بعد استشهاد أحمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ونجاح العدوان الإسرائيلي الحالي في تدمير كميات غير قليلة من مخزونات الصواريخ التي تملكها الحركة فإن انظار الجميع تتوجه الآن نحو الثعلب وهو اللقب الذي يطلقه الكثيرون علي محمد الضيف القائد العام للقسام والذي لايعرف الإعلام صورة له حيث إن اسمه يأتي دائما مقرونا بمعاني الحيطة والحذر والذكاء والدهاء الممزوجة بالبطولة الأسطورية والعنفوان الثوري لرجل قض مضاجع الدولة العبرية, وأعياها بهجماته وضرباته, وبمطاردته التي لا يبدو لها جدوي ولا تظهر لها نتيجة. اسمه الحقيقي محمد دياب إبراهيم المصري, وشهرته محمد الضيف, ومنصبه: القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس.. لقبه الفلسطيني: القائد البطل, ولقبه الإسرائيلي: رأس الأفعي. لم يطلق هذا اللقب الإسرائيلي من فراغ, فقد تمكنت أجهزة الأمن الإسرائيلية, منذ بداية تشكيل الجهاز العسكري لحماس نهاية الثمانينيات من القرن الماضي من تصفية واعتقال غالبية رجال حماس العسكريين, وظل' الضيف' عصيا علي الانكسار.. كالشبح لا يعرف مكانه, بينما تري أفعاله. يستغرب الكثير ممن عرفوا محمد الضيف عن قرب, اتجاهه للعمل العسكري, وقيادته لكتائب القسام, فقد عرفوه شابا وديعا, رقيقا, حنونا للغاية, وصاحب دعابة وخفة ظل. ويعرف بأنه' صبور جدا', ولدرجة تثير الدهشة, حيث يستطيع مثلا الاختباء في غرفة واحدة لمدة عام كامل, دون أن يخرج منها أو يشعر بالملل أو الضجر. وانخرط الضيف في صفوف حماس, وكان أحد رجالاتها في كل ميدان وساحة, واعتقلته قوات الاحتلال عام1989 خلال الضربة الكبري الأولي لحماس التي اعتقل فيها الشيخ أحمد ياسين, وقضي16 شهرا في سجون الاحتلال موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس الذي أسسه الشيخ الشهيد صلاح شحادة( اسمه وقتها المجاهدون الفلسطينيون). كانت صفة الحذر والحيطة ملازمة للضيف دوما, استطاع وعلي مدي عامين أن يبقي مجهولا كناشط عسكري إلي أن اندلعت الخلافات المؤسفة عام1992 بين حركتي حماس وفتح بسبب اتفاقات السلام. منذ تلك اللحظات بدأت رحلة الضيف مع المطاردة الإسرائيلية, واستطاع خلالها بعقليته الفذة وملكاته القيادية التغلب علي واحد من أقوي أجهزة مخابرات العالم والنجاح في الإفلات من محاولات الاعتقال والاختطاف والاغتيال.. وبالعكس وجه هو العديد من الضربات المؤلمة للاحتلال ومخابراته. الابتعاد عن الأنظار. وبالفعل اعتقلت السلطة محمد ضيف ودخل السجن في بداية شهر مايو من العام2000, لكنه تمكن من الإفلات من سجانيه في بداية الانتفاضة الثانية, واختفت آثاره منذ ذلك اليوم, وحتي محاولة اغتياله الفاشلة يوم26-9-2002 نجا منه بأعجوبة, وجعلت أجهزة الأمن الإسرائيلية تتميز غيظا, حيث فشلت صواريخ طائرات الأباتشي في قتله رغم أنها أصابت السيارة التي كان داخلها, وأدي الحادث إلي استشهاد اثنين من مرافقيه, وأشارت مصادر فلسطينية وقتها إلي أن الضيف فقد إحدي عينيه. ووفقا لصحف إسرائيل فإن الضيف متهم بأنه وراء العديد من العمليات التي نفذت في قلب إسرائيل, ومن بينها إرسال كمية من المتفجرات إلي الشهيد المهندس يحيي عياش والتي نفذت بها مجموعة من العمليات انتقاما لمجزرة الحرم الإبراهيمي عام.1993