في جمعة "مصر مش عزبة"

تطالب بتأسيسية جديدة للدستور

اختلف المشهد السياسي كثيرا في جمعة مصر مش عزبة عن الجمعة الماضية من حيث عدة مظاهر وأولها تحول قبلة المنصة الرئيسية‏,‏ فبعد أن كان موقعها الدائم عند شارع محمد محمود إلا أن هذه الجمعة تمركزت المنصة الرئيسية لحزب الدستور عند الجزيرة الوسطي للميدان . وفي وجه المتحف المصري في اشارة إلي تغير الوصلة السياسية والمظهر الثاني غياب جماعة الإخوان عن الميدان وأي من المنتمين إلي تيار الإسلام السياسي مما يعكس حالة الخصومة السياسية المتجذرة في الشارع السياسي والتي عمقها يوم جمعة الحساب الذي نشب فيها عنف واشتباكات وسالت فيها دماء بين الطرفين.
وطالبت القوي المدنية في جمعة أمس بحل الجمعية التأسيسية وتشكيل جمعية حقيقية ينعكس فيها تمثيل كامل لكل المصريين وإعادة انتخابات الرئاسة بعد وضع الدستور وتحقيق العدالة الاجتماعية وأهداف الثورة الذي خرج الشباب من أجلها في ثورة52 يناير وعدم سيطرة فصيل واحد علي مؤسسات الدولة وحق الشهداء وعدم إعادة انتاج النظام السياسي السابق بكل فساده واستبداده رافضين أي مساندة ممن هم محسوبون علي النظام السايق أو حتي مشاركتهم بأي وسيلة في جمعة مصر مش عزبة.
كما طالبوا بالحرية السياسية وعدم ارهاب القوي الوطنية والسياسية في التعبير عن آرائهم السياسية المخالفة للرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.
وقد توافدت المسيرات من الميادين الكبري ووصلت إلي ميدان التحرير ترفع نفس الشعارات والمطالب حيث جاءت مسيرة من مسجد مصطفي محمود بمنطقة المهندسين. والمسيرة الثانية من مسجد السيدة زينب. وخرجت مسيرة من الميدان متجهة إلي مجلس الشوري حيث مقر الجمعية التأسيسية وهتفت ضد الجمعية التأسيسية غير الشرعية لأنها شكلت من مجلس غير شرعي علي حد وصفهم.
كما هتفت القوي المشاركة ضد حكم الإخوان المسلمين وحكم المرشد وأن الحزب يسيطر علي القرارات الرئاسية من خلال سيل التصريحات التي تنم علي تدخل صارخ من الحزب في شئون مؤسسة الرئاسة.
ومن الهتافات أيضا التي رددها المتظاهرون في الميدات يسقط يسقط حكم المرشد ثورة ثورة حتي النصر وآه وآه وآه مصر بتصرخ يا ولداه.
ومن اللافت إلي النظر بشكل كبير انتشار عدد كبير من اللافتات في الميدان وتعددت عليها المطالب السياسية ومن بينها: لافتة جبهة أزهريون مع الدولة المدنية, جمعية تأسيسية منتخبة انتخابا مباشرا واجراء انتخابات رئاسية فور الانتهاء من الدستور ولافتة للوفد مصر الثورة هي الأصل, مصر لكل المصريين, لا ارهاب ولا فاشية مصر وحدة وطنية.
ولافتة لحزب الدستور عامان علي الثورة أين العدالة الاجتماعية وأخري: رسالتنا من التحرير لا لترزية الدساتير.
ولافتة علي منصة الدستور مطالب الثوار لجنة تأسيسية ممثلة لكل المصريين دستور لكل المصريين, حد أدني عادل للأجور ولافتة أخري: لا للهيمنة علي الجمعية التأسيسية للدستور.
وأيضا عاوزين دستور يساوي بين كل مواطني مصر ولافتة للجبهة الشعبية لمناهضة اخونة مصر, مصر مش عزبة للاخوان.. وأخري: لا للدستور الطائفي ولافتة لحزب مصر الخضراء تطالب بسرعة حل مشاكل الفلاحين والعمال المهمشين ورفع الظلم عن الفئات المهمشة وسكان المقابر. كما رفع شباب التيار الشعبي لافتة كتب عليها مصر مش عزبة مصر لكل المصريين والقصاص العادل للشهداء ودستور لكل المصريين والعدالة الاجتماعية.
من جانبه أطلق خطيب مسجد عمر مكرم مبادرة باسم المسجد أثناء خطبة الجمعة أمس حدد أهدافها في حق كل فصيل سياسي التعبير عن أفكاره وسياساته وطموحاته وتنافسه علي الوصول إلي السلطة وقال: يجب أن تقف كل القوي في خندق الثورة ضد الثورة المضادة مناشدا المخطيء في الجمعة الماضية أن يبادر بالاعتذار عما حدث والطرف الثاني يقبل الاعتذار. وشبه الخلاف السياسي الدائر في مصر الآن بالخلاف بين الأوس والخزرج وأنه يجب أن تعود القوي السياسية إلي حالة من التوحد والمصالحة.
ورفض حالة تبادل الاتهامات بالتكفير والعمالة بين القوي السياسية قائلا اننا مازلنا في عرض البحر.
ونصح الرئيس مرسي قائلا إننا انتخبناك أنت وليس حزب الحرية والعدالة لأنك بذلك تتحمل مسئولية المتحدثين باسمك وأقول لقيادات الحرية والعدالة اصمتوا يرحمكم الله.
في الميدان
في التحرير أقيمت منصة كبيرة أقامها حزب الدستور.. في حين خلا الميدان من أية منصات أخري.
شباب6 أبريل قدموا مع مسيرة جامع الفتح ورفعوا صور الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات وهو ما أثار حالة من الهياج في الميدان.
شعارات كثيرة تم ترديدها ومن أبرزها.. الثورة ثورة شباب.. الإخوان والسلفين ضحكوا علينا في الميدان.. والشعب يريد اسقاط النظام.
القادمون من الصعيد رفعوا علما خاصا بهم وحملوا عددا من البلاليص.. كل بلاص كتب عليه اسم وزير من الحكومة, ووقعت علي أثرها اشتباكات واحتكاكات محدودة.