنا, ولا نحصل علي شيء يذكر في أثناء الحياة. أناشد وزارة الداخلية من خلالك إيلاء قليل من هذه المزايا لنا ونحن أحياء من بينها توفير وظيفة لي ولأمثالي بعد الانتهاء من التجنيد, أو لأحد اخوتي فضلا عن العلاج لي ولأسرتي ما دمت حيا.. الحي أبقي من الميت كما يقولون. المزيد من مقالات محمود النوبى