في مرحلة صعبة من المراحل التي تمر بها صناعة السينما والبلاد أيضا, تتباطأ عجلة الانتاج السينمائي وتنحصر, مما جعل المنتجون يحجمون عن مغامرة انتاج فيلم في الوقت الحالي خوفا من شبح الخسارة . الذي يهدد أي عمل سينمائي يتم عرضه لأنه يعتمد علي الظروف المحيطة به خلال وجوده بدور العرض, إذن فالكل متوجس وفي حالة انتظار وترقب. وفي وسط هذه المخاوف يطل علينا عدد من الأفلام قليلة التكلفة التي تعرض خلال موسم منتصف العام الحالي, من بينها فيلم سبوبة الذي يقوم ببطولته راندا البحيري وأحمد هارون وخالد حمزاوي ومجموعة من الوجوه الجديدة.. الفيلم هو التجربة الأولي لمخرجه بيتر ميمي الذي كتب له السيناريو ايضا ويعلن المخرج بكل صراحة ان الفيلم مأخوذ عن فيلم أجنبي يصنف ضمن أفلام الجريمة وينتمي إلي سينما العصابات التي يسند اليها تنفيذ مهمة إجرامية( أو غير مشروعة) وانتقاء أفضل العناصر الإجرامية للقيام بهذه المهمة دون أن يعرف بعضهم بعضا.. ويكون هدفهم واحدا وهو تنفيذ الجريمة المخطط لها. التيمة معروفة عالميا, وتم تنفيذها في أفلام كثيرة ومنها( الساموراي السبعة) الذي اقتبس منه فيلم( شمس الزناتي) للمخرج سمير سيف. تتطور أحداث فيلم سبوبة وتتشابك العلاقات وتتكشف الكثير من الحقائق.. فبعضهم يخون البعض أحيانا, وآخرون يفكرون في الخيانة ولا يجرؤون علي تنفيذها.. وشخصيات تتنكر بداخل العصابة حتي نكتشف ان أحد أفرادها هو ضابط شرطة وأبن لأحد كبار قادتها وهو ما كان يحدث في أفلام الأربعينيات.. ويصل بنا الفيلم الي أن الجريمة قد تم تنفيذها بالفعل وانهم حصلوا علي( المسروقات) ولكن يقتل كل أفراد العصابة لأسباب مختلفة. سيناريو الفيلم ضعيف للغاية نظرا لضعف البناء الدرامي ولتشابك الأحداث وتقاطعها مما يدفع الي الملل وعدم الفهم.. أما حالة التقديم والرجوع في أحداث الفيلم التي أراد بها المخرج أن يميز فيلمه فقد زادت من تعقيد السياق والأحداث وأوقعته في هوة سحيقة تاه فيها الموضوع والممثلون والمشاهد بالتالي. أما بالنسبة للإخراج فقد حاول المخرج أن يصنع صورة جيدة بالرغم من انفلات الايقاع منه في بعض مشاهد الفيلم ربما لأنها التجربة الأولي له.. لكننا ننتظر منه أعمالا سينمائية أفضل في المرحلة المقبلة. ومن العناصر المميزة في الفيلم مدير التصوير أكرم ممدوح الذي صنع صورة أكثر من رائعة تظهر فيها خبرة مدير تصوير متمرس بالرغم من أنها التجربة السينمائية الأولي له أيضا. وتألقت راندا البحيري في دورها بشكل لافت.. فقد زادت خبرتها وتبلورت.. أما أحمد هارون فكان أداؤه مبالغا فيه بعض الشيء, واجتهد حمزاوي في إطلالته الأولي علي شاشة السينما وكان أداؤه عاديا.. بينما حاول بقية أبطال الفيلم تقديم ما لديهم قدر إمكاناتهم.