البشر هم ثروة مصر الحقيقية, بشرط تدريبهم لانتاج ما يفيد العالم.. والاتقان هو المفتاح الرئيسي لنيل الثقة.. واذا حدث ذلك, يكون اقتصاد مصر في مأمن,وبالتالي شعبها..تلك ببساطة' روشتة' العالم المصري الدكتور مصطفي السيد أستاذ الكيمياء الحيوية..' الاهرام' التقته خلال زيارته لمصر. , للاطمئنان علي سير العمل في مشروعه الرائد في علاج السرطان بجسيمات الذهب.. ذلك المرض الذي يحصد سنويا شخصا من4 علي مستوي العالم.. تعمل مع فريقك علي مشروعك لعلاج السرطان منذ عامين.. في اي مرحلة نحن الان؟ نحن في مرحلة التأكد من عدم وجود اي تأثيرات جانبية للعلاج علي الحيوانات, واجتمعت مؤخرا باطباء معهد الاورام للتواصل مع باحثي مركز القومي للبحوث, وطلبت منهم في حالة التوصل لوجود اي تأثير ضار ولو كان بسيطا, ان ينهوا الامر دون اي حساسيات. لكن هناك نتائج جيدة للعلاج علي الحيوانات, وتبقي الآن مهمة اطباء الاورام لتجربة العلاج علي الانسان عندما يقررون هم ذلك. وما يتم دراسته الآن هو تأثير جسيمات الذهب علي الكبد والكلي التي تمتص الاجسام الغريبة, وسيكون الذهب منها. لو تأكدنا ان العلاج ليس له آثار جانبية, هل سيعاني المرضي في الدول الفقيرة من تحكم الشركات العالمية في سعره؟ نهائيا,بل سيكون اقل من تكلفة العلاج الكيميائي, نحن نتحدث عن جسيم من الذهب, الجرعة الواحدة تكلف ما يعادل نصف دولار, صحيح ان شركات الادوية لن تبيعها بسعرها, لكن حتي لو ضاعفته عشر مرات, تظل التكلفة أقل من اشكال العلاج الاخري. لكن لم تمول اي من شركات الادوية مشروعك؟ مؤسسة مصرالخير هي التي تتولي تمويل الابحاث بالكامل, ووعدوا بتمويل مرحلة التجربة علي الانسان لاحقا. كيف سيكون شكل العلاج في المستقبل؟ محلول به جسيمات الذهب يتم حقنها في الجزء المصاب مباشرة, ثم يتعرض المريض للضوء العادي, ليمتصه الذهب ويحوله لحرارة فيقتل الخلية المريضة, ويعود المريض لمنزله في الحال, ثم يقوم بالكشف لاحقا لمعرفة اذا ما كان بحاجة الي مزيد من المحلول ليتشبع الجزء المصاب بالكامل, أم أنه اكتفي وتوقف نمو السرطان, والان تتم دراسة الكمية الكافية وفقا لحجم الخلايا السرطانية, والمميز في هذا العلاج ان الجزء المصاب فقط هو الذي يتعرض للعلاج بعكس الاشعاع الذي يتعرض له الجسم بأكمله فتموت خلايا سليمة أكثر بكثير من المصابة, وتتدهور صحة المريض بشكل كبير. هل سيكون العلاج صالحا لكل انواع السرطان؟ هذا ما سيحدده الاطباء ايضا لكن غالبا سيكون صالحا للأجزاء الخارجية كالثدي والجلد. كيف تري الاهتمام بتقنية النانو في مصر؟ هناك اهتمام كبير, فالمصريون بارعون في الكيمياء, والدكتورة مني بكر من الاسماء البارزة في هذا المجال حيث توصلت الي مواد تقضي علي البكتيريا, ودواء يمكن من خلاله القضاء علي الانيميا, ومن خلاله يمكن القضاء علي الأنيميا ليكون اول منتج يعتمد علي تقنية النانو تنتجه مصر. في مجال الزراعة ايضا يوجد معمل تابع للوزارة توصلوا فيه الي تقنية يمكن من خلالها الكشف علي المنتجات الزراعية ومدي صلاحيتها للاستخدام الآدمي. وفي المركز القومي للبحوث باحثون ممتازون في مجال أنابيب كربون في حجم النانو يمكن استخدامها بشكل أساسي في صناعة مواد البناء والعديد من الصناعات. من خلال تواصلك مع الباحثين المصريين, اين تكمن مشكلة البحث العلمي في مصر باستثناء التمويل؟ هناك اشياء رائعة تم تنفيذها وسعدت جدا عندما وجدت في مصر أجهزة متطورة أفضل من تلك الموجودة في أمريكا, إلا أن الجو السياسي أمات الحماس والهمة. لكن بلا شك يجب الاهتمام بتقديم تعليم جيد للنشء لانه الاساس, فالتعليم لدينا ينفق عليه الكثير لكن بلا فائدة لغياب الخطة, كما يجب تعاون المهندسين مع العلماء مثلما يحدث في أمريكا.