إعلامي قديراحترف تقديم الترفيه علي جناح المعلومة التي تصل إلي عقل المشاهد العربي بسهولة منقطعة النظير, وعلي الرغم من خلفيته السياسية التي تستند إلي خبرة طويلة في العمل الإعلامي' تليفزيون لبنان' وصحفي' بجريدة لسان الحال' في بيروت, ثم العمل الإخباري لعدة سنوات في إذاعات' مونت كارلو- الشرق في باريس' ثم كمدير ورئيس تحرير للأخبار قبل أن ينضم عام1994 إليmbcFM. هي رحلة طويلة حقق من خلالها' جورج قرداحي' نجاحا كبيرا, والتي جعلت منه واحد من العرب القلائل- وربما الوحيد- الذي يجيد العزف علي مشاعر المتسابقين ببراعة وحنكة عبر لمسة علي زر تحبس أنفاسهم للحظات تتغير بعدها مسارات الحياة, وربما تفتح الآفاق نفسها التي جعلته هو نفسه يعبر ذات يوم إلي بر الأمان عندما حدثت النقلة النوعية في حياته أواخر عام2000 من خلال تقديمه لبرنامج' من سيربح المليون' علي قناةmbc1 قرداحي حائزعلي عدة جوائز وألقاب مثل' جائزة الميركس دور' كأفضل إعلامي في العالم العربي لعام2007, وحاصل علي لقب' سفير النوايا الحسنة لمنظمة الأممالمتحدة للبيئة', ومع ذلك يعتبر أبرز مافي مشوار حياته الحاليه هوانضمامه مؤخرا للعمل في شبكة تليفزيون' الحياة' في مصر, وذلك من خلال تقديمه لبرنامج' المليونير' ومن هنا كان هذا الحوار من القلب والعقل معه عبر السطور التالية. بداية كيف تري شكل علاقتك بالمشاهد المصري في ظل عرض برنامجك( المليونير) الآن علي تليفزيون الحياة ؟ أترك الحكم علي مجمل البرنامج للمشاهد, أما عن علاقتي بالجمهور المصري فيبدو عنوانها الحب والود القديم والمتبادل, وأري' المليونير' برنامج متميز يذاع علي قناة مميزة ولها نسبة مشاهدة عالية جدا, وقناة الحياة قدمت لي كل الإمكانات التي تضمن نجاح البرنامج, وأثبت شبكة تليفزيون الحياة أنها لاتقل مهنية وحرفية ومعرفة بأصول العمل الاعلامي عن الmbc, كما أني مرتاح جدا للعمل مع الحياة, كما لا أخفي سعادتي الغامرة بتجربتي بالعمل مع المصريين بشكل عام فهم يحيطوني بعاطفة كبيرة انطلاقا من علاقة الود والحب التي تربطني بالمشاهد المصري. مارأيك في تجربة عمل المذيعين اللبنانيين في قنوات مصرية بصفة عامة في ظل زحفهم الآن علي مختلف القنوات ؟ أولا العلاقة بين مصر ولبنان في الإعلام والفن تعود إلي عهد حكم الأتراك, والقاهرة طوال عمرها هي الوجهة الرئيسية للبنانيين عموما والإعلاميين منهم بشكل خاص, مصر عودتنا علي احتضان لبنان وإعلامي لبنان وفنانيها, وعمل الإعلاميين اللبنانيين مؤخرا في مصر ليس بجديد فقد كنت أول من بدأ التجربة عندما قدمت برنامجي' من سيربح المليون' وتم تصويره في مصر, وكانت تجربة ناجحة جدا ومفيدة لي, ولاشك في أن مصر هي جواز السفر لكل إعلامي أو فنان لبناني يطمح نحو الأجود. برامج التوك شو أصبحت تستولي علي المشهد الاعلامي خاصة بعد الثورة في مصر, هل تري ثمة تأثير طرأ علي برامج المسابقات ومنها برنامجك المليونير ؟ لم يفاجئني واقع الثورات العربية عندما فرض علي المشاهد المصري والعربي متابعة البرامج السياسية والتوك والأخبار والتحليل السياسي بشكل عام, الاتجاه جنح في البداية نحو التوك شو السياسي, ولكن المشاهد يمل سريعا ويحتاج إلي الترفيه والمنوعات, وبرامج تحمل ثقافة ومعلومة ضمن وجبة الترفيه مثلما نقدمه في المليونير, وهذا الموسم من المليونير تم تخصيصه للمصريين فقط, والمواسم القادمة ستكون هناك حلقات للمتسابقين من الدول العربية لتعم الفائدة أكثر. بدأت مسيرتك في العمل الاعلامي صحفي ومذيع برامج سياسية في المونت كارلو واذاعة الشرق,ألا تفكر في خوض تجربة البرامج السياسية أوالتوك شو ؟ -' معنديش مانع'.. السياسة ملعبي وأنا في بداية عملي قدمت برامج سياسية عديدة وكنت مديرا للأخبار السياسية ورئيس تحريرأيضا, كما ان ثقافتي بالمقام الأول سياسية,وأعدك عندما يأتيني عرض جاد لتقديم برنامج سياسي كبير للعالم العربي سأفكر في الأمر, ولكني لن أترك' المليونير', ومادام مطلوب ويفيد الجمهور المصري والعربي سأظل أقدمه. علي أي نحو تري أن المناخ الإعلامي تغير في مصر ودول الربيع العربي؟ لاشك أن تغيرا ما قد حدث, ولا تنسي أن التأثير متبادل بين الإعلام وثورات الربيع العربي, والإعلام المرئي علي وجه التحديد كان له دور وتأثيركبير في قلب تلك الثورات, وهو ما أسميه الحراك العربي, والذي تزامن ظهوره مواكبا لها منذ بدايته لدرجة أن أغلب الشبكات التليفزيونية ومن خلال محطاتها الفضائية ركزت كل كاميراتها علي ميادين التظاهر مباشرة, وعلي مدار الساعة تنقل مايحدث وتحلل وترصد كل كبيرة وصغيرة, وهذا ماحدث بالفعل في تونس ومصر واليمن وليبيا, أما في سوريا فالدور مختلف. لقد نجحت الثورات في تغير قيادات كان يقال عنها تاريخية, وأنا أقول: إنها كانت قيادات مزمنة, ثم انفتح المجال أمام وسائل الإعلام لتتحرر من عبودية دامت عقودا طويلة, شاهدنا في مصر وتونس وليبيا واليمن ظهور وسائل إعلامية جديدة وعديدة تتصرف بحرية في نقل الأخبار ومناقشة الموضوعات وإبداء الآراء, وحقا الربيع العربي فتح المجال أمام وسائل الإعلام لتصبح حرة ومهنية أكثر لمن يلتزم بإطار الموضوعة في نقل الأحداث. هل أنت مع الإبقاء علي وزارات الاعلام في العالم العربي, أم مع الغائها مثلما يطالب البعض في مصر الان, وهل يمكن تطبيق النموذج الغربي كبديل ؟ وزارات الإعلام في العالم العربي اعتادت علي خدمة النظام أو بمعني أكثر دقة خدمة الحاكم الفرد فقط, لذلك لايمكن أن نربط بين وجود وزارة الإعلام وحرية الاعلام, فبعد ثورات الربيع العربي والحراك العربي الحالي لم تعد هناك حاجة لوزارة الاعلام, بل المطلوب الآن وجود هيئة مستقلة تشرف علي الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب أو مؤسسة تنظم شئون الإعلام وتراقبه ولكن لاتدخل في عمله, نحن بحاجة لمراقبة عمل وسائل الاعلام للتأكد من التزامها بالقانون, والمحافظة علي سلامة المجتمع وأمنه ضمن ضوابط كل مجتمع, فهنالك حتي في الديموقراطيات العريقة تظل حرية الفرد تقف عند حرية وسلامة المجتمع, كما هو الحال في فرنسا وبريطانيا وباقي الدول الديمقراطية, وهو مانحتاج إليه الآن في مصر والعالم العربي. والحقيقة أنني كنت أتمني أن يكون لدي الرئيس مرسي بعد توليه رئاسة مصر مشروع متكامل عن الإعلام حتي يصبح نموذجا يحتذي