إطلاق الكلاب البوليسية على المتظاهرين أثناء الاحتفالات بالعيد القومى، لمحافظة كفر الشيخ وفى حضور محافظها الدكتور سعد الحسينى .. ماذا يعنى ؟! هل يعنى أننا نعيش زمن الكلاب لترويع أبناء الوطن المعارضين بعد ثورة ؟! أم أنه إحتقار لمواطنين مصريين , حتى فى طريقة تفريقهم من أمام المسئولين الجدد , وممن يعارضهم ؟! .. هل أصبح النظام الجديد أكثر شراسة من النظام السابق، وأن الثورة أتت بما هو أسوء من الحزب الوطنى، كما وصفت حركة 6 إبريل بكفر الشيخ ماجرى فى بيان لها قالت فيه : " لقد أتت الثورة بنظام قمعى جديد يطلق الكلاب على معارضيه" ! أم أن لغة التهديد والوعيد باتت هى اللغة الرسمية لقيادات الحزب الحاكم الجديد حتى فى حالة الخلاف السياسى لفرض إرادته مع المختلفين معه بعد أن وصل رموزه للحُكم , فهاهو الدكتور محمد البلتاجى ، رئيس لجنة الحوار المجتمعى بالجمعية التأسيسية للدستور يرى أن من يختلف معهم حول رؤيتهم للدستور الجديد سوف يؤدون إلى حرق مصر, و قالها صراحة دون مواربة " اللي عايز يحرق مصر، فليتحمل المسؤولية كاملة عن فشل التوافق حول الدستور الجديد" . وبين تهديد البلتاجى بحرق مصر, وكلاب حراسة محافظ كفر الشيخ , وقبلهما كان مستشار الرئيس الدكتور العريان الذى إتهم اليسار بالعمالة وبعض الإعلاميين بالرشوة للهجوم على الإخوان فإن سلسلة لغة التهديدات لم تتوقف من كل جانب , وكلنا نسمع الخطابات المتتالية لقيادات أعلى تعتليها لغة التهديد والوعيد , والعودة الدائمة إلى الماضى , والحديث عن " المجرمين " " الفاسدين " الذين يجب أن تتم محاسبتهم بما فيهم الرئيس السابق الذى يصفه الرئيس الحالى دائماً بالمجرم دون أن نرى أفعالاً تضع كل الأمور فى نصابها , إن هذه اللغة وتلك الأفعال التى باتت تحتوى كل تصريحات وأجواء المسئولين الحاليين بعد أن أصبحوا فى سدة الحكم - أى أن هذه الشعب مسئول منهم – لا نعتبرها غير مبررة فقط , بل إنها تحولت إلى باعث على الإحباط لدى المواطنين العاديين الذين لاتشغلهم السياسة ولا لعبتها , ويريدون أويأملون من المسئولين الجدد الحديث عن المستقبل , بدلا من الوقوع فى مستنقع الماضى الذى كرهه الجميع , لكن أن يبقى هذا الماضى هو محور العقول والنفوس , والوقوف أمامه ليل نهار دون التحرك خطوة واحدة إلى الأمام , فهذا يعنى أننا نعيش زمن بيع الوهم لشعب ملئه الإحباط .. هذا يعنى أننا نعيش فى زمن السذاجة السياسية لرموز جديدة تحولت إلى سوط جديد فوق ظهور المصريين ,بدلاً من طمأنتهم وإحتواءهم , وبعث الأمل فى مستقبلهم تارة بالتصريحات وأخرى بالترويع والتهديد لأبناءشعب من المفروض أنهم يحكمونه , متناسين أن تلك اللغة, وإطلاق الكلاب على المعارضين , ربما يعود بهم إلى الوراء , وأن أصوات هذا الشعب التى رفعتهم إلى عنان سماء الحُكم ربما تسقط بهم إلى غياهب الظلام مرة أخرى .. فهل يتدبرون .. نتمنى ذلك ! المزيد من مقالات حسين الزناتى