ميناء عيذاب البحري الواقع بين قريتي أبو رماد وحلايب التابعتين لمدينة الشلاتين علي حدود مصر الجنوبية تعود نشأته الي العصر الاسلامي وكانت له صولات وجولات ملاحية علي مدي مائتي عام متصلة وقبل أن يمتد إليه عبث الصلبيين وقرصنتهم. ظل هذا الميناء نقطة انطلاق للرحلات البحرية لحجاج بيت الله الحرام من المغرب العربي ومصر الي الأراضي الحجازية, خاصة الي ميناء جدة, كما لعب دورا تجاريا بارزا بين مصر والهند واليمن وبعض الدول الافريقية وكانت ترد إليه المراكب من تلك الأقطار وتغادر منه إليها مرة أخري. ولم يكن اختيار القدماء لمنطقة عيذاب لإقامة الميناء ارتجالا أو مصادفة بل لأنه موقع استراتيجي مهم ويكفي أنه الميناء الوحيد الذي يبعد عن جدة نحو 120 ميلا بحريا فقط, علاوة علي قربه من الدول الاسيوية وغيرها, ومن يعرفون قيمة واستراتيجية هذا الميناء يؤكدون أن تدوين شهادة ميلاد جديدة لهذا الميناء هو البداية الحقيقية لتحويل هذه المنطقة الواعدة في جنوب مصر الي مركز تجاري عالمي قد لا يكون له مثيل علي ساحل البحر الأحمر.. فكيف ذلك؟.. يقول المحاسب عوض عبد السميع رجل أعمال من محافظة البحر الأحمر ومهتم بالنقل البحري إن الحكومة يمكنها أن تحدث تنمية حقيقية علي حدود مصر الجنوبية مع السودان وتحول هذه المنطقة الي ملتقي تجاري واقتصادي عالمي بالتوجه نحو إعادة إحياء وتشغيل الميناء. يضيف نور علي حسين أحد مواطني الشلاتين أن اعادة تشغيل الميناء نقطة انطلاق تنموية بمنطقة الشلاتين وجنوب الصعيد لعدة أسباب أولها أنه سوف يوجد منطقة لتصدير المنتجات المصرية خاصة آسيا توشكي لأنه الأقرب إليها من أي ميناء آخر ويخدم حركة التجارة بين مصر وشرق أسيا وشرق افريقيا ويمكن استغلاله في تصدير الفوسفات والمنجنيز وغيره من الخامات الموجودة بالصحراء الشرقية والقريبة, منه وهو قريب من منجم الذهب بجبل السكري وسوف يوفر آلافا من فرص العمل ويمكن استغلال رصيف منه لرسو وانطلاق مراكب الصيد الي جانب إمكان استغلاله في نقل حجاج جنوب الصعيد باعتباره الأقرب الي منطقة ميناء جدة.