هبة عبد العزيز: رغم كونها الأصل حيث بدأ بها تاريخ السينما في مصر مع تصوير فيلم تسجيلي صامت لزيارة الخديو عباس حلمي الثاني إلي معهد المرسي أبو العباس بالإسكندرية عام1907, فإنها لم تجد طريقا للنجاح الجماهيري. ومع حصول عدد غير قليل من تلك الأفلام القصيرة أو التسجيلية التي تحمل رؤي شباب مصري مفعم بالطاقات الإبداعية الفنية من خريجي معهد السينما علي جوائز مهرجانات مصرية وعالمية, إلا أن الإحباط غالبا ما يصيب أصحابها من المخرجين الشبان لأن أعمالهم لا تلقي رواجا في الأسواق المحلية. ويري المخرج الشاب مصطفي يوسف الذي اختير فيلمه شارع الشواربي كأفضل فيلم تسجيلي في مهرجان ملتقي الصورة بالمركز الفرنسي, ثم حصل فيلمه اللون الأزرق علي الجائزة الفضية في مهرجان مصر أصلي وشارك في مهرجاني الدوحة وبرلين, ان مهرجانات الأفلام القصيرة في مصر تعتمد علي الوصفات الجاهزة باختيار الأفلام التي حصدت جوائز مسبقا دون البحث عن جديد. ويؤكد أنه رغم تميز الأفلام القصيرة بمادة عريضة جدا بها مساحة للتجديد والابتكار والمتعة والبعد عن الملل بما يتناسب مع عصر اليوتيوب والموبايل, فإن مستقبل هذه الأفلام يتوقف علي تسويقها الجيد من خلال دور العرض أو المهرجانات والفضائيات. وفي السياق ذاته يعدد المخرج الشاب علاء مصباح المشكلات التي تواجهها تلك النوعية من الأفلام مثل التمويل والبيروقراطية وصعوبة الحصول علي التصريحات ويؤكد أن عزوف الفضائيات عن شراء أفلامهم القصيرة واهتمام المهرجانات بالنجوم السوبر ستار يحبطهم كثيرا بالنظر إلي احتفاء المهرجانات الدولية بهم, وهو ما وجده في فيلمه قهوة عادي القاهرة الذي فاز بعدة جوائز, ورغم ذلك لم يجد له مكانا في مصر. ويتساءل المخرج الشاب محمد سلامة, لماذا لا تقدم دور العرض فيلما قصيرا قبل الفيلم الروائي الطويل كأحد أساليب الترويج وتفعيلا للقوانين وتدعيما لأعمالنا.