تستقبل القاهرة في الحادي والثلاثين من هذا الشهر تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي ووزارة الآثار ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية أرسيكا بأسطنبول. أعمال الندوة الدولية لحماية الآثار في الدول الاسلامية التي تنطلق تحت اسم الرؤية الاسلامية للتراث الحضاري و تأتي أهمية هذه الندوة التي تستمر ليوم واحد فقط, أنها تسبق انعقاد القمة الإسلامية التي يحضرها رؤساء الدول والحكومات الاسلامية السبع والخمسين وتستقبلها مصر في أول فبراير المقبل, ولهذا تعتبر هذه الندوة افتتاحية و تمهيدا حضاريا لمناقشة حال العالم الإسلامي بهدف توجيه نداء إلي قادة ورؤساء العالم الإسلامي للحفاظ علي التراث من خلال مناقشة أربع قضايا وهي: مفهوم التراث في الإسلام, والتجارب الحديثة في مجال المحافظة علي التراث, والعمل المشترك في هذا المجال ثم إطلاق إعلان القاهرة حول التراث الثقافي. وفي تصريحات خاصة لالأهرام قال د. أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إن المؤتمر يعني بتوعية الشعوب الإسلامية وهي مسألة غير مسيسة في تعاون مشترك مع وزارة الآثار المصرية, فانعقاد الندوة يأتي في وقت حرج نتيجة للاعتداءات الأخيرة علي الآثار في مالي وسوريا وتونس وفلسطين و كضرورة لحماية الموروث العالمي. وعن اختيار هذا العنوان رؤية إسلامية أكد الأمين العام أنه يعكس روح المؤتمر وأوراق العمل المقدمة للمناقشة والتي تشكل رؤية موحدة للدول الاعضاء السبع والخمسين للمنظمة والعالم الإسلامي تجاه الآثار بشكل عام الإسلامية وغير الإسلامية باعتبارها ليست فقط موروثا حضاريا ولكن لكونها مصدرا للسياحة والدخل الوطني فضلا عن أهميتها في كشفها للتاريخ الحقيقي للأمة الإسلامية. ويؤكد د. أكمل الدين إحسان أن منظمة التعاون الإسلامي اختارت هذه القضية الثقافية, وفي هذا التوقيت في القاهرة قبل القمة الإسلامية بسبب ما يمر به العالم الاسلامي من مرحلة خطيرة من سوء الفهم والتطرف التي انعكست آثارها بشكل سلبي لتطول هذا الجزء المهم من موروث المسلمين والحضارات السابقة علي الإسلام, فالمتتبع للأحداث يشهد حملة عشوائية مضللة وغير واعية تستهدف هذه الآثار سواء بالحرق والتدمير في أكثر من بلد إسلامي. أما عن التوقيت فقد كان مقررا سلفا عقدها في وقت مبكر لتسليط الضوء علي خطورة ما يواجهه العالم الإسلامي من فكر متطرف, ولهذا كانت القاهرة هي أفضل اختيار لما تختص به من احتضانها للأزهر الشريف الذي يمثل منارة الإسلام ورمزا للوسطية فهي المعنية بتقديم رسالة اعتدال تعبر عن روح الإسلام وقدرة هذا الدين الحنيف علي استيعاب حضارات الآخرين خاصة أن الاسلام قد انتشر في كل العالم دون أن يسلب سكان البلدان التي وصلها ثقافتهم وعاداتهم. وعن مشاركة مصر في هذا المؤتمر يشير الأمين العام للتعاون الإسلامي إلي أن أي موضوع يتصل بتهديد الآثار والتراث في الدول الأعضاء هو جزء من الندوة وبالتالي فمصر معنية, حيث تضم مجموعة كبيرة من الآثار الفرعونية والقبطية والإسلامية مؤكدا أحترامه لما قدمه الشارع المصري في ثورة الخامس والعشرين من يناير من حماية للآثار عندما منع الأيادي الآثمة من الوصول إلي المتحف المصري بعد تصدي شباب مصريون أحرار لهذه الهجمات ووقوفهم لهم بالمرصاد لحظر محاولات النهب التي حاول بعض الغوغاء القيام بها. وأوضح الامين العام للتعاون الاسلامي أن ما جري في مالي وسوريا وبغداد عام2003 من سلب ونهب لمتحف بغداد سيكون علي جدول المناقشات, حيث تعتبر مثل هذه الأحداث بمثابة ناقوس خطر لحال الآثار في العالم الإسلامي. وبسؤاله حول هذه التوليفة التي تجمع علماء الآثار والدين في هذا المؤتمر وعما إذا كان ضمن خطته مناقشة حال الآثار فقط أم أن الهدف هو مناقشة فكر المسلمين حول آثارهم وعقائدهم يقول: إن الهدف هو الاثنان معا. فالمسألة لها شق ديني وآخر فكري وهناك أيضا جانب فني. فالقضية ليست دينية وحسب بل هي قضية علمية تشير إلي أهمية العلوم التاريخية, فإفساد التاريخ وطمسه يمكن أن يؤثر علي فهمنا لحقيقة وجودنا كبشر. ومن بين المشاركين في المؤتمر د. محمد إبراهيم وزير الدولة لشئون الآثار,والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر و الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية و الدكتور طلعت عفيفي وزير الاوقاف, ود. خالد أرن المدير العام لمركز أرسيكا باسطنبول وعبد السلام عبادي وزير الاوقاف الاردنية, و د. راشد كوجوك رئيس الهيئة العليا للشئون الدينية بتركيا, والأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث بالمملكة العربية السعودية, والشيخ محمد حسين مفتي القدس, والشيخ محمد علي تسخيري من إيران, ود. عبد العزيز بن عاشور المدير العام للإلكسو, والشيخ أحمد خالد أبو بكر الأمين العام, و د. حسام مهدي من هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث بالإمارات.