به في المنطقة عقب ثورة يناير, وأن يتم تطبيق ميثاق الشرف الصحفي لكنني فوجئت بأن++++ كل ماتم هو مجرد تغير لرؤساء تحرير الصحف القومية الكبري, وهو مايعني أن التغيير تم في القشرة الخارجية فقط وليس في الجوهر, التغيير يجب أن يكون في الجوهر, كما أتمني أن يتم تحويل المؤسسات الإعلامية الكبري والمملوكة للدولة ومنها التليفزيون الرسمي إلي شركات مساهمة يدخل فيها القطاع الخاص ويتم تحويلها الي هيئات كبيرة مثل الbbc. في تصريحات سابقة لك قلت:' شعرت بالمرارة تجاهmbc عندما عبرت عن رأيك السياسي تجاه مايحدث في سوريا', هل مازالت تلك المرارة موجودة ؟ لاشك أني حزنت وكنت عاتب عليmbc لانهم أوقفوا برنامجي بسبب تعبيري عن مخاوفي تجاه مايحدث في سوريا, وخاصة أن كل ماقلته هو أنني خائف علي سوريا, مايحدث في سوريا يجعلني أيضا أخاف علي لبنان, وأخاف علي أن تحدث حرب أهلية في سوريا, الجيش السوري وصل الي نقطة اللاعودة, والقضية لم تعد فقط في مجرد رحيل بشار الأسد أو بقائه, وصحت مخاوفي فتأثير مايحدث في سوريا بدأ يمتدد لباقي المنطقة ولبنان هي الاقرب, نعم أخاف علي سوريا لأنني أخاف علي لبنان ولأنني أخاف علي فلسطين وأخاف علي سوريا لأنني أخاف علي الأردن ولأنني أخاف علي دول الخليج, لذلك ما أراه اليوم في سوريا يحزنني ويبكيني فالشعب السوري هو الذي يدفع الثمن من دماء أبنائه وثرواته وتراثه التاريخي هذا ماكنت أخشاه علي سوريا, وكنت أتمني لو لم أكن علي حق, وكم كنت أتمني أن يكون من انتقدوني وأوقفوا برنامجي أن يكونوا هم علي حق ولم يحصل مايحدث الآن في سوريا. لكن كيف تري تأثير الوضع في سوريا علي لبنان ؟ لبنان هي الحلقة الأضعف وهناك خطر كبير من أن تنفجر الأوضاع في لبنان في لحظة, ولذا أخشي علي لبنان من حرب أهلية مذهبية تدمر الجميع, ولكن أحمد الله أنه مايزال هناك حكماء وعقلاء في لبنان علي مستوي كافة الطوائف اللبنانية, وهي تستطيع أن تكون ميزان للعقل والحكمة ويجاهدون أنفسهم علي وأد الفتنة في مهدها والحفاظ علي وحدة لبنان. وكيف تري حل الأزمة الحالية في سوريا ؟ القضية هي وحدة سوريا, أعتقد أن جميع الفرقاء في سوريا وأطراف الأزمة عليهم أن يعرفوا أن الحرب لن تحل هذه المشكلة ورحيل بشار الأسد لن ينهي الأزمة, فالمشكلة أصبحت أكثر تعقيدا من ذلك والأمور خرجت عن السيطرة والجيش السوري( النظامي) لن يستسلم لأنه وصل الي نقطة اللاعودة, وليس هناك حل سوي المفاوضات للاتفاق حول مستقبل سوريا, ومن يعتقد غير ذلك واهم ومخطيء ويدفع بسوريا إلي مزيد من الدماء ومزيد من الخسائر والدمار ويدفع المنطقة بأكملها للانهيار ؟ هناك من انتقد موقفك الواضح بخصوص سوريا وبعض وسائل الاعلام صورت الأمر علي أنك تدعم نظام بشار الاسد ؟ في الحقيقة تلك المخاوف التي عبرت عنها تجاه الوضع في سوريا ليس فيها لادعم ولامعارضة لنظام بشار الأسد, ومازلت مع الشعب السوري, أدعم الشعب السوري وأدعم سوريا الموحدة القوية وليس النظام, ولكن هناك من تعمد تصوير موقفي وكأنه دعما للنظام والأيام أثبتت صحة موقفي ومخاوفي والتي يشاركني فيها كثيرون من العقلاء في سوريا وفي العالم العربي.