مع تواصل العد التنازلي لانتخابات الكنيست الإسرائيلي التاسع عشر والمقرراجراؤها في الثاني والعشرين من يناير الحالي يزداد المحللون السياسيون قناعة بان المزاج الإسرائيلي العام بات اكثر تطرفا من أي وقت مضي. حيث تشير إستطلاعات الرأي العام إلي إزدياد فرص اليمين المتطرف والأحزاب الدينية المتشددة ممثلة في الجناح المتشدد لحزب الليكود بزعامة موشيه فيجلين وحزب البيت اليهودي ذي التوجهات الصهيونية بزعامة نفتالي بينيت وحزبي شاس و يهودت التوراة الدينيين وأن تكون المحصلة النهائية هي فوز مريح لليمين برئاسة بنيامين نتياهو وهو ماسيعني تشكيل الحكومة الأكثر تشددا في تاريخ إسرائيل خاصة مع فشل قوي اليسار والوسط بزعامة تسيبي ليفني زعيمة حزب الحركة الجديد ومعها شيلي يحيموفيتش زعيمة حزب العمل في توحيد صفوفها وكذلك تراجع حظوظ الأحزاب العربية وبالتالي يحق لنا أن نقول وبملء الفم أن صندوق الأنتخابات الإسرائيلي يحمل سما قاتلا. يبدو أن الانتخابات الإسرائيلية المزمع إجراؤها في22 يناير الحالي ستسفر عن صعود نجم اليمين المتطرف خاصة ان قائمة حزب البيت اليهودي اليميني كما تظهر الاستطلاعات تحظي بالتأييد والتعاطف من جانب الشباب وزعيم هذا الحزب ويدعي نفتالي بينيت خدم في الوحدة الخاصة التابعة للجيش الإسرائيلي سييرت متكال وهو أيضا رجل التكنولوجيا المتقدمة الناجح والنجم الصاعد في سماء السياسة الذي يستدر عطف المواطن الإسرائيلي بالحديث عن تقريب القلوب ويدعو الي وضع خطاب الكراهية جانبا لكن كل هذا يخفي وراءه برنامج سياسيا يمينيا متطرفا وخطيرا فهو يعد ان يكون الاعلام الاسرائيلي اكثر توازنا... ومعروف أن معظم رجال الاعلام الكبار يوجدون في الطرف اليساري من الخريطة السياسية الإسرائيلية وتعليقا علي هذا البند تقول صحيفة هاآرتس ان هذا يمس حرية التعبير في إسرائيل و ليس واضحا كيف ستعمل قائمة البيت اليهودي علي تطبيق هذا البند, ولكن خطره علي حرية الصحافة واضح توازن الاعلام هو تعبير يهدف إلي التخويف وتكميم الافواه. كما أن برنامج البيت اليهودي يسعي إلي العمل علي إضعاف المحكمة العليا. حيث يقول: سنعمل علي تقليص تدخل السلطة القضائية في تشريعات الكنيست والقرارات المركزية للدولة وللجيش. ويتعهد البرنامج ايضا باعتقال كل المتسللين عبر الحدود إلي إسرائيل والذين يسميهم قنبلة موقوتة رغم المواثيق التي وقعت عليها اسرائيل ومنعهم من العمل. تقول هاآرتس إنه ليس هناك جديد في برنامج هذا الحزب حيث يتبني نفس مبادئ الأحزاب اليمينية المتطرفة خاصة كراهية الاجانب, الجديد كما تقول الصحيفة هو النجاح الكبير في التضليل والخداع وعدد غير قليل من المواطنين الذين يصنفون كوسط او يمين معتدل, وفيهم كثير من الشباب, يفكرون في إعطاء اصواتهم للمشروع الجديد لبينيت. الذي يخفي خلف ابتسامته ايديولوجيا خطيرة تهدف كما تقول الصحيفة إلي إضعاف سلطة القانون والديمقراطية في اسرائيل.أما المحلل السياسي جدعون ليفي فيري أن قادة اليمين المتطرف أمثال موشيه فيجلين ويولي ادلشتاين وزئيف الكين وياريف لفين يعدون بضم المناطق الفلسطينية وترحيل سكانها ويعد المتطرف يائير شامير بألا تنشأ دولة اخري لمليون شخص وهذا يشير إلي أن الحكومة القادمة ستكون حكومة يمين متطرف بلا تزيين وبلا مساحيق دعوا اليمين ينتصر ودعوا بينيت وفيجلين يتوليان الحكم. حينئذ سيري العالم وتري اسرائيل الوجه الحقيقي للدولة. تعالوا نري ماذا سيحدث في الصباح الذي يلي الترحيل وفي آخر يوم ضم المناطق. ونري هل نريد حقا ان نعيش في دولة من غير صحف ومن غير جمعيات ومن غير المحكمة العليا, ومن غير عرب ومن غير محمود عباس, ومن غير مهاجرين ومن غير فصل عنصري معلن بعد كل السنين الطويلة التي تباهت فيها اسرائيل بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط وحظيت بفضل ذلك باعتماد مفتوح وتسامح لا ينتهي من العالم وشعور بالرضي عن الذات ستضع حكومة يمين متطرفة حدا لكل ذلك. وعلي عكس جدعون ليفي يري الكاتب إيزي لبلار أن حزب البيت اليهودي يتوقع ان يصبح ثالث أكبر حزب في الكنيست وان زعيمه نفتالي بينيت وهو شاب في الاربعين من عمره ذا حضور قوي وله فضل عظيم لأنه تولي زعامة حزب ليس له شعبية ونفخ فيه روحا جديدة وإن أكثر الاسرائيليين سيتقبلون بالترحاب حزبا صهيونيا متدينا يمارس ضغطا علي الحكومة لتعيين حاخامات صهيونيين للمؤسسات الدينية في الدولة وإعادة النظر في موضوعات كالتهويد والزواج والطلاق كانت تخضع لسيطرة الحريديم الصارمة المبالغ فيها ويعبر إيزي عن أمله ان يشكل نيتانياهو بعد الانتخابات حكومة وطنية واسعة يظهر فيها حزب البيت اليهودي شريكا مهما ومسئولا.