أكدت أحدث الدراسات العلمية أن المرأة في مرحلة منتصف العمر تتمتع بقدرة فائقة علي تحمل مشكلات الحياة وضربات القدر, نتيجة لخبراتها الحياتية التي تؤهلها لاختيار أفضل الطرق لحل المشاكل والأزمات بنجاح, ولكن في نفس الوقت يصف البعض هذه المرحلة بمرحلة التقلبات المزاجية والاضطرابات النفسية.. د. تهاني عبد السلام محمد, الأستاذة بكلية التربية جامعة الأسكندرية تؤكد أن علماء النفس الاجتماعي اهتموا بهذه المرحلة خاصة في ظل تزايد نسبة كبار السن في كل المجتمعات المتقدمة والنامية بشكل واضح, ربما بسبب ارتفاع مستوي الصحة العلاجية والوقائية بوجه عام, وأيضا لإمكان الاستفادة من خبراتهم, حيث يمثلون النضوج العلمي وغزارة الفكر وثرائه, ولكن العمر الذي يقاس بالسنين ليس بالقطع دليل جودة الحياة, فكما تعتمد التغيرات الفسيولوجية التي تصاحب تلك المرحلة علي الوراثة فانها تتأثر أيضا بأسلوب حياة كل إنسان وبطريقته الخاصة في التعامل مع الأزمات. وتوضح د. تهاني أنه كما يوجد عمر بيولوجي هناك أيضاعمر نفسي وعمر اجتماعي, أي ان النواحي النفسية والنواحي الاجتماعية تتمشي مع الزمن, ولكل إنسان قدراته الخاصة مثل القدرات الإدراكية التي تختلف حسب خبرات الشخص واستخداماته لها, وتنعكس هذه القدرات علي ذكاء الشخص بصرف النظر عن عمره الزمني, وهذا ينطبق أيضا علي الذاكرة والتعلم, حيث أصبحت فكرة التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر غير صائبة, فقد وجد أنه يمكن- وحتي في السن المتقدمة- التعليم من خلال وسائل علم النفس, كما تبين أنه مع التقدم في العمر يتمتع الإنسان بثقة في النفس وبأنه يمكنه استيعاب الشيء الجديد بسهولة,. إلي جانب أنه يسعي لتقوية قدراته الحسية والقدرة علي مواجهة الأزمات, لذا يجب إتاحة الفرص للنشاط الترويحي والاشتراك فيه لكي يعطي للإنسان عامة والمرأة بشكل خاص الفرصة للاحتفاظ بالحيوية والثقة بالنفس, كما يجب الانتباه الي أن هناك مجالات في حاجة إلي خبرة الستين وحكمتها.. من هنا يجب علي المرأة مراعاة النصائح التالية:: تحديد الهدف من النشاط الذي ستمارسه, وممارسة تمرينات بدنية خاصة بكل عضلة وكل مفصل, وممارسة عقلية مثل القراءة والكتابة, ومناقشة آراء وأفكار جديدة دائما, والمداومة علي عمل تمرينات روحية فيها البذل والعطاء بدلا من الأخذ ومحاولة معاونة الآخرين, والنوم حسب حاجة الجسم, والحصول علي قدر كاف من الأوكسجين والتنفس بعمق كلما أمكن ذلك. هذا بالإضافة إلي إدراك أنه بعد سن الخمسين قد يحدث بعض التغيرات التي تعتمد علي الوراثة أو أسلوب حياة الشخص, والمهم هو تقبل التغيرات الطبيعية في هذه المرحلة بالرضا مما يعكس الهدوء والطمأنينة والسكينة التي تجعل المرأة تستفيد من كل مرحلة من مراحل حياتها وتتوج بها خبراتها في الحياة ويكون أساسها العطاء المستمر الذي يسعدها.